x

محمد الصيفى.. «أبوالقراء» الذى رفض تلاوة القرآن في القصر الملكي

الثلاثاء 30-07-2013 15:01 | كتب: ميلاد حنا زكي |
تصوير : other

عاش الشيخ محمد الصيفي، خلال بداية العصر الذهبى للقراء، وذاع صيته، ونشأ مع الشيخين حمد ندا وعلى محمود فى حارة واحدة، وكان معهم الشيخ طه الفشنى، كما تعرف الصيفى على الشيخ محمد رفعت، الذى كانت تربطه به علاقة صداقة قوية، وكانا يحصلان على نفس الأجر فى إحياء ليالى رمضان، وهى 50 قرشاً فى الليلة، وبعد أن ذاع صيته أصبح يتقاضى 10 جنيهات فى الليلة عام 1937.

ولد «الصيفى» عام 1885 بقرية البرادعة بمحافظة القليوبية، وحفظ القرآن الكريم على يد الشيخ عبده حسين، ثم انتقل إلى القاهرة عام 1904، وتعلم القراءات على يد الشيخ عبدالعزيز السحار وتخرج فى كلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر عام 1910، وعاش فى حى العباسية، وبدأ حياته قارئاً للقرآن بمسجد فاطمة النبوية بالعباسية، كما كان من أوائل الذين قرأوا القرآن فى الإذاعة فى مايو عام 1934، وأصبح قارئ مسجد الإمام الحسين بعد وفاة الشيخ على محمود.

الشيخ كان واحداً من 4 قراء أحيوا ليالى مأتم الزعيم سعد زغلول، والملك فؤاد، كما أنه القارئ الوحيد الذى رفض التلاوة فى قصر الملك فاروق فى شهر رمضان سنوياً، وعندما سأله ناظر الخاصة الملكية عن سبب رفضه، قال له «الصيفى»: «صحتى لا تساعدنى، ومولانا يستطيع سماعى جيداً من الراديو». وسجل العديد من التسجيلات الرائعة التى ما زالت تذاع حتى الآن فى الإذاعات المصرية والعالمية، ومنها التى سجلت له فى «صوت لندن وإذاعة برلين وإذاعة موسكو».

وحول آرائه الخاصة عن المقرئين فى جيله قال إن أعظم الأصوات التى سمعها فى حياته هو صوت الشيخ محمد القهاوى، والشيخ منصور بدار، ويأتى بعدهما الشيخ مصطفى إسماعيل. وعن صوت الشيخ محمد رفعت قال: «رفعت لم يكن كبقية الأصوات تجرى عليه أحكام الناس.. لقد كان هبة السماء». كما قال- حسبما ذكر كتاب «ألحان السماء» للكاتب محمود السعدنى- إن الشيخ سيد درويش أحدث انقلاباً فى الموسيقى والشيخ على محمود أحدث انقلاباً فى فن الموشحات والشيخ عبدالعظيم زاهر الصوت الباكى الذى يصل إلى القلوب مباشرة. وقال: «القراءة المطلوبة يجب أن يشترك فى ترتيلها اللسان والعقل والقلب».

توفى الصيفى فى 25 سبتمبر 1955، عن عمر يناهز الـ 70 عاماً، وفى أيامه الأخيرة اعتزل إحياء الليالى واكتفى بقراءة سورة الكهف فى مسجد الإمام الحسين. ولقب الصيفى بـ«القارئ العالم وخبير القراءات» لأنه كان متفقهاً فى الدين ولغة القرآن الكريم وقراءاته العشر الكبرى كما لقبه المقرئون بـ«أبوالقراء».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية