كشفت مصادر وثيقة الصلة بالممثل الأعلى للشؤون السياسية والأمنية بالاتحاد الأوروبي، كاترين آشتون، أنها طرحت مخرجًا للأزمة السياسية الراهنة على قيادات جماعة الإخوان المسلمين خلال اجتماعهم، مساء الإثنين، بأحد فنادق القاهرة تضمن تقديم بعض التنازلات السياسية منها القبول بالإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي والتعامل مع هذا الأمر باعتباره «واقعا».
وأضافت المصادر أن المبادرة تضمنت «عدم الدعوة لاعتصامات جديدة من جانب أنصار مرسي»، قائلة للقيادات إن «عودة مرسي إلى الحكم صارت مستحيل» مقابل تقديم ضمانات لهم للعودة للحياة السياسية من جديد وإيجاد صيغة تسوية بينهم وبين السلطة الحاكمة في البلاد.
وأضافت المصادر، التي رفضت ذكر اسمها، في تصريحات لـ«المصري اليوم» أن «آشتون» شددت خلال لقائها بقيادات «الإخوان» أن استمرار اعتصامهم في الميادين، وعدم قبولهم بالأمر الواقع سيجعل موقفهم صعب في التواجد على الساحة السياسية في الفترة المقبلة، مطالبة إياهم «بعدم التعنت في مسألة العودة للحكم»، وأنهم سيرمون أنفسهم إلى التهلكة باستمرار عنادهم.
وأوضحت أن القيادات الإخوانية أبدت ترحيبًا بطرح «آشتون» بالقبول بعزل مرسي، وفض الاعتصامات، مشددة على أهمية تقديم تنازلات واضحة من جانب السلطة الحالية للبلاد، لافتة إلى أن محمد علي بشر، عضو مجلس شورى الإخوان، قال لها «نحن لانثق ولانضمن السلطة الحالية» .
وتابعت أن «بشر» كان أكثر المتحدثين خلال الاجتماع للتعبير عن موقف جماعة الإخوان المسلمين، والذي أوضح أن الجماعة تخشى الملاحقة القانونية لكل أعضائها وإنهاء وجودها وحظرها من العمل السياسي موجهًا كلامه إليها «السلطة الحالية لا ترغب في تقديم تنازلات تضمن إدخال الاخوان في العمل السياسي والعام».
وحول احتمال زيارة «آشتون» للرئيس المعزول لمحمد مرسي قال المصدر إنه يستبعد أن تقدم «آشتون» هذا الطلب من الأساس، تخوفا من اعتبار هذا تدخل في الشأن المصري وإثارة الرأي العام عليها، مشيرًا إلى أن أحد القيادات الحاضرة طالبها باستخدام حزمة المساعدات المقدمة من الاتحاد الأوروبي لضمان تقديم هذه التنازلات من السلطة الحالية التي تضمن الإفراج عن قيادات الإخوان وعدم ملاحقة المرشد العام للجماعة محمد بديع وضمان ممارسة الجماعة للعمل السياسي في الفترة المقبلة.