لم يعد جمهور الدراما التليفزيونية مجبرًا على الانتظار أمام الشاشة الصغيرة لمتابعة مسلسلات رمضان، ففي الفترة الأخيرة انتشرت ظاهرة «القرصنة» عبر شبكة الإنترنت، وتم رفع المسلسلات بعد عرضها على الفضائيات مباشرة، وأحيانًا قبل العرض بساعات، وهو ما كبد المنتجين خسائر بالملايين بسبب تضاؤل فرص البيع الثاني وتراجع حجم الإعلانات، وفي السطور المقبلة نحاول الكشف عن أسباب الظاهرة التي تهدد بانهيار صناعة الدراما التليفزيونية، ونستطلع رأي عدد من المنتجين.
قال المنتج عمرو قورة، إن انتشار قرصنة المسلسلات بشكل كبير هذا الموسم، وهو ما تسبب في تعرض المنتجين لخسائر كبيرة، سواء في عائد الإعلانات أو تسويق الأعمال في العرضين الأول والثاني.
وأشار «قورة» إلى أنه قام بأكثر من محاولة لمنع سرقة مسلسله «على كف عفريت» لكنه فشل، موضحا أنه خاطب موقع «يوتيوب» لحذف الحلقات التي يتم رفعها عليه، وأنشأ صفحة خاصة للمسلسل حتى يتجنب هذه المشكلة لكن الأزمة مازالت مستمرة لأنه أمام قراصنة محترفين.
وأوضح أن هذه الأزمة عالمية، ولم يُكتشف لها حل حتى الآن، متوقعًا أن تتوقف الفضائيات خلال عامين عن شراء المسلسلات بسبب الإنترنت وهو ما يمثل انهيارًا لصناعة الدراما التليفزيونية في مصر.
وأكد المنتج صادق الصباح على أن قرصنة المسلسلات تؤثر بشكل مباشر على سعر البيع وحجم الإعلانات، مشيرًا إلى أن المشكلة الأكبر هي تهريب الحلقات من شركات المونتاج أو التلوين أو الشحن ورفعها على المواقع المختلفة، وهو ما تسبب للمنتجين في خسائر متعددة، منها ضياع حقوق البيع على الإنترنت وخسارة حقوق البث المشفر والبث الحر.
وأوضح «الصباح» أنه راسل عدة مواقع « up load» عالمية منها «يوتيوب» وتعاقد معها على إنشاء صفحات خاصة لمسلسلاته «آدم وجميلة» و«نقطة ضعف» و«قصص النساء في القرآن»، مؤكدًا أن هناك موقعين إلكترونين في إسرائيل متربصين بالدراما العربية ولم يتمكن أحد من الوصول إليهما حتى الآن، وأن هذين الموقعين هما سبب كل المشاكل التي يعاني منها المنتجون المصريون.
وطالب بتكاتف الجميع لمواجهة هذه الأزمة المعقدة، مشيرًا إلى أنه يخاطب شركات عالمية في أمريكا وأوروبا ليتعرف على منهجها في حماية أعمالها من السرقة على الإنترنت.
من جانبه قال المنتج جمال العدل: «سرقة المسلسلات على الإنترنت مرفوضة لكن ليس لها تأثير كبير على الدراما التليفزيونية، لأن المسلسل يتكون من 30 حلقة، وإذا تمت سرقة حلقتين فلن يؤثر ذلك على العمل ككل، وأعتقد أن وجود المسلسلات على الإنترنت يجذب نماذج من الشباب العربي الذين لا يتابعون الدراما التليفزيونية بسبب الإعلانات.
وأكد «العدل» على وجود سيطرة على ظاهرة القرصنة، خاصة أن معظم القنوات الفضائية تشتري المسلسلات للقناة وللموقع الخاص بها لجلب إعلانات عليه، وحتى تمنح هذه المواقع انتشارا كبيرًا بدخول ملايين المشاهدين عليها ومتابعة المسلسلات.