x

زي النهاردة.. وفاة حكمت أبو زيد أول وزيرة مصرية 30 يوليو 2011

الثلاثاء 30-07-2013 08:00 | كتب: ماهر حسن |
تصوير : اخبار

الدكتورة حكمت أبو زيد هي أول سيدة مصرية تعين في منصب وزيرة والثانية على مستوى العالم العربي، فقد عينت في أوائل الستينات بقرار جمهوري من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وزيرة للدولة للشؤون الاجتماعية، وأثبتت من خلاله كفاءة منقطعة النظير لتفتح المجال للمرأة العربية بتولي المناصب القيادية.

ولدت «أبو زيد» في  1922 بقرية الشيخ داود التابعة للوحدة المحلية بصنبو بمركز القوصية، بقرية تخلو نهائياً من المدارس وقتها في الثلاثينيات من القرن الماضي، وكان والدها ناظراً بالسكك الحديدية، وقد اهتم بابنته ووفرلها إمكانية السفر يومياً من قريتها لبندر ديروط لتتلقى التعليم بالمدارس الابتدائية والإعدادية، ثم هبطت القاهرة لتلتحق بالتعليم الثانوي، بمدرسة حلوان الثانوية بالثلاثينيات من القرن الماضي.

أقامت «أبو زيد» بجمعية «بنات الأشراف» التي أسستها نبوية موسى، وخلال دراستها الثانوية تزعمت ثورة الطالبات داخل المدرسة ضد الإنجليز والقصر مما آثار غضب السلطة ففصلت من المدرسة، واضطرت لاستكمال تعليمها بمدرسة الأميرة فايزة بالإسكندرية.

 وفي 1940  التحقت بقسم التاريخ بكلية الآداب جامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة)، وكان عميد الكلية وقتها الدكتور طه حسين، والذي تنبأ لها بمكانة رفيعة في المستقبل ثم حصلت على دبلوم التربية العالي من وزارة التربية العالي من وزارة التعليم بالقاهرة في 1944 ثم على الماجستير من جامعة سانت آندروز باسكتلندا في 1950 ثم على الدكتوراه في علم النفس من جامعة لندن بإنجلترا في 1955.

وبعد عودتها من الخارج عينت بكلية البنات بجامعة عين شمس، وفي نفس العام انضمت  لفرق المقاومة الشعبية حتي حدثت حرب 1956  فبدأت تتدرب عسكرياً مع الطالبات، وسافرت إلي بورسعيد مع سيزا نبراوي، وإنجي أفلاطون، وكن يشاركن في كل شيء من الإسعافات الأولية، حتي الاشتراك بالعمليات  العسكرية وفي 1962 اختيرت   عضوا في اللجنة التحضيرية للمؤتمر القومي، وخاضت مناقشات  حول بعض فقرات الميثاق الوطني مع الرئيس  عبد الناصر  مما آثار  إعجاب عبد الناصر بها وفي أوائل الستينات أصدر قراراً جمهورياً بتعيينها  وزيرة للدولة للشئون الاجتماعية.

حولت «أبو زيد» الوزارة إلي وزارة مجتمع وأسرة، ومدت نشاطها لجميع القري والنجوع بالجمهورية بإنشاء فروع للوزارة، ومما أسسته من مشروعات  مشروع الأسر المنتجة ومشروع الرائدات الريفيات ومشروع النهوض بالمرأة الريفية، كما قامت بحصر الجمعيات الأهلية وتوسعت أنشطتها وخدماتها التنموية.

 وفي  1964  ساهمت فب وضع قانون 64 وهو أول قانون ينظم عمل الجمعيات الأهلية، وعندما وقعت  هزيمة 1967 كلفها عبد الناصر بالاهتمام  بالرعاية الاجتماعية لأسر الجنود الموجودين على الجبهة المصرية وحققت نجاحا منقطع النظير وفي 1969 قامت   بالإشراف على مشروع تهجير أهالي النوبة بعد تعرضها للغرق  مما جعل عبد الناصر يطلق عليها لقب «قلب الثورة الرحيم».

بعد رحيل عبد الناصر في 1970 م عادت للجامعة للتدريس، وفي السبعينيات اختلفت بشدة مع قرار الرئيس السادات لمبادرة السلام مع إسرائيل وشككت في النوايا الصهيونية تجاه الأمة العربية، مما جعلها تتلقي أبشع التهم والاتهامات  وتم وضع أملاكها تحت الحراسة أو مصادرتها وإسقاط الجنسية المصرية عنها، وسافرت خارج مصر وصارت  لاجئة سياسية لعشرين عاماً.

وفي فبراير1991 أصدرت المحكمة العليا قرارها بإلغاء الحراسة على ممتلكاتها، وحقها في حمل جواز السفر المصري والتمتع بالجنسية المصرية، وفور علمها بذلك قررت العودة  لمصر إلي أن توفيت في مثل هذا اليوم 30 يوليو 2011، عن 89 عاما.  

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية