x

الضابط بعد تحريره: خرجت من «رابعة» بعد «حفلة تعذيب»

الثلاثاء 23-07-2013 22:02 | كتب: عصام أبو سديرة, حازم يوسف |
تصوير : other

توافد عشرات الضباط على مستشفى الشرطة بمدينة نصر، فجر الثلاثاء، للاطمئنان على زمليهم الملازم أول محمد فاروق، معاون مباحث قسم شرطة مصر الجديدة، بعد أن نفذ ضباط بمديرية أمن القاهرة عملية نوعية لتحريره وأمين شرطة من قوة القسم من أيدى أنصار الرئيس المعزول محمد مرسى، الذين اختطفوهما أثناء مسيرتهم التى كانت متوجهة إلى مطار القاهرة، الاثنين، واقتادوهما إلى مسجد رابعة العدوية، واعتدوا عليهما بالضرب، واستولوا على متعلقاتهما.

ورصدت «المصري اليوم» وصول أسرة الضابط وزملائه إلى المستشفى للاطمئنان عليه، بعد أن أشارت التقارير الطبية إلى أن إصابته تتراوح ما بين كدمات وسحجات متفرقة فى الجسد والوجه، وكسر بالكتف اليسرى، إثر تعرضه لتعذيب داخل مسجد رابعة العدوية.

التقت «المصري اليوم» الضابط المصاب، فى غرفته رقم 111 داخل المستشفى، وروى تفاصيل واقعة الاختطاف ثم الاحتجاز والتعذيب، وأخيرا تحريره من قبل ضباط شرطة تخفوا وسط المتظاهرين، وانتشلوه إلى خارج المنطقة، وتم نقله إلى المستشفى لتلقى العلاج.

قال «محمد»: «كنت مكلفا بمتابعة مسيرة لجماعة الإخوان المسلمين، انطلقت من منطقة رابعة العدوية، واتجهت إلى مطار القاهرة، فى العاشرة من الاثنين، وأخطرت بأنها ستمر فى نطاق دائرة قسم شرطة مصر الجديدة، ومن ثم يجب متابعتها أمنيا، لتأمينها وللوقوف على أى حدث قد يطرأ من تعد على المسيرة أو اشتباك المشاركين فيها مع الأهالى أو التعدى على المنشآت العامة أو الخاصة، وكان من المقرر أن تظل متابعتى لها حتى تخرج من نطاق دائرة القسم، وتواجدت قرب المسيرة فى ميدان الجلاء، برفقة أمين الشرطة (هاني)، وفقا للتعليمات كنا نرتدى ملابس مدنية، ولا نحمل سلاحا ونستقل دراجة بخارية، تحمل أرقاما خاصة وليست شرطة، تجنبا للاحتكاك مع المتظاهرين، لكن فوجئنا بمجموعة من المشاركين فى المسيرة، يطالبوننى بإبراز بطاقتى الشخصية، وعندما تعرفوا على هويتى، حاصرونى ودفعونى داخل ميكروباص صغير أسود اللون، وبعد دقائق أحضروا أمين الشرطة إلى داخل السيارة وبدأ 5 ملتحين فى الاعتداء علينا بالضرب بالأيدى والعصى وعصبوا أعيننا، ثم صرخ أحدهم مخاطبا السائق: اطلع على رابعة».

وأضاف: «عندما وصلنا إلى الميدان رفضت اللجان الشعبية إدخال السيارة إلى المسجد ورن هاتف أحدهم، وتحدث لدقيقة، وبعدها قال لأعضاء اللجان: الدكتور البلتاجى بيقولكم خدوهم على المستشفى، وبعد أن دخلنا إلى المستشفى داخل المسجد تم تقييدى من الأيدى والأرجل وألقونى على سرير وانهالوا فى الاعتداء على بالشوم ومقابض الأسلحة البيضاء، واستمروا على هذا الحال لمده نصف ساعة، وكنت أسمع احدهم يقول: هذا قتل اثنين، وآخر يردد: ده قناص».

وتابع: «لم أتعرف على وجوه الأشخاص داخل المستشفى الميدانى، إلا أننى سمعتهم ينادون على الدكتور محمد الزناتى، وأنا كنت أعرف صوته وشكله، لأنه دائم الظهور على قناه الجزيرة، وبدأ الزناتى فى ضربى بالأيدى وقام بسبى بأمى وسب الدين لى، وصرخ: فلوسك اللى بتاخدها من الداخلية حرام وانت لا تعرف عن الإسلام شيئا، ثم طلب من المتواجدين أن يطلبوا حضور البلتاجى الذى جاء وسألنى هل أنت قناص، فأومأت رأسى بالرفض ثم انصرف خارج المسجد».

واستطرد: «بعد مرور نصف ساعة، تسلمتنى مجموعة، أنا وهانى، وأخذونا حفاة إلى إحدى السيارات، معصوبى الأعين، ودفعونا بداخلها، وبعد دقيقتين، ألقونا فى الطريق، أمام «طيبة» مول، وفى هذا التوقيت كان كثير من المتظاهرين يترجلون باتجاه ميدان رابعة، ورأونا وبدأوا فى الاعتداء علينا بالضرب مجددا بالركلات والعصى، واقتادونا مرة أخرى إلى مسجد رابعة، وظلوا يتساءلون عمن تركنا نخرج من الميدان، واستمر الحال حتى جاء حوالى 4 أشخاص، وأخبروا المتواجدين بأنهم سيأخذونا ليتخلصوا منا، وبدأوا فى ضربنا أثناء اقتيادنا خارج المسجد وسط المتظاهرين، وأحدهم قال لى: ماتخافوش إحنا معاكم، ودفعونا فى سيارة، وأحضرونا إلى مستشفى الشرطة، وعلمنا فيما بعد أنهم ضباط بمديرية أمن القاهرة».

وقال الضابط المصاب: «اكتشفت أنهم استولوا على حافظة نقودى وهاتفى محمول وساعة اليد والبطاقة والكارنيه، والحذاء والجوارب، ومزقوا ملابسى، وليس فى وسعى الآن سوى أن أقول حسبنا الله ونعم الوكيل، الناس دول متأسلمين، ولا يعرفون شيئا عن الإسلام والدين».

 

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية