x

الفانوس الفاطمى توارثته الأجيال ولم يتأثر بظهور «الصينى» (تقرير)

السبت 27-07-2013 15:17 | كتب: محمود عمر |
تصوير : اخبار

وسط مدينة الفيوم وتحديدا شارع الرملة الشهير، الذى يضم عشرات المحال التجارية، يطل عليك وبشكل مميز ورشة أولاد «درويش الشامى» لتصنيع الفانوس الفاطمى القديم بأشكاله الهندسية المختلفة على شكل مثلث أو على هيئة نجمة، وتعتبر مصر من أكثر الدول الإسلامية استخداما للفانوس، كتقليد فى شهر رمضان المعظم، ويعود هذا التقليد إلى العصر الفاطمى، حيث كان يُصنع الفانوس من النحاس وتوضع بداخله شمعة، وبعد ذلك أصبح يصنع من الصفيح والزجاج الملون والآن يصنع من البلاستيك، ويعمل بالبطاريات وله أشكال مختلفة.

إلا أن الفانوس الفاطمى وسط «كرنفالات» الفوانيس، له شكل مميز ومختلف ويشعر معه الأطفال بشهر رمضان، لما له من تقليد توارثته الأجيال على مر العصور، ولم يؤثر فيه كثيرا الوارد الصينى.

يقول محسن درويش الشامى، الملقب بـ«الفنان» صاحب ورشة أولاد درويش: ورثت مهنة تصنيع الفوانيس المصنوعة من الصفيح والزجاج الملون ذات الأحجام الكبيرة، التى توضع بداخلها لمبة كهرباء، والصغيرة التى تعمل بالشمع منذ 100 عام، عن جدى الكبير «الشامى»، الذى تعلم هذه المهنة بمنطقة الحسين بالقاهرة منذ بدايات القرن الماضى.

ويضيف: فى حقبة الخمسينيات والستينيات كنا نعمل على تصنيع الفانوس، الذى توضع بداخله «لمبة جاز» لإضاءة الشوارع بالقرى والمدن طوال العام، وكان سعره 25 قرشا، أما الآن وصلت قيمته إلى نحو 150 جنيها.

ويشير إلى أن أسعار الفوانيس تتراوح ما بين 3 جنيهات للحجم الصغير الذى يضاء بالشمع ويتم تصنيع ما يقرب من 30 ألف فانوس (فى ورشته) من هذا النوع، و150 جنيها للفانوس الكبير الذى يرتفع إلى 175 سم، ويتم تصنيعه بأشكال عدة من بينها «شمامة، برميل، برج، لوتس، شوبيس، بولات، نجمة، مصحف». ويتم تصنيع ما يقرب من 3 آلاف فانوس من تلك الأنواع.

ويؤكد أن هناك العديد من القصص التى تتحدث عن أصل الفانوس، والذى كان يسمعها من أجداده، منها أن الخليفة الفاطمى كان يخرج إلى الشوارع ليلة الرؤية ليستطلع هلال شهر رمضان، وكان الأطفال يخرجون معه ليضيئوا له الطريق ويحمل كل طفل فانوسه ويغنون معا.

وهناك قصة أخرى عن أحد الخلفاء الفاطميين أنه أراد أن يضىء شوارع القاهرة ليلا طوال شهر رمضان، فأمر كل شيوخ المساجد بتعليق فوانيس تتم إضاءتها عن طريق شموع توضع بداخلها، وقصة ثالثة تشير إلى أنه خلال العصر الفاطمى لم يكن يسمح للنساء بترك منازلهن إلا فى شهر رمضان، وكان يسبقهن غلام يحمل فانوسا لتنبيه الرجال، وبعد أن أصبحت للسيدات حرية الخروج ظل الناس متمسكين بتقليد الفانوس.

ويسترسل «الفنان»: عموما أيا كان أصل الفانوس إلا أنه يظل يحمل طابعا خاصا يربطه بشهر رمضان، وانتقل من جيل إلى جيل، خاصة الفانوس الفاطمى.

ويرى أن الفانوس الصينى، الذى يتشكل على هيئة جمال وميكى ماوس وأحصنة وباقى الأشكال الأخرى على هيئة مقدسات إسلامية بعيد كل البعد عن الفانوس الذى أدخله الفاطميون إلى مصر وعرف من يومها، وكانت تتزين به مداخل وحجرات القصور الملكية ودواوين العمد وكبار القوم من الأعيان.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية