قالت الفنانة سوسن بدر، غنها وافقت على بطولة مسلسل «الوالدة باشا» لأنه يتحدث عن مشاكل المهمشين في المجتمع المصري، مثل «الست اللي بتبيع في كشك»، أو من ينامون دون عشاء، معتبرة أن شخصية «محروسة» التي جسدتها في المسلسل شخصية قوية و«فاهمة الدنيا» رغم أنها فقيرة ولم تحظ بقسط وافر من التعليم، وهو ما ينطبق على كثير من سيدات مصر، مشددة على أنها لم تشاهد أي أعمال درامية حتى الآن لأنها مستمرة في تصوير المسلسل، إلا أنها أكدت على أنها عرفت أن هناك أفكارًا مختلفة هذا العام، لكنها لا تتشابه مع «الوالدة باشا»، وإلى نص الحوار.
■ ما الذي جذبك لمسلسل «الوالدة باشا»؟
- تحمست للمسلسل لأنه يتحدث عن الطبقة الفقيرة التي تحلم بحياة كريمة، والموضوع بالنسبة لي كان شيقًا جدًا، خاصة أنه لا يهمني التحدث عن الذين يسكنون في القصور، وأنا لا أقصد التقليل من الأغنياء أو أن ليس لديهم مشاكل، ولكن الطبقة الفقيرة هي الشريحة الأكبر، فأنا يهمني «الست اللي بتبيع في الكشك أو على الرصيف»، وكذلك الناس «اللي بتبات من غير عشا»، فضلا عن أن المسلسل يتعرض لأكثر من قضية مهمة مثل الإرهاب وهو ما نعيش تأثيره حاليا.
■ وكيف رأيت شخصية «محروسة»؟
- محروسة شخصية قوية و«فاهمة الدنيا» رغم أنها فقيرة ولم تحظ بقسط وافر من التعليم، فهي بالتعبير الشعبي «جايبة الحكاية من الآخر»، ومنذ اللحظة الأولى في المسلسل اكتشفنا أنه ليس لديها وقت للحزن أو أن يتقرب منها رجل، لأن عندها هدف محدد وهو أن يصل أولادها إلى مستوى معين.
■ وماذا عن الاختلاف بين «محروسة» وأدوار الأم التي قدمتيها من قبل على الشاشة واستعدادك لها؟
- لا شك أن الشخصية تختلف من أم لأخرى، لأن كل أم تغلب عليها صفاتها الإنسانية والشخصية، سواء كانت قوية أو ضعيفة، ومن هنا يأتي الاختلاف، والسيناريست الراحل محمد أشرف كتب كل تفاصل شخصية «محروسة» بدقة شديدة، ومتى تضحك ومتى تبكي، وحتى «اللزمات» الخاصة بها مختلفة عن بقية الشخصيات، كما أنني جلست مع المخرجة شيرين عادل ورسمنا ملامح الشخصية، فضلا عن خبراتي الحياتية ورؤيتي للناس الغلابة واحتكاكي بهم فى الشارع.
■ هل نجحت الدراما التليفزيونية في طرح القضايا الاجتماعية المهمة؟
- بالتأكيد الدراما التليفزيونية من الأدوات المهمة في المجتمع التي يمكن أن تتعامل مع أي قضية، وهذا ينطبق أيضًا على الفن بشكل عام، فكم من الأعمال الفنية التي تعرضت لقضايا هزت الرأي العام وغيرت في الواقع، فدون التعبير عن قضايانا ما جدوى تقديمنا أعمال فنية جديدة.
■ كيف ترين منافسة «الوالدة باشا» لمسلسلات رمضان هذا العام؟
- للأسف مازلت أواصل التصوير ولم أشاهد مسلسلات أخرى، لكنني سمعت أن هناك شكلا جديدا يتم تقديمه حاليا، وموضوعات وأفكار جديدة، لكن الأهم بالنسبة لي أنه ليس هناك مسلسلات تشبه «الوالدة باشا»، فنحن نتعرض لقضايا مهمة جدا مثل الإرهاب والمرأة المعيلة، وهذا ما سمعته من الناس الذين يشبهون الشخصيات الموجودة في المسلسل، فهؤلاء هم النقاد الحقيقيون الذين يهمني رأيهم، كما سمعت منهم ملاحظات أخرى تتعلق بالتجاوزات الموجودة ببعض المسلسلات، سواء في الحوار أو المشاهد، لكن قالوا لي إنهم يحرصون على متابعة «الوالدة باشا» في جو عائلى، لأنه ليس به أي أشياء خارجة عن المألوف.
■ هل لديك معايير معينة تختارين بها أدوارك في الدراما التليفزيونية؟
- المعايير بالنسبة لي واحدة، سواء في السينما أو المسرح أو التليفزيون، فأنا أظل «مرعوبة» من الدور الذي أقدمه، خاصة عندما أشعر بأنه جديد، وحتى الآن أشعر بالخوف من شخصية «محروسة»، لأنني لا أعرف هل أثبتت وجودها بين الناس أم لا، ومعاييري تتضمن أن تكون هناك ملامح مختلفة للشخصية، سواء في الشكل أو العمق الخاص بها، وكذلك وجود اختلاف في القضايا التي يطرحها العمل مع المحافظة على عاداتنا وتقاليدنا، لأنني حريصة على عدم تقديم شىء غريب علينا، فالتليفزيون في النهاية يدخل كل بيت، كما أن التليفزيون طوال تاريخه له قوانينه التي تحميه وتجعله جهازا ترفيهيا آمنا، لأنه يدخل بيوت الناس رغما عنهم.
■ هل كنت تتوقعين ما حدث في «30 يونيو» الماضي؟
- كنت أتوقع ما حدث إلى حد ما، ولكن ثورة المصريين في ذلك اليوم فاقت الخيال الرائع، خاصة أنها جاءت بسرعة لم نتوقعها، وأنا كنت أعرف أن الشعب المصرى من الممكن أن يسكت، لكنه لا يقبل الإهانة، فالخطأ الكبير الذي وقع فيه الإخوان المسلمون هو أنهم «أهانونا»، فنحن نصمت أمام قضاء الله، ولكن كرامة المصريين خط أحمر لا يتخطاه إلا الأغبياء، وهم أغبياء وتخطوه، ولم يحترمونا «كبني آدمين»، وتعاملوا معنا كغرباء عن البلد.
■ وما توقعاتك للمستقبل في ظل موجة العنف الحالية؟
- أنا متفائلة جدًا بالمستقبل لأن الإخوان «بيفرفروا»، وأثق في الشعب المصري وجيشه وقياداته، مثل الفريق أول عبدالفتاح السيسي، خاصة بعد أن استعاد جهاز الشرطة عافيته، وعموما «إحنا شعب مايتقلقش عليه ولكن يتقلق منه».