كأن الدراما التليفزيونية أرادت أن تتحدث باسم الشعب المصري وتقدم التحية لجهاز الشرطة في هذه الفترة الحرجة التي تمر بها مصر حاليًا، فإذا كان رجال الشرطة استعادوا ثقة المصريين بعد ثورة «30 يونيو»، فإن مسلسلات رمضان هذا العام تتعرض لنماذج مختلفة من الضباط أغلبها إيجابية، مثل «موجة حارة» و«فض اشتباك» و«مزاج الخير» و«العراف» و«فرعون» و«نيران صديقة» و«تحت الأرض»، ليظل التساؤل مطروحًا عن أسباب ظهور شخصية ضابط الشرطة بكثافة في مسلسلات رمضان هذا العام، وكيفية تناولها.
قال المخرج أحمد نور، إنه حرص على الموضوعية في تناول شخصية الضابط في مسلسل «فض اشتباك» بتقديمه النموذجين الشريف والسيئ، موضحًا أنه حاول من خلال شخصية الضابط «عمر » الكشف عن مدى حرصه على أداء مهام وظيفته بأمانة وكيفية مواجهته للمخاطر والمجرمين ترسيخا لأهمية الدور الذي يلعبه جهاز الشرطة فى خدمة المجتمع، معتبرًا أننا نحتاج في هذا الوقت الحرج إلى النظر بشكل إيجابي لكل ما حولنا وليس جهاز الشرطة فقط.
وأشار الفنان صبري فواز، الذي يجسد شخصية الضابط في عملين هما «فرعون» و«نيران صديقة» إلى أنه يعتبر تجسيده لدور ضابط المباحث في مسلسل «فرعون» خطوة مهمة في مشواره، خاصة في هذا التوقيت الذي أثبتت فيه الشرطة كفاءتها وحرصها على حماية الشعب، مؤكدا أن الشخصية تسببت في إرهاقه كثيرًا في انفعالاته وتصرفاته حتى تبدو تلقائية.
وأوضح «فواز» أنه عاش مع الدور كأنه يقدمه للمرة الأولى، رغم تجسيده لشخصية الضابط في أكثر من عمل، خاصة أنه يحاول طوال الأحداث كشف سر جرائم بطل المسلسل «رجب فرعون»، مشيرا إلى أنه يقدم أيضا شخصية ضابط أيضًا في مسلسل «نيران صديقة» لكن في جهاز المخابرات.
وقال محمد أمين راضي ؤلف مسلسل «نيران صديقة»: «نموذج ضابط الشرطة لم يغب عن الدراما منذ سنوات، وأعتقد أن سبب وجوده بكثافة هذا العام هو أن أغلب المسلسلات تدور أحداثها بعد الثورة وأصبح التعرض لها أسهل رقابيًا، ومسلسل (نيران صديقة) يعتبر العمل الدرامي الوحيد الذي يتناول جهاز الشرطة قبل الثورة، ويكشف كيف ساهم النظام السابق في استفحال قوة وجبروت بعض الضباط ليصبحوا بالشراسة التي ظهروا عليها قبل عامين، موضحا أنه قدم شخصية الضابط السلبي دون أن يقصد شيئا من وراء ذلك، لأن هذا النموذج موجود في الواقع بالفعل».
وقالت الناقدة ماجدة خيرالله: «هناك نماذج تفرض نفسها على الشاشة، وظهور ضابط الشرطة والوجه الآخر له وهو (البلطجي) شىء طبيعي بعد أن سيطروا هؤلاء على حياتنا خلال العامين الماضيين».