اللواء عصمت مراد: الكلية الحربية لكل طوائف المجتمع (حوار)

ماذا عن استعدادات الكلية لاستقبال الطلاب الجدد؟

- هذا العام هناك استعدادات جديدة، فمن الناحية التعليمية، معظم المناهج، تقريبا، تم تعديلها بما يتماشى مع المرحلة الحالية، وفنيا، تم إدخال الأسلحة المتطورة التى دخلت القوات المسلحة، خلال السنوات الماضية، بالإضافة إلى انضمام مجموعة من الضباط العائدين من البعثات الخارجية من أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية والصين للتدريس بالكلية الحربية، وإداريا، فشهدت الكلية، خلال الشهر الأخير، ما يشبه ثورة إدارية لقبول أكبر عدد من الطلبة الذين سيدخلون هذا العام.

■ وماذا عن المرحلة الأولى التى سيمر بها المستجدون؟

- هناك العديد من الأنشطة المتدرجة التى سيخضع لها الطلاب، وفى نهايتها ستتم إعادة تقييمهم، ومن ينجح سيكمل الدراسة بالكلية، بينما من يفشل ينتهى التحاقه بالكلية، دون أى أعباء مالية أو إدارية على الإطلاق.

■ التقييم سيكون على أى أساس؟

- مستوى اللياقة البدنية، والانضباط العسكرى، ومدى تحمل الطالب الضغوط النفسية والبدنية التى تلقى عليه، بالإضافة إلى تقييم زملائه من الطلبة، والضابط المشرف على كل فرقة من المستجدين.

■ ما موقف الطالب فى حالة إنهاء التحاقه بالكلية، هل سيلتحق بكلية أخرى مدنية أم يضيع عليه العام الدراسى؟

- سيمنح الطالب خطابا، لإزالة الفترة السابقة، التى قضاها بالكلية، ومن حقه الالتحاق بالكلية المدنية، كما أن هذه المدة ستحتسب من مدة تأدية الخدمة العسكرية، بعد تخرجه فى الكلية المدنية.

■ ماذا عن تطوير الكلية فى ظل حرص القيادة الجديدة للقوات المسلحة على الاستعانة بكل ما هو جديد فى المجال العسكرى؟

- بالإضافة إلى تحديث المناهج العلمية والأنشطة، وضع برنامج أكثر إلزاما فى مجال الأنشطة العملية، مقارنة بالسنوات الماضية، وتم تقييمه بواسطة الجهاز الرياضى للقوات المسلحة، للتأكد من مدى مناسبته للطالب المستجد، أما أسس الموضوعات العملية، فلا تعديل فيها، خلال أى مرحلة تعليمية، لأنها مرتبطة بمبادئ العسكرية المصرية، بالإضافة إلى أن هذا العام هناك اهتمام بالروح المعنوية والأنشطة الترويحية والزيارات الخارجية للطلبة المستجدين.

■ وماذا عن التطوير داخل الأقسام الدراسية داخل الكلية؟

- القسم الأساسى، يتم تجميع الطلبة سواء من الكلية البحرية أوالفنية أوالدفاع الجوى أوالمعهد الفنى، فى الكلية الحربية، وبانتهاء فترة المستجدين، يحول الطالب للقسم الإعدادى فى كليته التخصصية، ويستمر حتى نهاية العام التدريبى، فى القسم الإعدادى، وفى العام التالى يحول للقسم المتوسط والعام الذى يليه ثم يحول للقسم النهائى، الذى فيه يتم الالتحاق بالتخصصات المختلفة، وهذا لأول مرة بعد فترة توقف، استمرت أكثر من 23 عاما.

■ طبيعة اختبارات القبول هذا العام اختلفت عن الأعوام السابقة، فلماذا؟

- الاختلاف كان فى اختبار المعلومات عن مصر، واختبار اللغة كان أكثر صعوبة، وذلك لأن إدارة الكلية لاحظت أثناء كشف الهيئة، تواضع مستوى الطلبة فى المعلومات عن مصر واللغة العربية، وللرغبة فى زيادة إعطاء الفرص للطلبة للتنافس تمت إضافة اختبار لاختراق الضاحية لمسافة 2.5 كيلو متر، وهو ما لم يكن موجودا من قبل، وتم إجراؤه دون إخطار مسبق للطلبة، فضلا عن إعادة اختبار الثقة فى القفز من ارتفاع 7.5 متر بعد فترة سماح لمدة ثانيتين فقط، للتأكد من إصرار الطالب على سرعة التلبية، كما تم إجراء تحاليل طبية متقدمة، لبيان مدى الكفاءة الصحية للمختبر.

