قرر عشرات الإسلاميين محاصرة الدكتور محمد البرادعي، رئيس حزب الدستور والمدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، من خلال تقدمهم، الأحد، بأربعين بلاغا للنائب العام تطالب بالتحقيق معه بتهمة سب «مليونية الشريعة» التي نظمها التيار الإسلامي يومي الجمعة الماضي والجمعة قبل الماضي للمطالبة بتطبيق الشريعة الإسلامية في الدستور الذي تجري صياغته حاليا.
وجاءت البلاغات، بحسب صحيفة الشرق الأوسط اللندنية الصادرة صباح الاثنين، من أربعين محاميا من رابطة المحامين الإسلاميين المصرية في عريضة واحدة تم تقديمها للنائب العام المستشار عبد المجيد محمود، وتضمنت اتهامات للبرادعي بـ«الإهانة والإساءة للإسلاميين ورموزهم وشيوخهم».
وأضاف البلاغ أن البرادعي «صرح في مؤتمر لحزبه في محافظة أسوان قبل يومين بعبارات تسيء وتحقر من شأن الإسلاميين ورموزهم ومشايخ وعلماء المسلمين»، وأنه وصفهم، حسب البلاغ، بأنهم «أراجوزات ويتاجرون بالدين».
وأوضح البلاغ أيضا أن العبارات (التي تمت نسبتها للبرادعي) تعتبر «سبا وقذفا يعاقب عليها القانون»، مطالبين النائب العام بالتحقيق معه.
كانت وسائل إعلام محلية قد قالت إن البرادعي هاجم في مؤتمر لحزبه في أسوان يوم الجمعة الماضي مشايخ السلفية الذين يهاجمون التيار الليبرالي والعلماني، ونسبت للبرادعي قوله إن «هناك أراجوزات دين يتاجرون بالكلمات والمصطلحات، من علماني وليبرالي وكافر، ونحن لا نقل عنهم إسلاما بل نزيد عليهم، سواء المسلمين أو المسيحيين، ولا بد أن نصل إلى الناس في القرى والنجوع، فنحن لدينا مشروع، ولن نوزع زيت وسكر (على الناخبين)»، في إشارة إلى التيار الإسلامي، الذي يتهم بأنه اشترى أصوات الناخبين الفقراء من خلال توزيع سلع تموينية عليهم.
واتهمت البلاغات البرادعي بإثارة حفيظة المشاركين في مظاهرة «مليونية الشريعة» التي «تطالب بتطبيق شرع الله»، إلا أن البرادعي قام بتوجيه ألفاظ يعاقب عليها القانون ضد المشاركين في المظاهرة، مشيرين إلى أنه قصد من ذلك «الحط من كرامتهم وقدرهم بين الناس محاولا تأليب المجتمع عليهم بادعاءات كاذبة لا أساس لها من الصحة وخلق فتنة ما بين الإسلاميين وفئات وشرائح المجتمع المختلفة مما يؤدى إلى زعزعة استقرار البلاد وتكدير السلم والأمن الاجتماعي».
وجاءت البلاغات ضد البرادعي بعد ساعات من توجيه الدكتور يسرى حماد، عضو الهيئة العليا لحزب النور السلفي والمتحدث باسم الحزب، انتقادات حادة على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، للبرادعي.
وقال حماد: «أهمس في أذن الدكتور البرادعي الحامل لدرجة الدكتوراه في القانون والذي عمل في مؤسسات دولية أن ما قلته في أسوان يعاقب عليه القانون ويخرج خطابك السياسي إلى قاموس البذاءات وتدني العبارات واحتقار الآخرين، للأسف حتى الآن لا يعلم أحد ماذا تريد؟».