x

‏ذكريات‏ ‏رمضانية‏ على جبهة القتال المصرية فى أكتوبر 1973

السبت 27-07-2013 15:17 | كتب: لوسي عوض |
تصوير : other

أصبح رمضان بكل المقاييس علامة فارقة فى تاريخ المصريين الحديث، إنه الشهر الذى حقق فيه الجيش المصرى أعظم انتصاراته فى ملحمة العبور المجيدة، ‏فى‏ ‏العاشر‏ ‏من‏ ‏رمضان‏ ‏الموافق‏ ‏السادس‏ ‏من‏ ‏أكتوبر‏ 1973.

اليوم نبحر مع أبطالنا فى القوات المسلحة نسترجع‏‏ ‏ذكرياتهم‏، فى‏ ‏ميدان‏ ‏القتال، فى ‏شهر‏ ‏الصوم ‏ ‏المعظم.‏

المشهد الأول:

تورد ‏الباحثة‏ ‏العسكرية‏ ‏أميرة‏ ‏فكرى‏، عن ‏اللواء‏ ‏أركان‏ ‏حرب‏ ‏حسن‏ ‏الجريتلي‏، سكرتير‏ ‏عام‏ ‏وزارة‏ ‏الدفاع‏، أنه أثناء حواره معها للإعداد لكتاب عن قصة حياته أن ‏‏الرئيس‏ ‏السادات‏ ‏خلال تواجده فى ‏غرفة‏ ‏العمليات‏ ‏مع‏ ‏القادة‏ ‏للاستعداد‏ ‏للحرب، أخبرهم بأنه ‏حصل‏ ‏على‏ ‏فتوى‏ ‏بجواز الإفطار‏ ‏للمقاتلين‏ ‏حتى‏ ‏لا‏ ‏يكون‏ ‏القتال‏ ‏مشقة غير محتملة‏، ‏وفى‏ ‏الثانية‏ ‏ظهرا‏ ‏طلب‏ ‏منهم‏ ‏الإفطار‏ ‏فاستسمحوه‏ ‏باستمرار‏ ‏صيامهم‏.

‏واضطر‏ ‏‏السادات‏ ‏بأن‏ ‏يتظاهر‏ ‏بالإفطار‏ ‏وشرب‏ ‏رشفة‏ من ‏الشاى‏ الأخضر‏ ‏مع‏ ‏«البايب‏» الشهير، ‏لتشجيعهم‏ ‏على‏ ‏الإفطار‏، ‏لكن‏ ‏الجميع‏ ‏استمروا‏ ‏على‏ ‏صيامهم‏، ‏وشاركهم‏ ‏فى‏ ‏ذلك‏ ‏معظم‏ ‏الجنود‏ ‏والضباط،‏ ‏المسلمين‏ ‏منهم‏، ‏والمسيحيين‏ ‏أيضا‏، ‏وانشغل‏ ‏الرئيس‏ ‏والقادة‏ ‏فى‏ ‏غرفة‏ ‏العلميات‏ ‏إلى‏ ‏أن‏ ‏نظروا‏ ‏إلى‏ ‏الساعة‏ ‏فوجدوها‏ ‏الساعة‏ ‏العاشرة‏ ‏وهم‏ ‏بدون‏ ‏إفطار.‏

المشهد الثانى:

تقول الباحثة العسكرية نقلا عن الجريتلى: ما قاله‏ ‏بحماسة‏ ‏الجندى‏ ‏المقاتل‏ أبوالعلا‏ ‏السعيد‏ ‏العدوى‏ عن أن ‏تعيين‏ ‏الفرد‏ ‏الواحد‏ ‏كان يقسم‏ ‏على‏ ‏ستة‏ ‏أفراد‏ ‏وجاءت‏ ‏أيام‏ ‏لم‏ يجدوا، ‏وفى‏ ‏عدة‏ ‏مرات‏ ‏كنا‏ ‏ننزل‏ ‏مواقع‏ ‏مدينة‏ ‏السويس‏ ‏نبحث‏ ‏عن‏ ‏الطعام‏ ‏ونجمع‏ ‏العيش‏ ‏القديم‏ ‏اليابس‏ ‏لنأكله‏.

المشهد الثالث:

وتنقل الباحثة ‏العسكرية‏ ‏أميرة‏ ‏فكرى عن اللواء‏ ‏طيار‏ ‏سمير‏ ‏عزيز‏ ‏ميخائيل، أحد‏ ‏أبطال‏ ‏النسور‏ ‏الجوية‏: ‏كنت‏ ‏وقتها‏ (فى حرب العاشر من رمضان)‏ قائد‏ ‏ثانى‏ ‏سرب‏ ‏مقاتلات‏ ‏فى‏ ‏مطار‏ ‏المنصورة‏، ‏وكانت‏ ‏وظيفتى‏ ‏الأساسية‏ ‏قائد‏ ‏تشكيل‏ ‏مقاتلات‏ ‏رباعى‏ ‏للدفاع‏ ‏عن‏ ‏الطائرات‏ ‏المصرية‏ ‏المنوط بها ‏ ‏ضرب‏ ‏جميع‏ ‏ا‏لأهداف‏ ‏فى‏ ‏سيناء‏، ‏من‏ ‏الإسماعيلية‏ ‏إلى‏ ‏بورسعيد‏، ‏وفى‏ ‏السادس‏ ‏من‏ ‏أكتوبر‏ ‏جاءت‏ ‏الأوامر‏ ‏العاشرة‏ ‏صباحا‏ ‏بالضرب‏ ‏الساعة‏ ‏الثانية‏، ‏وكان‏ ‏الطيارون‏ ‏صائمين‏ فى ‏رمضان‏، ‏وأتت ‏الأوامر‏ ‏بالإفطار‏. ‏وأكد‏ ‏قائدنا (أحمد‏ ‏نصر‏) أهمية‏ ‏الإفطار‏ ‏قبل‏ ‏الإقلاع‏ ‏وذلك‏ ‏للمجهود‏ ‏وتكرار‏ ‏الطلعات‏ ‏الجوية‏ ‏بعد‏ ‏الضربة‏ ‏الأولى‏. ‏من‏ ‏المعروف‏ ‏أن‏ ‏الأوامر‏ ‏العسكرية‏ ‏يجب‏ ‏أن‏ ‏تنفذ‏، ‏هنا‏ ‏طلب‏ ‏الضباط‏ ‏من‏ ‏القادة‏ ‏استمرار‏ ‏صيامهم‏ ‏فوافق ‏لهم‏ ‏لكن‏ ‏بعد‏ ‏الكشف‏ ‏الطبى‏ ‏الدورى‏ ‏يوميا‏ ‏والاطمئنان‏ ‏على‏ ‏الضغط‏ ‏والنبض‏ ‏وقوة‏ التحمل‏، ‏وتكررت‏ ‏الطلعات‏، ‏والطيارون‏ ‏صائمون‏، ‏وكانت‏ ‏آخر‏ ‏طلعة‏ ‏لنا‏ ‏مع‏ ‏آخر‏ ‏ضوء‏، ‏ويتم‏ ‏الإفطار‏ ‏بعدها‏، ‏والتزمنا‏ ‏بمواعيد‏ ‏النوم‏ ‏والاستيقاظ‏ ‏مع‏ ‏أول‏ ‏ضوء‏ ‏قد‏ ‏يكون‏ ‏من‏ ‏الساعة‏ ‏الخامسة‏ ‏صباحا‏ ‏حتى‏ ‏الساعة‏ ‏السادسة‏ ‏إلا‏ ‏الربع‏ ‏صباحا‏ ‏بالتالى‏ ‏لا‏ ‏يتم‏ ‏السحور‏.‏

جيشنا‏ ‏المصرى‏ ‏دائما‏ ‏ملتحم‏ ‏ومتماسك‏ ‏ويتضح‏ ‏هذا‏ ‏فى‏ ‏بعض‏ ‏المواقف‏ ‏مع‏ ‏أصحاب‏ ‏الأسماء‏ ‏المتشابهة‏.. ‏فلم‏ ‏نكن‏ ‏نعرف‏ ‏ديانة‏ ‏بعضنا‏ ‏البعض‏ ‏سوى‏ ‏عند‏ ‏الاستشهاد‏ ‏ومعرفة‏ ‏مكان‏ ‏تأدية‏ ‏واجب‏ ‏العزاء‏ ‏سواء‏ ‏كان‏ ‏الجامع‏ ‏أو‏ ‏الكنيسة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية