x

الخارجية الأمريكية: العائلات الأمريكية تتبنى أكثر من 20 ألف طفل كل عام.. و6 دول إسلامية فى قائمة «تصدير الأطفال» بينها مصر

السبت 14-08-2010 09:00 | كتب: هبة القدسي |

عاد ملف «الاتجار فى الأطفال» للظهور على سطح الأحداث بقوة بعد الكشف عن «وقائع التنازل عن الأطفال» بمحافظة القليوبية، ويتخذ الاتجار بالأطفال أشكالاً مختلفة داخل وخارج مصر، وفى الوقت الذى أحال فيه القضاء المصرى، مواطناً أمريكياً وزوجته، و6 مصريين للمحاكمة بتهمة تزوير أوراق بغرض اختطاف طفل حديث الولادة، والسفر به إلى الولايات المتحدة، قبل بضعة أشهر، كانت التهمة نفسها تواجه 10 أمريكيين فى «هايتى» لمحاولتهم تهريب 33 طفلا عبر الحدود والسفر بهم إلى الولايات المتحدة، ورغم أن عمليات التبنى «المنظمة» تشرف عليها وزارة الخارجية الأمريكية، من خلال مكتب الشؤون القنصلية بالوزارة، الذى يتولى تنظيم وحماية الأطفال المتبنين، والعائلات التى تتبناهم، ومتابعة جميع الإجراءات حتى إصدار التأشيرات، إلا أن الوزارة واجهت الحادثتين بالتجاهل والصمت.

وتشير إحصاءات وزارة الخارجية الأمريكية إلى أن العائلات الأمريكية تتبنى أكثر من 20 ألف طفل من دول أجنبية كل عام، وخلال الـ 5 سنوات الأخيرة استقبلت الولايات المتحدة 100 ألف طفل من خلال عمليات التبنى، وتأتى الصين فى المرتبة الأولى بين الدول التى يتم تبنى الأطفال منها وضمهم إلى أسر أمريكية، حيث استقبلت الولايات المتحدة من الصين، وفقا لآخر الإحصاءات، 3 آلاف طفل، فى الفترة من أكتوبر 2008 إلى سبتمبر 2009، تليها إثيوبيا بـ 2269 طفلاً، ثم روسيا بـ 1588 طفلاً، وتأتى كوريا الجنوبية فى المرتبة الرابعة بـ1079 طفلاً تم تبنيهم خلال عام واحد.

وتفيد الإحصاءات بوجود 6 دول إسلامية شهدت عمليات «منظمة» لتبنى أطفال منها، وسفرهم بشكل نهائى إلى الولايات المتحدة، وحصولهم على الجنسية الأمريكية، أثناء نفس الفترة، وتأتى لبنان فى مقدمة تلك الدول بإجمالى 10 أطفال، تليها إيران بـ 9 أطفال، ومصر بطفلين، ثم تونس، وتركيا، والإمارات بطفل واحد من كل منها.

قالت ميشيل بوند، نائب وزيرة الخارجية الأمريكية لخدمة المواطنين الأمريكيين عبر البحار بمكتب الشؤون القنصلية، وهو المكتب المسؤول عن متابعة عمليات التبنى فى كل دول العالم، لـ«المصرى اليوم»: إن الوزارة لم تتمكن من التدخل فى حالة التبنى المصرية، لأنها تمت بشكل فردى، وليس من خلال مؤسسة منظمة كالمنظمات الأمريكية المتخصصة فى التبنى، لذا لم نتمكن من التدخل، بالإضافة إلى أن مصر ليست دولة عضو فى اتفاقية «هيج» لتنظيم التبنى، التى وقعتها الولايات المتحدة مع 75 دولة لتنظيم هذه العملية، وأضافت «نتمنى أن توفق مصر أوضاعها حتى تنضم لهذه الاتفاقية».

وأكدت بوند «نحن كدولة نؤيد التبنى، وحق كل طفل فى الحصول على أسرة ترعاه، وتحميه وتتولى مسؤولياته، لكننا نتمسك بشرط أن يكون هؤلاء الأطفال من الأيتام الذين فقدوا آبائهم، وليس لديهم عائلات ترعاهم»، وأشارت إلى أن الأطفال الذين تم تبنيهم من مصر هم من ملاجئ «مسيحية» لأسرة أمريكية مسيحية أيضا، موضحة «الدين المسيحى يقر التبنى، كما أننا نهتم أن يكون الطفل المتبنى من الأطفال الأيتام الذين تقر الأوراق الرسمية بعدم وجود عائلات لهم، ونعتمد على حكومات الدول التى يتم منها التبنى أن تقوم بالتحريات اللازمة للتأكد من عدم وجود عائلات لهؤلاء الأطفال وعدم تزوير أى شهادات».

وقالت بوند إنها تعرف أن التبنى محرم فى الدول الإسلامية، لكنها أكدت أن الحالات التى ذهبت من الدول الإسلامية إلى الولايات المتحدة هى «غالباً حالات لأطفال فقدوا والديهم، وتم تبنيهم أو كفالتهم من أحد أفراد أسرهم». وحول التشكك فى القيام بالتبنى بغرض الاتجار فى الأطفال أو أعضائهم، خاصة أن الولايات المتحدة شهدت 15 حالة وفاة لأطفال تبنتهم أسر أمريكية، قالت بوند: «لا يمكن إنكار أن هناك مجرمين، لكن المحاكم الأمريكية لاحقت العائلات التى توفى لديها الأطفال وإدانتهم، وتم الحكم عليهم بأقصى العقوبات»، وأضافت «هناك حالات لتهريب الأطفال بشكل غير قانونى، وقد رأينا هذه الظاهرة فى (هايتى) وفى (تسونامى)، وهى متكررة بعد أى كارثة كبيرة، وأحيانا تتوافر فيها النية الشريرة، وأحيانا أخرى تكون نية الأشخاص طيبة فى مساعدة هؤلاء الأطفال المنكوبين لكنهم يجهلون الإجراءات القانونية».

وأكد ستيف وكسلر، مشرف فى وكالة «فوستر» الحكومية لتنظيم عمليات التبنى، وهى أشهر وكالة أمريكية تعمل فى هذا المجال «أن هناك منظمات دينية تسمىsectarian agencies مثل الجمعيات التابعة لكنيسة المعمدانيين، أو الكاثوليك، أو اللوثريين، أو اليهود، تعمل فى مجال التبنى فى إطار الجماعة الدينية التى تخدمها فقط، بحيث ترعى الأطفال المعرضين للتبنى من هذه الجماعة وتوفر الأسر من خلال نفس الجماعة، وإما وكالات «دينية» تسمح لأى أسرة بتبنى الأطفال لديها».

وأشار وكسلر إلى وجود مؤسسات يهودية تعمل فى مجال تبنى الأطفال وتوفير أسر لهم لكنها لا تعمل إلا فى إطار المجتمع اليهودى وتخدم فقط الأطفال اليهود وتجتهد فى توفير أسر يهودية لهم ولا تعمل خارج هذا النطاق إلا قليلا.

وحول وجود منظمات إسلامية تعمل فى هذا المجال، أشار وكسلر إلى وجود عدد كبير من المساجد الإسلامية التى تقدم خدمات متنوعة للفقراء والأيتام، منها4 مساجد كبيرة فى واشنطن، وفيرجينيا، لكن دون وجود ما يسمى التبنى المنظم الذى تتبعه الوكالات الأمريكية لأن الإسلام يحرم التبنى، و«لذا تقوم المساجد عن طريق خدمات غير منظمة بتوفير مساعدات للأطفال الأيتام لكنها محدودة للغاية».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية