مع اقتراب الاجتماع المقرر فى الأمم المتحدة لشريكى الحكم فى السودان، على هامش الجمعية العامة نهاية الشهر الحالى، تتصاعد وتيرة التصريحات المتبادلة بين واشنطن والخرطوم، وسط اتهامات سودانية رسمية للإدارة الأمريكية بـ«التحريض على الانفصال» و«فتح قلبها للجنوب»، على حساب الشمال.
وبعد يومين من تصريحات وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلارى، كلينتون حول الانفصال، عادت واشنطن للتلويح بسلاح العقوبات، وأصدرت وزارة الخارجية بياناً صحفياً ترد به على اتهامات السودان، لتؤكد أنها ستلجأ إلى فرض عقوبات إذا لم يتم تحقيق تقدم بشأن اتفاق السلام.
جاء ذلك رداً على حالة الجدل الواسع التى أثارتها تصريحات كلينتون فى الأوساط السياسية السودانية، إذ تباينت ردود فعل شريكى الحكم فى المؤتمر الوطنى بزعامة الرئيس عمر البشير، والحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة سلفا كير. واستنكر حزب البشير التصريحات مقابل تحفظ الحركة الشعبية عليها.
وانتقد ربيع عبدالعاطى، القيادى بالمؤتمر الوطنى الحاكم، تصريحات كلينتون التى شبهت فيها الوضع فى السودان بأنه «قنبلة موقوتة»، وقال إنها «تحريضية». وشدد فى حديث خاص لـ«المصرى اليوم» على أن استفتاء حق تقرير مصير جنوب السودان أمر داخلى ولا يحق لأى جهة التدخل فيه إلا من خلال المراقبة فقط وليس الحكم.
ويأتى التصعيد فى وقت يستعد فيه وفد سودانى بقيادة على عثمان طه، نائب الرئيس عمر البشير وعدد من القيادات الرفيعة حضور اجتماعات الجمعية العامة المقررة 24 سبتمبر الحالى، التى من المفترض أن يشارك فيها شريكا الحكم.
وبينما استبعد عبدالعاطى أن تؤثر تلك التصريحات على تمثيل السودان فى هذه الاجتماعات، وصف المواقف الأمريكية تجاه السودان بـ«المتناقضة»، وأشار إلى أنها كانت قد وعدت برفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، «لكن ذلك لم يحدث».
وكشف عبدالعاطى لـ«المصرى اليوم» عن أن السودان سيقوم بعرض مرافعة قوية فيما يخص العلاقات السودانية - الأمريكية خلال الاجتماعات، بحكم التزامه بعملية السلام مقابل عدم وفاء أمريكا بما وعدت.
على الجانب الآخر، كشفت مصادر مطلعة بالحركة الشعبية لـ«المصرى اليوم» عن أن زيارة سلفا كير الأخيرة لواشنطن جاءت بدعوة من الإدارة الأمريكية للتأكيد على إجراء الاستفتاء فى موعده المقرر. وأضافت المصادر، التى طلبت عدم كشف هويتها، أن قيادات الحركة ستطالب واشنطن بالضغط على الخرطوم خلال اجتماعات الجمعية العامة لإجراء الاستفتاء فى موعده، وعدم تأجيله. لكن الحركة فى الوقت نفسه انتقدت، على لسان القيادى أتيم قرنق، تصريحات كلينتون وقالت: إن جنوب السودان هو من يقرر نتيجة الاستفتاء وليس الإدارة الأمريكية.