x

فرنسا تشتري مذكرات «كازانوفا» بخط يده

الأحد 21-02-2010 13:37 | كتب: الألمانية د.ب.أ |
تصوير : other

قلص التاريخ وروايات الناس اسهامات «جياكامو كازانوفا» في الثقافة الغربية، إلى استخدام اسمه كمرادف للرجل «زير النساء»، لكن هذا قد يتغير قريباً، فقد اشترت الحكومة الفرنسية هذا الأسبوع مخطوطة بخط اليد لسيرته الذاتية، ربما تكون بداية عملية التصحيح لسمعة «كازانوفا»، الذي لم يعد ذا قيمة في عالم اليوم، عالم تحرير المرأة والتصحيح السياسي.

فقد دفعت فرنسا نحو 7.2 مليون يورو ( 9.7 مليون دولار) للمخطوطة التي تقع في 3700 صفحة وتعتزم وزارة الثقافة نشر طبعة نقدية لهذه المخطوطة وإقامة معرض لها.

ويقام المعرض الأول لهذه المخطوطة في باريس عام 2011 ، ثم قد يتنقل إلي فينسيا وربما بعدها إلى برلين، فإذا ما سارت الأمور بشكل جيد فإنها ستكشف عن رجل أكثر حكمة وفلسفة مما كانت تكشف سمعته، وأن قصة حياته أكثر من مجرد مذكرات شخصية كاشفة.

كتب «كازانوفا» في سيرته الذاتية التي نشرت بالانجليزية تحت عنوان «قصة حياتي»، " أود دائماً أن اعترف أنني المسئول الأساسي عن كل خير أو شر ارتكبته".

ولد «جياكامو كازانوفا» في فينسيا في الثاني من ابريل عام 1725 ، وهو الابن الأكبر بين ستة من الأطفال، وكان أبواه يعملان بالتمثيل، توفي والده عندما كان صبياً وكرست أمه نفسها لمستقبلها كممثلة أكثر من رعاية أطفالها.

ومن المفارقات الغريبة أن العمل الأول له كان قسيساً لكنه تخلى عن هذه الفكرة في نهاية الأمر ويعود الفضل في هذا بصورة واسعة إلى قسيس. واكتشف «كازانوفا» ولعه بالنساء وهو يعيش مع معلمه الأول «آبي جوزي»، وكما يروي فقد شغفت بـ «بيتينا» الابنة الصغرى لـ «آبي» عندما كان في الحادية عشرة من عمره. وكتب يقول " الفتاة أسعدتني على الفور رغم أنه لم يكن لدي أدني فكرة عن السبب في هذا، لقد كانت هي التي أشعلت شيئاً فشيئاً جذوة هذا الشعور في قلبي ذاك الذي صار فيما بعد الحاكم في حياتي ".

وبعد عدة فضائح متكررة قضت على أي إمكانية في أن يكون له مستقبل داخل الكنيسة كمحام، صار «كازانوفا» بسرعة جندياً ومقامراً وعازفاً على آلة الكمان، وينتهي أسلوب الحياة المدمر هذا، عندما ينقذ حياة سيناتور ودخل من ثم إلى حياته الأسرية.

كتب «كازانوفا» في مذكراته يقول، " أخذت لأول مرة مساراً هو الأكرم والأنبل والطبيعي في حياتي، فقد قررت ألا أضع نفسي في موضع أجد فيه نفسي أسيرا وقد سلبت مني ضرورات الحياة"، لكنه لم يستطع التخلي عن إطلاق النكات والمقامرة والحب واضطر في النهاية لترك فينيسيا. ثم سافر إلى المدن الكبرى في أوروبا ­ باريس ودرسدن وبراغ وفيينا­ وعاد إلى فينسيا عام 1753 ،حيث اعتقل لمدة عامين فيما بعد " بسبب موجات الغضب العام ضد الدين المقدس".، وخطط عملية هروب جريئة مع قس متمرد وعاد إلى باريس.

وفي باريس صار عضو جمعية سرية اشتهرت في القرنين الـ17 والـ 18 ، وزعمت أنها تملك معرفة سرية للطبيعة والدين، كما صار عالماً في الكيمياء القديمة وغايتها تحويل المعادن الرخيصة إلى ذهب، واكتشاف علاج كلي للمرض، ووسيلة لإطالة الحياة إلي ما لا نهاية، ثم انتقل إلى دوائر النفوذ حيث صار جاسوساً وعمل في بيع السندات. وظل بقية حياته يتنقل هنا وهناك ويتطلع لكسب قوت يومه بمختلف السبل، وفي انجلترا حاول بيع فكرة يانصيب حكومي. وعن الانجليز كتب يقول، " الشعب له شخصيته الخاصة .. التي تجعله يعتقد أنه أعلى من الآخرين .. إنه اعتقاد تشارك فيه جميع الأمم وكلها تعتقد أنها الأفضل .. وأنها على حق ".

قضى «كازانوفا» الـ 12 عاماً الأخيرة من حياته في المنفى معزولاً في قلعة ضجرة فيما يعرف الآن بجمهورية التشيك، وهناك كتب سيرته الذاتية.
 

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية