x

"الدنيا كورة ف هوا".. كتاب يتحدث عن "الساخرة" المستديرة

الخميس 11-02-2010 16:16 | كتب: أحمد الهواري |
تصوير : other

امسك كرة قدم.. احضنها.. غمض عينيك.. المس جلدها الأملس.. امنحها (قُبلة) حارة، ليس فقط من أجل التعبير عن حبك، ولكن أيضا حتى تنزع (البلف!!).. بالتأكيد عرفت الآن أن الكورة منفوخة هوا.. لكن تذكر أن الهوا سر الحياة"

بهذه المقدمة يربط الكاتب الشاب «محمد مصطفى» بين الكرة والحياة في كتاب رياضي ساخر جاء تحت عنوان «الدنيا كورة ف هوا»، فكما يقول: "الكرة منفوخة شهد ودموع، حب وجنون، الكرة منفوخة سياسة واقتصاد وتجارة وتاريخ وجغرافيا وعلم وفن وهندسة.. الكرة منفوخة ناس، الأناني والمغرور والطموح والمقاتل.. والطيب والشرس والقبيح".

ويتحدث الكتاب الذي صدر عن دار «العلوم» للنشر، في 200 صفحة من القطع المتوسط، عن "الساخرة" وليست الساحرة المستديرة، مستخدماً عناوين ساخرة للتعبير عن أزمات رياضية معاصرة، فمثلاً جاء فصل «هاني شاكر» مديراً فنياً للزمالك"، لانتقاد الأزمات المتتالية في مركز المدرب داخل القلعة البيضاء، ومقال "شورت وفانلة وشراب" للتعبير عن استهجانه من موضة وتصميمات فانلات الأندية المصرية فقيرة الجمال.

ورغم مثول الكتاب للطبع قبيل انطلاق بطولة كأس الأمم الإفريقية 2010 بأنجولا، إلا أن الكاتب خصص فصلاً عن إنجازات المنتخب تحت عنوان "سجود هانصور" للتأكيد على أننا يجب أن نفخر بمنتخب «أحمد حسن» و«أبو تريكة»، الذي أحرز عدداً من البطولات بفضل السجود لله بعد كل هدف.

ويسلط الكتاب الضوء على بطولة كروية عالمية مجهولة، وهي "كأس العالم للمشردين" التي يشارك فيها المشردون من كل أنحاء العالم، وهي بطولة حقيقية ومشهورة عالمياً، ولكن لم يلتفت لها أحد في مصر، لذلك يشكل المؤلف منتخباً مصرياً "افتراضياً" من مشردي الدويقة وأبناء ضحايا العبارة ومنكوبي السيول ومصابي قطار الصعيد، لكي يشارك في فعاليات البطولة التي سنفوز بها بالتأكيد لجدارتنا في التشرد.

كما يحتوى الكتاب علي فصل خاص عن تطور الأغنية الوطنية الكروية بدءا من "المصريين أهمه" إلى "ليلة ليلة ليلة.. أما ليلة يا سلام" وصولا إلي «نانسى عجرم» وأغنية "لو سألتك انت مصرى قول لى إيه" وهتاف "والله وعملوها الرجالة". وأغنية «شيرين» (ماشربتش من نيلها).

وفي مقال ساخر آخر، يدخل الكاتب عيادة طبيب نفسي لنرى "حامل الراية" ممدداً على الشيزلونج ليشتكي إلى الطبيب من تجاهل الحكم الأول لجميع قرارته الاستشارية، فهو كما يفضفض: "طول عمرى مركون على الخط.. واقف مكاني لغاية ما رجلى (نمّـلت).. حركتى زى (الطابية) بالعرض أحيانا، وبالطول فى معظم الأحيان، فقط لا غير.. يارب أنا مش طالب أبقى (وزير) أتحرك زى ما أنا عايز.. بس على الأقل أبقى (حصان).

ورغم أن الكتابة الساخرة هي طريقة المؤلف في توصيل رسالته، إلا أن المقالات الثلاث الأخيرة حملت نبرة مختلفة، فقد جند الكاتب المصطلحات الرياضية الكروية للحديث عن قضايا مصيرية في حياة الإنسان بصفة عامة، والمواطن المصري والعربي بصفة خاصة، فهو يرى أن عالم الرياضة ما هو إلا مسرح من مسارح الحياة، فمباراة العمر هي مباراة الإنسان ضد الشيطان، والمباراة الفاصلة هي مباراتنا ضد أعداء الأمة، فمن خسرها خسر كل شيء.

 

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية