x

التعذيب باسم «الشرعية»: اختطاف سيدة بتهمة التخابر مع «السيسى»

الجمعة 26-07-2013 21:25 | كتب: محمد طلعت داود, عمرو التهامي |
تصوير : أيمن عارف

يرتسم على ملامحها الذعر والخوف، وتتداعى إلى ذهنها القصة المرعبة والمأساوية التى مرت بها. تحكى «م. س»، رافضة ذكر اسمها، خوفا وهلعا، بعد اعتقالها وتعذيبها بميدان رابعة العدوية، الذى يرفع راية إسلامية من مؤيدين ومطالبين بعودة الرئيس المعزول محمد مرسى إلى موقعه على كرسى الرئاسة، ولا تهمة ارتكبتها تلك السيدة سوى أنها كانت عائدة إلى منزلها بشارع الطيران، المجاور للميدان، خلال مرور مسيرة للأخوات.

تقول «م. س» إنها كانت عائدة إلى منزلها سيرا على الأقدام، بعد انتهاء جولتها لشراء بعض مستلزمات رمضان من أحد المحال التجارية القريبة من منزلها، وفوجئت بمسيرات نسائية ممن يسمين «الأخوات المسلمات» تضم مئات السيدات اللائى ارتبن فى هيئتها، وإنها ارتكبت جرما فى حق هذه المسيرة، حيث رمقتهن بنظرات لم يرتحن لها، فما كان منهن إلا أن حاصرنها، ثم قدنها تحت التهديد إلى خيمة فى «رابعة»، لتبدأ مأساة تعذيبها، وممارسة أسوأ أعمال العنف والبلطجة معها.

وتضيف «م. س»، رافضة تصويرها: «(الأخوات) ألقين القبض علىَّ، واتهمننى بالتخابر والانتساب لفريق الجاسوسية الذى أسسه الفريق عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع، لاستطلاع الأوضاع الميدانية بـ(رابعة العدوية)»، على حد قولهن لها.

وتواصل، قائلة: «سيدتان قامتا بتثبيت مطواة فى جانبى، وهددتانى: (امشى معانا لنصفيكى، ولو رفعتى صوتك هيكون ده آخر يوم فى عمرك)»، ثم قامتا بإدخالى فى سيارة كانت بانتظارهما، وقامتا بتغمية عينى، فلم أر شيئا، سوى أنى فى إحدى خيام المعتصمات بالميدان.

وتابعت «م. س»: «آخر ما رأته عيناى فندق (سونستا)، المتواجد فى شارع الطيران، ثم استيقظت على خطبة لمحمد البلتاجى على منصة الميدان».

وأضافت: «الأخوات وجهن لى السب، واعتدين علىَّ، مستخدمات أدوات حادة، وقمن باستجوابى وتوجيه الأسئلة من نوع: (أخدتى كام من الفلوس علشان تيجى هنا؟)، و(بتيجى كل يوم؟)»، لافتة إلى أنهن قمن بإجبارها على خلع ملابسها السافرة، وقمن بحرقها، وشددن عليها بضرورة عدم الحديث.

وأكدت «م. س» أنها ظلت فى الميدان، فترة زمنية تصل لمدة 15 ساعة، دون أن يدخل فمها أى طعام، منذ لحظة القبض عليها، من الساعة 11 ليلا إلى الساعة 2 عصر اليوم التالى، مشيرة إلى أنها تمكنت من الفرار والهروب من الميدان، بعد أن وجدت نقابا تركته إحدى الأخوات فى الخيمة، لتعود إلى منزلها بأقصى سرعة.

ويقول أحمد مدحت، زوج المخطوفة، موظف، إنه قام بتحرير بلاغ بالواقعة، وعمل تقرير طبى شامل لكل الإصابات والتورم فى وجهها، مشددا على أنه لن يسكت عن حق زوجته.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية