كانت الحسرة قاسية ..أكبر من ان تستوعبها عقول الجماهيرفى الكاميرون (13 دقيقة) فقط تفصل الأسود عن نهاية المباراة والتى تجمع بين الكاميرون ومصر فى نهائى كأس الأمم الافريقية عام (2008) مما يعنى وقتاً إضافياً للمنافسة على اللقب ولكن مع الدقيقة (76) من عمر اللقاء
يتعثر "سونج" فى الإستحواذ على الكرة ويضغط الفرعون المصرى "محمد زيدان" على كابتن الفريق "سونج" ويستخلص الكرة ببراعة ويبعثها حريرية إلى "محمد أبو تريكة" الذى يحرز هدف البطولة لمصر.
وخسر يومها اللاعبون مبلغ(111 ألف و280 يورو) كان سيتحصلون عليه فى حالة فوزهم بالبطولة ليعادلوا الرقم القياسي في عدد مرات الفوز باللقب الافريقي والذي ينفرد به المنتخب المصري وخرج "سونج" يومها من الملعب منكسراً قائلاً "الاخطاء واردة وما من لاعب لا يخطئ في الملعب ولذلك يجب أن يكون تقييم اللاعبين قائما على المستوى الاجمالي لهم وليس على الاخطاء التي يرتكبها اللاعب من حين لآخر".
كانت خسارة البطولة الأفريقية مؤشراً صعباً لمنتخب خسر قبل عامين فرصة التواجد فى كأس العالم (2006) كانت مؤشراً على أن الأسد الكاميرونى بدأت أسنانة فى السقوط حتى على فريستة المفضلة "كأس الامم الأفريقية ".
ويعتبر المنتخب الكاميرونى من أكبر المنتخبات الأفريقية قامة حيث
بدأت أولى مشاركات المنتخب الكاميروني في نهائيات البطولة الأفريقية الافريقية عام (1970) يومها خرج المنتخب الكاميروني من الدور الاول وفى مشاركتة الثانية عام (1972) أرسل الأسود زئيراً مدوياً لكافة الفرق الأفريقية ونجحوا فى الوصول للدور قبل النهائى لكن منتخب الكونغو أجهض أحلامهم فى البطولة وتمكنت من الفوز عليهم بهدف للاشىء.
وفى الوقت الذى توقع فيه الجميع ولادة بطل أفريقى جديد غاب منتخب الكاميرون عن البطولة طوال أربع دورات كاملة .
وفى عام (1984) نجح المنتخب الكاميرونى فى إزاحة كل من وقف فى طريقة وفاز على المنتخب «النيجيرى» فى نهائى البطولة بثلاثة أهداف لهدف واحد وإعتلاء القمة كأول بطوله له فى تاريخ مشاراكاتة .
بعد بطولة (1984) بدا المنتخب الكاميرونى كأحد عمالقة القارة الافريقية وتمكن فى البطولة التالية عام (1986) من الدفاع عن لقبة إلى المحطة النهائية لكن المنتخب المصرى(أصحاب الأرض) وقفوا له بالمرصاد وتمكنوا من التتويج باللقب بضربات الجزاء الترجيحية ولم ييأس الأسود من الهزيمة بل تحولت الخسارة دافعاً للفوز بالبطولة نفسها لكن هذة المرة فى المغرب وعلى منتخب «نيجريا» بهدف نظيف عام (1988) .
وتمثل بطولة أفريقيا (1988) بداية طموح الكاميرون فى الصعود وتخطى حدود القارة الأفريقية ليحجز الاسود مقعداً دائماً فى كأس العالم حيث شارك الكاميرون فى كأس العالم أعوام (1990) و(1994) و(1998) و(2002) ورغم التفوق خارج القارة إلا ان الكاميرون لم تتمكن من الفوز بالبطولة خلال عقد التسعينات
ومع بداية القرن الجديد عادت «الكاميرون» بجيل جديد يجمع بين الخبرة والشباب يجمع بين صفوفة لاعبين من نوعية «باتريك مبوما» و«سونج و«جيريمي نيجيتاب» والشبل الشاب "صامويل إيتو" و كشر أسود الكاميرون عن أنيابهم ليتمكنوا من الظفر ببطولة بداية القرن الجديد وتمكنوا من إقصاء المنتخب النيجيرى فى النهائى بضربات الترجيح وتحقيق البطولة عام 2000 للمرة الثالثة فى تاريخهم .
وواصل الأسود التى لا تقهر زئيرها فى أنحاء القارة الافريقية وأستمروا فى تسيد القارة وتمكنوا من الإحتفاظ باللقب للمرة الرابعة فى تاريخهم والثانية على التوالى معادلين رقم المنتخب المصرى الذى حصل عليها عامين متتاليين عام (1957)و(1959) .
وتمكن المنتخب الكاميرونى فى التصفيات المؤهلة للبطولة من إعتلاء قمة المجموعة برصيد (13 نقطة) بفارق (4 نقاط) فقط عن المنتخب الجابونى الذى إحتل المركز الثانى فى المجموعة ووجد المنتخب الكاميرونى صعوبة كبيرة فى الإفلات بصدارة المجموعة والتى مكنتة من التأهل إلى نهائيات كأس العالم والأمم الأفريقية .
ويتولى الإدارة الفنية لمنتخب الكاميرون المدير الفنى الفرنسي« بول لوجان» صاحب الـ(45 عاما) تدريب المنتخب الكاميروني في يوليو الماضي ويعتبر المدير الفنى الشاب من أفضل المدربين حيث قاد نادى ليون للفوز بلقب الدوري الفرنسي ثلاثة مواسم متتالية من (2002) إلى (2005)
ويتمنى« لوجان» تحقيق نتائج جيدة مع المنتخب الكاميروني في بطولة الأمم الأفريقية وكذلك فى كأس العالم (2010) بجنوب أفريقيا .
وتعتبر بدايتة مع الفريق مثالية حيث تمكن اقتناص أربعة انتصارات، تمكن بها الأسد الكاميرونى من الوصول لكأس العالم .
فيما يمثل« صامويل إيتو» صاحب (28 عاماً ) أبرز نجوم المنتخب الكاميروني وتعقد عليه الكثير من الأمال حيث فاز بلقب أفضل لاعب أفريقي ثلاث مرات كما يعتلى قائمة أفضل هدافي بطولات كأس الأمم الأفريقية على مدار تاريخها.
كان المدير الفنى البرتغالى جوزية مورينيهو قد أبدى رغبتة فى خروج منتخب الكاميرون من البطولة حتى يعود له نجمة أيتو مبكراً وقال "أشعر بخيبة أمل كبيرة، ولكنني لم اتفاجئ بهذا الأمر وكل ما أتمناه هو خروج الكاميرون وعدم وصولها إلى النهائي حتي يعود إيتو إلينا قبل يوم 31 من يناير".
وإلى جانب إيتو تأتى أسماء «ألكسندر سونج» نجم نادى الأرسنال و«كارلوس كاميني» حارس المرمى المتألق لنادى أسبانيول الأسبانى
كأبرز اللاعبين فى المنتخب الكاميرونى .
ويستهل المنتخب الكاميرونى أولى مباراياتة أمام نظيرة الجابونى فى (13) يناير المقبل ثم يواجه المنتخب الزامبى فى الـ(17) فى الجولة الثانية قبل أن يختتم أخر مبارياتة فى الجولة الثالثة والأخيرة بمواجهة المنتخب التونسى .
وتبدو فرص المنتخبين الكاميرونى والتونسى كبيرة فى حجز المقعدين الأول والثانى عن المجموعة الرابعة ولكن تطل الجابون برأسها كأحد اكبر العقبات فى وجه الفريقين وهى التى إستطاعت إحراج الكاميرون فى التصفيات كما اخرجت دولة بحجم المغرب من المنافسة على الوصول لكأس العالم وكأس الامم الافريقية .