كل امرئ نصيب من اسمه، وعملاً بهذا فقد أطلق الوالد اسم نصر الدين على صغيره المولود عام 1920 بالمنزلة بمحافظة الدقهلية، والذى التحق بعد ذلك بالمدرسة الخديوية لتتم دراسته، إلا أن اكتشاف والده طبيعة صوت الصغير وحلاوته جعله يلحقه بالمدرسة الأولية ليتعلم اللغة العربية ويحفظ القرآن الكريم، قبل أن يتم عامه الثاني عشر، ويذيع بعد ذلك صيته في المحافظة مع دخوله مرحلة الشباب، واستواء الصوت، ليبدأ رحلته مع نصيبه من اسمه فى نصر الدين وإعلاء كلمته.
كان الشيخ نصر الدين طوبار يدرك أنها المرة السادسة التى يتقدم فيها لاختبار الإذاعة ليجتاز امتحان القبول، ويتم تعيينه قارئاً رسمياً للقرآن الكريم، بناء على آراء عشاق صوته فى مسقط رأسه، لكنه لا يعلم حتى الآن لماذا رسب فى المرات الخمس السابقة، إلا أنه وجد نفسه يردد دون وعى منه، وأثناء انتظار الوقوف أمام لجنة الاستماع والاختبار:
بك أستجير فمن يجير سواكَ
فأجر ضعيفاً يحتمى بحماكَ
إنى ضعيف أستعين على قوى
ذنبى ومعصيتى ببعض قواكَ
أذنبت ياربى وآذتنـى ذنـوبى
مالهـا مـن غافـر إلاكَ
وما إن ينتهى من دعائه حتى تستدعيه اللجنة، ويؤدى الاختبار ويرسب للمرة السادسة، ولكنه يخرج هذه المرة مبتسماً، لأنه رأى بعينى حلمه طريقه فى الابتهال والإنشاد الدينى، ليدرس بعدها علم المقامات الصوتية، ويتقدم للمرة السابعة، ليتم اعتماده رسمياً منشداً ومبتهلاً فى الإذاعة المصرية عام 1956.
قدم الشيخ نصر الدين طوبار ما يقرب من مائتى ابتهال، منها: «يا مالك الملك»، و«جل المنادى»، و«مجيب السائلين»، و«غريب»، و«يا سالكين إليه الدرب»، و«سبحانك يا غافر الذنوب»، و«إليك خشوعى»، وتم تعيينه مشرفا وقائدا لفرقة الإنشاد الدينى لأكاديمية الفنون بمصر عام 1980، ثم تم تعيينه قارئا للقرآن الكريم ومنشدا للتواشيح فى مسجد الخازندارة بشبرا فى عام 1986، إلا أن الذكرى التى لم ينسها فى حياته يوم غنى فى المسجد الأقصى وابتهل إلى الله فى أولى القبلتين أثناء زيارة الرئيس الراحل أنور السادات عام 77، كذلك أيضاً عندما لامست بصوته أرواح الجماهير السماء فى قاعة ألبرت هول، قبل أن يلقى ربه فى 6 نوفمبر عام 1986، بعد أن وصفته الصحف العالمية بـ«الصوت الذى يضرب على أوتار القلوب».