أجمع عدد من خبراء كرة القدم على أن حضور الجماهير وظهورهم بمظهر مشرف، هو المكسب الحقيقي خلال مباراة القمة، التي انتهت بتعادل الزمالك والأهلي، الأربعاء، في أولى مبارياتهما بدور المجموعات الأفريقي، مطالبين بعودة الجماهير إلى المدرجات مرة أخرى.
وشدد الخبراء على أن النتيجة التي خرجت بها القمة مرضية للفريقين، بسبب الظروف الصعبة، التي أقيمت فيها، بداية من إقامتها في جو حار نهارًا أثناء الصيام، بالإضافة إلى افتقاد اللاعبين حساسية المباريات، بسبب عدم استكمال بطولة الدوري، للظروف السياسية التى تمر بها البلاد، مؤكدين أن الأداء كان متوسطًا بالنسبة للفريقين.
من جانبه، قال أيمن يونس، عضو لجنة الكرة بنادي الزمالك، إن المظهر الحضاري والفني والأخلاقي، الذي ظهر عليه لاعبو الفريقين في المباراة ساعد على ظهور صورة مصر الحقيقية.
وأضاف: «الزمالك نجح في إثبات جدارته خلال الشوط الأول عن طريق الضغط واستثمره بهدف التقدم، ولكن المستوى تراجع بشكل كبير في الشوط الثانى، بسبب نفاد المخزون اللياقي».
وأثنى «يونس» على محمد أبوتريكة، وقال إنه السبب الرئيسى فى تحول أداء الأهلى إلى جانب أحمد فتحي ووائل جمعة، حيث استطاعوا بخبراتهم الدولية أن يضغطوا على الزمالك حتى تحقق التعادل.
واعتبر طارق يحيى، المدير الفني للمقاصة، أن حضور جماهير الناديين هو المكسب الحقيقي في القمة، مؤكدًا أنهم كانوا على قدر المسؤولية، وأثبتوا جدارتهم بحضور المباريات بصرف النظر عن وجود تأمين للمباريات من عدمه.
وقال «يحيى» إن الزمالك أهدر الفوز بعدد وافر من الأهداف، لو أحسن لاعبوه استغلال الفرص التي سنحت لهم، وأضاف: «الزمالك أهدر خمس فرص في الـ30 دقيقة الأولى، لكن الأهلي استطاع أن يعود للمباراة من خلال السيطرة على منطقة المناورات باستغلال خبرات محمد أبوتريكة ووليد سليمان وأحمد فتحي».
وأكد «يحيى» أن لاعبي الزمالك يفتقدون الثقة في الحفاظ على تقدمهم على الأهلى خلال السنوات الماضية.
وقال زكي عبدالفتاح، مدرب حراس مرمى المنتخب الوطنى الأول، إن المباراة كانت أقل من المتوسط، ولم يظهر لاعبو الفريقين بالمستوى المعروف عنهم لعدة أسباب، أولها إقامة المباراة في نهار رمضان، وصيام اللاعبين، بالإضافة إلى ابتعاد اللاعبين عن أجواء المباريات الرسمية منذ فترة طويلة، بسبب عدم استكمال الدوري.
وتابع: «كما أن الحارسين لم يظهرا بمستواهما المعروف لنفس الظروف، وعمومًا لابد أن نعذر الفريقين، لأن لكل مباراة ظروفها، والنتيجة جاءت مرضية للفريقين».
وأضاف «عبدالفتاح»: «النقطة الإيجابية، التي أسعدتنا هى خروج المباراة في جو جميل، وبروح رياضية عالية من الجمهور، الذي أثبت للجميع أنه على قدر من المسؤولية، ونعتبرها بداية طيبة لمرحلة جديدة تبشر بعودة الجمهور إلى المدرجات».
وأكد محمد حلمي، المدير الفني الجديد لإنبي، أن المباراة لم تكن «قمة»، وأن الظروف الغامضة التي سبقتها دفعت الناديين لعدم إعطائها الاهتمام الكافي، حتى تظهر بالصورة التي كنا نتمناها».
وأضاف «حلمي» أن الجهازين الفنيين معذوران، لتأثرهما باللعب على أرض ملعب الجونة، الذي لم يخض أي فريق منهما أي مباراة عليه خلال الموسم الملغي.
وأبدى فاروق جعفر، المدير الفني السابق لطلائع الجيش، تخوفه على موقف الأهلي والزمالك خلال مشوارهما بالبطولة الأفريقية، بعد الأداء الهزيل الذي ظهر عليه اللاعبون.
وقال «جعفر»: «على كلا المديرين الفنيين الاهتمام بالنواحي البدنية خلال الفترة المقبلة، خاصة الزمالك بعدما انخفضت فعاليته الهجومية في الشوط الثاني، الأمر الذي منح الأهلي الفرصة للدخول في أجواء المباراة، ومن ثم أحرز محمد أبوتريكة هدف التعادل من ركلة جزاء».
فيما أشار حسن الشاذلي، لاعب الترسانة الأسبق، إلى أن صيام اللاعبين وحرارة الجو أثرا سلبيًا على متعة المباراة، وأفقداها «حلاوة» مباريات القمة، وقال إن الأهلي عانى كثيرًا من سرعة وحيوية محمد إبراهيم وعمر جابر، لاعبي الزمالك، وبعد خروجهما في الشوط الثاني تمكن أبناء «القلعة الحمراء» من الدخول في أجواء المباراة، وتسجيل هدف التعادل، لاسيما أن عناصر الخبرة في كلا الفريقين لم يكونوا فى حالتهم الطبيعية لذلك أعطى إبراهيم وجابر الأفضلية للزمالك في الشوط الأول.
وقال إن الزمالك مر بظروف صعبة قبل المباراة، برحيل عدد كبير من لاعبيه الأساسيين، والنتيجة كانت متوقعة لأنها في بداية موسم جديد.
وطالب «الشاذلي» الفريقين بالاستفادة من الأخطاء خلال الفترة المقبلة، وأشاد بسلوك الجماهير، التي حضرت المباراة، خاصة أنها أعطت الأمل في عودتهم مرة أخرى للمدرجات.
واعتبر ربيع ياسين، المدير الفنى السابق لمنتخب الشباب، أن التعادل إيجابيًا «1-1» نتيجة عادلة للفريقين، لتقاسمهما السيطرة على شوطى اللقاء، وقال: «الزمالك كان الأفضل والأخطر في الشوط الأول بفضل تحركات محمد إبراهيم وأحمد عيد عبد الملك، وشكل إبراهيم خطورة حقيقية على مرمى الأهلي، وأرهق لاعبيه وائل جمعة وسعد سمير وأحمد فتحي»، وأكد «ياسين» أن خروج «إبراهيم» في الشوط الثاني كان له أثر سلبي على الأداء الهجومي للأبيض، مؤكدًا أن خبرات لاعبي الأهلي هى التي مكنته من السيطرة على وسط الملعب في الشوط الثاني.