ثار الجدل مجددا بين علماء الأزهر حول «موقف الشريعة الإسلامية من النقاب»، حيث رأى البعض انه «فضيلة للمرأة»، في حين رأى البعض الآخر أنه «مجرد عادة لا علاقة له بالدين من قريب».
وقال الدكتور محمد سيد طنطاوي، شيخ الأزهر، في كلمته بندوة «موقف الشريعة الإسلامية من النقاب» التي أعدها «الأزهر» و«مجمع البحوث الإسلامية» مساء أمس: إن «المجلس الأعلى للأزهر» لا يرفض مطلقا ارتداء المرأة للنقاب، سواء في الشارع، أو الأسواق، أو الحياة العامة، وإنما يمنعه داخل فصول، وقاعات محاضرات الطالبات، التي يقوم بالتدريس لهن أستاذة مثلهن.
وأضاف طنطاوي: الفرق بين الحجاب والنقاب كالفرق بين السماء والأرض لأن الحجاب فريضة وواجب إسلامي شرعي وهو الذي يستر سائر جسد المرأة، عدا الوجه والكفين، أما النقاب فلا علاقة له بالدين من قريب أو بعد، كما أن 13 مفسرا للقرآن الكريم أجمعوا على أن المقصود بقول المولى عز وجل «إلا ما ظهر منها» هو الوجه والكفين، إضافة إلى أننا لم نقرأ في أي من كتب الفقه أو التراث الإسلامي أن أمهات المؤمنين كن يرتدين النقاب.
وانفعل طنطاوي بشدة حينما طالبه بعض المشاركين في الندوة بـ«عدم التركيز على قضية النقاب، والانشغال بها، وترك المخاطر التي تواجه الأمة الإسلامية، خاصة ما تقوم به القوات الإسرائيلية حاليا في القدس»، وقال: نحن لم نعقد هذه الندوة عبثا لأنها واجبة.. واجبة .. واجبة لتوضيح موقف الشريعة الإسلامية من النقاب والرد على من يقولون بأنه «فريضة وواجب دينى».
وقال الدكتور محمود حمدي زقزوق، وزير الأوقاف إن «ارتداء المرأة للنقاب ضد الحرية الشخصية، وضد مصلحة وامن المجتمع»، مضيفا: النقاب يمنع التواصل بين البشر لأنه يجعلني لا أرى وجه المرأة التي أخاطبها ومدى تأثرها بما أقول.
وأكد زقزوق أنه: سيتم طبع آلاف النسخ من كتاب «النقاب عادة وليس عبادة» الذي أصدرته وزارة الأوقاف المصرية لتوزيعه مجددا على المؤسسات والهيئات المصرية المعنية بهذه القضية.
وقال الدكتور على جمعة مفتى الجمهورية : إن النقاب مجرد عادة لا علاقة له بالدين، وان فقهاء المسلمين نصوا في كتبهم على ذلك، لأن القول بفرضية النقاب على المرأة يجعلنا نقول بفرضيته ووجوبه على الرجل أيضا سواء بسواء، مشيرا إلى أن «الإمام مالك يرى أن النقاب مكروه ولا يجوز ارتداؤه للمرأة والرجل، إلا إذا كان ذلك من عادة أهل البلد مثل بلدة «ناقوسة» في المغرب التي يرتدى فيها الرجال والنساء النقاب».
وأوضح جمعة انه لم يقل أن النقاب جاهلي، كما تم تحريف تصريحاته سابقا، مؤكدا أن ما صرح به هو «أن القول بوجوبه لم يعتمد أو يستند إلى أي نص شرعي قطعي الثبوت والدلالة» .
بينما رفض الدكتور نصر فريد واصل، مفتى مصر الأسبق القول بأن «النقاب لا علاقة له بالدين»، مؤكدا أن «ارتداء المرأة للنقاب فضيلة إذا قصدت المرأة أن تعف نفسها خاصة إذا كانت جميلة»، مؤكدا علي أن «المرأة مكلفة شرعا مثلها مثل الرجل في الشريعة الإسلامية ولا يمكن ان تقوم الحياة بدونها».