شنّ الدكتور محمد بديع، المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، هجومًا حادًا على الفريق أول عبدالفتاح السيسي، نائب رئيس الوزراء، القائد العام وزير الدفاع والإنتاج الحربي، قائلًا له «كيف تدخل بيوت الله الآن التي يدخلها كل المسلمين مطمئنين آمنين إلا أمثالك؟»، مطالبًا «السيسي» بـ«التوبة»، لأن ما فعله «يفوق جُرم هدم الكعبة»، كما خاطب «بديع» الرئيس المعزول محمد مرسي بالآية القرآنية «وإن يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِن قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ».
واستهل «بديع» رسالته الأسبوعية بقوله: «اللهم اجعل شعارنا في مواجهة قتلة الصائمين الساجدين الراكعين، رجالًا ونساء وأطفالًا، (لَئِن بَسَطتَ إلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إلَيْكَ لأَقْتُلَكَ إنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ العَالَمِينَ)»، مشيرًا إلى أن «دعاة الانقلاب جمعتهم وفرقتهم الدنيا، ولا سلاح لهم إلا الكذب وقلب الحقائق وتكميم الأفواه وتلفيق التهم للشرفاء، يدعمهم سلاح الغدر والبلطجة».
وقال: «من قتلونا وخانونا وغدروا بنا وبمصر، أقول لهم ما قاله الله عز وجل لحبيبنا وزعيمنا محمد، وأطمئن به رئيسنا الشرعي محمد مرسي في وحشته (وإن يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِن قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ)»، مخاطبًا الفريق أول عبد الفتاح السيسي، بقوله «هل سمعت يا سيادة الفريق هذه الكلمة ووعيتها؟ هل تعرف معناها؟ اسأل عنها من أفتوك بأخف الضررين، ففتحوا بل وكسروا باب الفتنة على مصراعيه».
وأردف موجهًا حديثه لـ«السيسي»: «لا تنس أن تسألهم أيضًا عن اليمين الغموس، معناه وعقابه؟ وعن حقوق الحاكم المسلم الذي يقيم فينا الصلاة، ما هو حقه الشرعي فرضًا من الله ورسوله؟ وما جزاء من تعدى حدود الله؟ أما من التاريخ القريب فأذكرك بمن جلسوا قبلك وسكنوا نفس المساكن وتبوأوا نفس المناصب وفعلوا نفس الجرائم، ماذا كانت نهايتهم؟ وكيف كان أخذ الله لهم أخذ عزيز مقتدر».
وأضاف مخاطبًا «السيسي»: «كيف تدخل بيوت الله الآن التي يدخلها كل المسلمين مطمئنين آمنين إلا أمثالك؟ أتدري ماذا قال الله بعدها (لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ ولَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ)، هذا واقع بإذن الله لا محالة، فانتظره ونحن معك من المنتظرين إلا أن تتوب وترجع، والله لا مفر لك غير هذا».
وأكد «بديع»: «أقسم بالله غير حانث أن ما فعله (السيسي) في مصر يفوق جرم ما لو كان قد حمل معولًا وهدم به الكعبة المشرفة حجرًا حجرًا، فهل لو فعل (السيسي) هذا يا حماة الحرمين الشريفين هل كنتم ستؤيدونه فيما فعل؟».
وتطرق إلى خطاب «السيسي» الأخير، قائلًا: «أما الحديث الأخير لقائد الانقلاب، الذي جعل الصورة أمامه وخلفه تكذب بالفوتوشوب، فقد رسم صورة حقيقية له أنه الحاكم الفعلي للبلاد والجميع حوله كومبارس، لذا يتحمل هو الوزر، ولا يعفيهم هذا من نصيبهم أبدًا»، مخاطبًا «السيسي» بقوله «أما الشعب المصري فواضح أنك لم تعرفه ولم تفهمه، فهو لا تخيفه تهديداتك هذه كما حدث من قبل، لأنك غرّك حلم الله الذي يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته، وسيرد عليك الشعب المصري كما رد على من ظلموه من قبل».
وخاطب «بديع» الشعب والدول الخارجية بقوله: «إخوتي وأخواتي، يا كل المصريين، يا كل أحرار العالم، ها قد رأيتم هذا الانقلاب الدموي الخائن والغادر والناقض لكل العهود والمواثيق والقيم، ورأيتم كيف تقلب الحقائق بالكذب والبهتان ويطلق للكذابين العنان ويمنع أي صوت صادق حر أن يذكر الحقيقة».
وتابع حديثه: «ها قد رأيتم السلميين يُقتلون من الرجال والنساء والأطفال، ثم يقول السحرة الكذابون إنهم إرهابيون، ورأيتم 5 استحقاقات انتخابية ديمقراطية ينقلب عليها دعاة الديمقراطية، ويستغل ذلك خائن غادر يحاول فرض هذه الجريمة بالقهر والحديد والنار»، معلّقا «هيهات هيهات، فقد أفاقت الشعوب، خاصة الجماهير المصرية الأبيّة التي انتزعت حريتها من النظام البائد وستحافظ على حريتها بنفس السلمية ودائمًا تنتصر الشعوب وتلقن مجرميها الدرس تلو الدرس».
كما توجه بحديثه إلى أنصار «الجماعة» والرئيس المعزول محمد مرسي، قائلًا: «يا كل المرابطين، يا كل الشرفاء، يا كل الأحرار، إن الحرية غالية، هي منحة من الله ولدتنا أمهاتنا بها، لذا أرجوكم يا كل شركاء ثورة 25 يناير، أن يكون هتافكم (حرية، كرامة إنسانية، عيش في ظل الحرية والعدالة الاجتماعية)».
وأضاف: «لقد رأيتم كيف ضحى المصريون السلميون بحياتهم منذ فجر الثورة لتذوقوا ونحن معكم حلاوة الحرية، فعضوا عليها بالنواجذ ولا تستكثروا رد الجميل والحفاظ على ما بذلوا حياتهم من أجله، أن تنزلوا لتعلنوا وقفتكم مع الحرية والشرعية ورفض الانقلاب العسكري الدموي الذي طال الجميع ويلاته من أول لحظة، وتزداد جرائمه ساعة بعد ساعة، وقد لفظ العالم كله ورفضت كل الشعوب هذه الانقلابات العسكرية البغيضة، ولن ترجع ساعة الشعوب إلى الوراء».
واختتم بتوجيه حديث لمعارضي جماعة الإخوان المسلمين، بقوله: «أقول لكل من يحاول إطفاء نور الله، نور الإسلام في مصر الحبيبة أو في أي بلد أو مكان في العالم، نور الله لا يطفئه بشر».