■ هل تختلف طبيعة إجراء اختبارات الإناث عن الذكور المتقدمين للالتحاق بالكلية؟

- نعم، تخصص لهن قاعات اختبار ومواعيد للكشف الطبى، منفصلة تماما عن الذكور، كما تم السماح لأولياء أمورهن، بالتواجد فى الكلية أثناء اختباراتهن.

■ يقضى الطالب ساعات يوميا فى الإعداد البدنى فهل لذلك تأثير على النظام التعليمى؟

- لا يوجد تعارض بين النشاط الرياضى والعلمى، لأن الطالب موجود على مدار الـ24 ساعة، وبالتالى لا يوجد أى تعارض، فالطالب يبدأ نشاطه فى الخامسة صباحا، وينتهى فى العاشرة مساء، وهذا التوقيت يعطى فرصة ممارسة الرياضة أكثر من 3 ساعات يوميا، على مرحلتين مقارنة بالجامعات، فإجمالى عدد الساعات الدراسية يصل إلى 3200 ساعة.

■ شارك الفريق أول عبدالفتاح السيسى، القائد العام ووزير الدفاع والإنتاج الحربى، الطلبة مؤخرا، فى طابور ضاحية داخل الكلية، فكيف ترى ذلك؟

- اهتمام القائد العام بطلاب الكلية، لا يقتصر على اللياقة البدنية فقط، لكن مركز على اللياقة البدنية والرماية والانضباط العسكرى والمهارات القتالية، وهو ما ركز عليه خلال لقائه بطلاب الكلية والطلاب المتقدمين للالتحاق بالكلية، لإيمانه أن هؤلاء أركان بناء ضباط المستقبل دون المساس بالعملية العلمية، والتحصيل الدراسى، واستخدام الحواسب الآلية واللغات، والتواجد والتلاحم مع المرؤوسين، سواء طلبة أو جنوداً، ليس سلوكاً جديداً على قيادة القوات المسلحة المصرية.

■ التغييرات التى شهدتها البلاد مؤخرا، أدت إلى اختلاف الطبيعة الفكرية للشباب، ومن بينهم الملتحقون بالكلية، فكيف سيتم استيعاب هذه الأفكار؟

- لمسنا هذا الموضوع أثناء إجراء اختبارات كشف الهيئة والاختبارات النفسية، ووجدنا أن أسس الشخصية المصرية لم تتأثر، ورغبة الشباب فى الانتماء للقوات المسلحة لم تتأثر بل زادت بدليل تقدم أكثر من 80 ألف راغب فى الانضمام للكلية، وإن ظهرت بعض الاختلافات عن الأجيال السابقة، فى طريقة التعبير والرغبة فى التطوير، وليس فى العقيدة الوطنية، والكلية بدورها أعدت برنامجاً لتوحيد مفهوم الوطنية، بما يخدم مصلحة مصر وإذابة أى أفكار مختلفة أو شاذة، انتشرت بين الشباب المصرى، خلال الفترة السابقة، ولن يكون هناك أى مجال لأى اختلافات مذهبية أو سياسية بين الطلبة داخل الكلية، لأن الكلية تضم جميع فئات المجتمع الغنى والفقير وأبناء الفلاحين والصعايدة، وأبناء المحافظات المركزية، وسيناء، والوادى الجديد، والنوبة، والمسيحيين والمسلمين، فلن يوجد أى فرصة لنمو أو ظهور أى أفكار تؤثر على القوات المسلحة.

■ وماذا عن التعاون مع الدول الصديقة؟

- تقديرا من مصر لظروف الدول العربية المحيطة، وما تعرضت له من هدم البنية الأساسية لبعض منشآتها العسكرية، ففتحت القوات المسلحة أبوابها لأبناء هذه الدول العربية ووصل إجمالى عدد الدول الراغبة فى إلحاق طلبة بالكليات العسكرية بمصر إلى 9، ويصل عدد الطلاب إلى أكثر من 500، ولم يؤثر ذلك على نسبة إلحاق الطلبة المصريين بل زادت عن الأعوام السابقة.

■ متى سيتم إعلان نتيجة قبول الطلاب الجدد؟

- هذا الأسبوع بعد التصديق عليها من القيادة العامة للقوات المسلحة، وسيتم دخول الطلبة الأسبوع المقبل.

■ بماذا تنصح الطلاب الجدد؟

- أنصح الطالب إذا كانت لديه عادة غير مناسبة للسلوك العسكرى، فعليه الإقلاع عنها قبل دخول الكلية، ولابد أن يعرف أنه نجح من بين 80 ألف طالب، بالحق والعدل، وعليه إثبات كفاءته وقدراته، خلال فترة المستجدين.