ألقت مروحيات القوات المسلحة، مساء الجمعة، أعلام مصر على أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي المعتصمين في ميدان رابعة العدوية المشاركين في فعاليات مليونية «الفرقان»، للمطالبة بعودة مرسي إلى منصبه وإنهاء ما وصفوه بالانقلاب العسكري.
واستقبل أنصار مرسي أعلام مصر بالهتافات المناهضة للجيش والفريق أول عبد الفتاح السيسي، القائد العام للقوات المسلحة، وزير الدفاع والإنتاج الحربي، وأخرى مؤيدة لمرسي، من بينها «مش عايزين منك أعلام عايزين مرسي في الميدان»، و«زي ما ترسي ترسي رئيسنا هو مرسي».
وأصيب 30 شخصًا من أنصار مرسي بطلقات الخرطوش في مناطق متفرقة بالجسد، تم علاجهم بمستشفى رابعة العدوية، بعد تعدي مجهولين علي مسيرة كانت قادمة من شبرا إلى رابعة، وقال الدكتور أحمد محسن، أحد أطباء المستشفى الميداني، إن المصابين تخطوا الـ 30 وإن الإصابات عبارة عن طلقات خرطوش في مناطق متفرقة بالجسد، بالإضافة إلى بعض الإصابات الناتجة عن إلقاء الحجارة.
ونوه إلى أن المسيرة فوجئت ببلطجية أعلى كوبري أكتوبر، عصر الجمعة، أطلقوا عليها الخرطوش والحجارة.
من جانبه، قال صفوت حجازي، تعقيباً على إلقاء الجيش أعلامًا على معتصمي ومتظاهري رابعة، «لا نريد أعلامكم نريد الحرية للرئيس وللشعب نريد الحفاظ على الديمقراطية ونرفض انقلابكم العسكري، ودماؤنا ثمن لذلك»، وطالب المتظاهرين بعدم الانخداع في مواقف «السيسي»، لأنه «مش سهل»، بحسب تعبيره.
وأضاف «حجازي»، في كلمته من أعلى منصة «رابعة»، «سنظل مرابطين في الميادين ولن نتركها دون مرسي وتنفيذ كل مطالبنا بداية بعودة الرئيس ومرورًا بعودة مجلسي الشعب والشورى ونهاية بمحاكمة قتلة الثوار بعد 30 يونيو».
وتابع: «مليونيتنا مستمرة، السبت والأحد، ولن نترك الميادين يا سيسي وأقسمنا بأن نقدم أرواحنا جميعاً فداءً للحق ولن نعود إلى منازلنا جبناء وأفضل لنا أن نموت موتة رجال ولا نعيش لحظة جبناء».
من جانبه، قال الدكتور محمد البلتاجي، عضو المكتب التنفيذي لحزب الحرية والعدالة، التابع لجماعة الإخوان المسلمين، إن الاتهام الموجه لمرسي بالتخابر مجرد ذريعة لإبقائه محتجزاً بعد الضغوط الدولية على الجيش للإفراج عنه.
وأضاف، في كلمته من أعلى منصة «رابعة»، أن «الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، طلب إطلاق سراح الرئيس المخطوف، فتم اتهامه في اليوم التالي بالتخابر مع حماس».
ودعا «البلتاجي» المتظاهرين إلى الثبات والاستمرار في الاعتصام حتى عودة الشرعية والحفاظ على سلمية اعتصامهم وتظاهراتهم.
وتابع:«يقولون إننا إرهابيون ونحن معتصمون في مناطق حيوية يوجد بها العديد من المنشآت الحيوية ولم تلق طوبة واحدة على أي منها».
ولفت إلى أن الذين انقلبوا حنثوا بوعودهم في الحفاظ على الشرعية، وشدد على أن المحتشدين في رابعة ليسوا من «الإخوان» أو أن جميعهم يؤيدون مرسي وإنما هم ضد الانقلاب العسكري وضد حكم العسكر.
وطالبت المنصة الرئيسية بعدم الالتفات إلى خبر سجن الرئيس المعزول، لأن سجنه لا يفرق كثيرًا عن اختطافه وأن موقفهم في الميدان ثابت ولن يتغير، وأن جهاز المخابرات العامة يمارس مهامه التي اعتاد عليها منذ عهد الرئيس السابق حسني مبارك بتلفيق الاتهامات الباطلة دون حق، للنيل من شرفاء القوم، على حد وصفها.
وانطلقت مسيرة ضمت الآلاف من ميدان رابعة إلى محيط نادي ضباط الحرس الجمهوري، للمطالبة بعودة مرسي والقصاص للشهداء ورفعت صورًا لمرسي وأخرى للسيسي ملوثة بالدماء مكتوبًا عليها «قاتل وخاين».
ورددوا هتافات «في صلاة الفجر قتلوا إخواتنا غدر» و«بالطول بالعرض هنجيب السيسي الأرض»، وأغلقوا شارع يوسف عباس وطريق الأتوستراد، ودفعت قوات بعشرات الدبابات وأعداد كبيرة من المجندين.