بعد منافسة حامية وإنفاق انتخابي غير مسبوق ومقاطعة الإخوان، أعلنت اللجنة القضائية العليا المشرفة على الانتخابات الكويتية جدارة 50 نائباً بدخول قاعة عبدالله السالم كنواب فى مجلس الأمة لدورة برلمانية تبدأ خلال أيام.
ورفعت الحكومة الحالية، برئاسة الشيخ جابر المبارك، استقالتها للأمير الشيخ صباح الأحمد إعمالاً للدستور، على أن يصدر قرار أميرى آخر بتشكيل حكومة جديدة من المرجح أن تكون ائتلافية وتراعى نتائج الانتخابات الحالية، عقب انعقاد مجلس الأمة.
وفاز 17 نائباً جديداً فى انتخابات الاحد ، كما نجح 15 من أعضاء المجلس السابق والمحكوم ببطلانه فى الاحتفاظ بمقاعدهم، فيما فاز 18 ممن سبق أن مثلوا الكويتيين فى مجالس سبقت 2012 وتقلصت مقاعد الشيعة فى مجلس الأمة إلى 8 فقط بعد أن بلغت 17 مقعداً فى المجلس السابق وفاز 7 إسلاميين يمثلون تيارات مختلفة وغير إخوانية، علاوة على 3 من التيار الليبرالى وسيدتين هما معصومة صالح المبارك، الوزيرة السابقة، وصفاء عبدالرحمن الهاشم.
ومن أبرز المشاهد فى انتخابات هذا العام فوز 5 نواب أى 10٪ من أعضاء مجلس الأمة، لقبيلة واحدة هى قبيلة العوازم، والعوازم يقدر عددها فى الكويت بنحو 200 ألف نسمة، قاطعت الانتخابات الماضية، لكن أميرها فلاح بن جامع أقر المشاركة هذه المرة. يذكر أن بعض القبائل أجرت انتخابات فرعية لاختيار من يمثلهم فى الانتخابات العامة وهو إجراء يجرمه القانون.
وأشادت المنظمات الحقوقية العربية والأجنبية، التى راقبت الانتخابات، بالتنسيق مع منظمة «الشفافية» الكويتية بسير الانتخابات السبت دون تجاوزات أو تزوير، لكن بعض المراقبين أشاروا إلى أن التجاوزات حدثت خارج اللجان وقبل يوم الاقتراع، حيث جرت وقائع شراء الأصوات وعدم مراقبة الإنفاق الانتخابى الذى وصل متوسطه إلى 50 ألف دينار كويتى لمعظم المرشحين.
وفى تفسيره لمجريات ونتائج الانتخابات الكويتية، قال المفكر السياسى الدكتور محمد الرميحى إن الديمقراطية الكويتية وسيلة لغاية لم تتحقق حتى الآن، والمشكلة فى الدستور الذى لا يقر قيام أحزاب وتعددية سياسية. وأضاف: الانتخابات لدينا تعتمد على القبلية.. والناس تتدافع على مقاعد مجلس الأمة للحصول على عوائد ومنافع. وأشاد بنظام الصوت الانتخابى الواحد لكنه قال: لم يمنع التصويت على أساس طائفى وقبلى.. والحكومة القادمة ستكون ائتلافية ومعبرة عن نتائج الصناديق وبالتالى لن تضم كفاءات حقيقية.
وتوقع الرميحى عودة الأزمات السياسية لمجلس الأمة الجديد خلال الشهور المقبلة، وذلك عن طريق الاستجوابات أو الدعاوى لإبطال المجلس.
وحول غياب الحركة الدستورية الإسلامية «الإخوان المسلمين» فى الكويت قال الرميحى: هم محبطون الآن مما يحدث لمرسى.
يذكر أن إخوان الكويت سبق أن أعلنوا أنهم سيقاطعون الانتخابات اعتراضاً على قيام الحكومة، فى غياب مجلس الأمن، بالتشريع وإصدار مرسوم ضرورة وقع عليه الأمير بشأن مسار الانتخابات الحالية.
وقال الرميحى: الدعم المادى للإخوان المسلمين فى مصر، على مدار العقود الماضية، قادم من الخليج وكذلك ليبيا، لكن ممارسات الإخوان دائماً ما تصب ضد دول الخليج.
وأضاف: الصورة الآن محسوسة على أكثر من جانب، لكن أوضحها مغازلة نظام محمد مرسى مؤخراً لإيران على حساب مصالح دول الخليج. وأبدى الرميحى مخاوفه من تقارب 3 نواب شيعة فى المجلس الجديد تنظيمياً مع حزب الله، وتوقع إجراءً خليجياً قريباً ضد الجناح العسكرى لحزب الله.