أكد الفريق حسام خيرالله، وكيل أول جهاز المخابرات الأسبق، المرشح الرئاسى السابق، أن الرئيس المعزول فى مكان ما خارج القاهرة رافضا تحديد مكانه، وأشار إلى أن القوات المسلحة تعامله بآدمية، وأن جماعته تتسبب فى كل القلاقل الموجودة الآن مقابل تحسينها شروط التفاوض للخروج الآمن، وأضاف «خيرالله» أن انهيار الإخوان المسلمين فى مصر هو بداية لانهيار التنظيم الدولى، كما يمهد لانهيار الأنظمة الإسلامية خاصةً فى دول الربيع العربى.
وأضاف أن الإخوان الموجودين فى رابعة لا يزيدون على 4 آلاف، والبقية من المحبين والمتعاطفين، فيما أكد أن الجماعة هى الطرف الثالث باعتراف الدكتور محمد البلتاجى، حين قال مؤخرا «رجعوا مرسى نوقف اللى بيحصل فى سيناء».. وإلى نص الحوار:
■ كيف ستكون ملامح مصر ما بعد حكم الإخوان المسلمين؟
- مصر «ماشية لقدام بس بضهرها»، وربط الماضى بالمستقبل لا يقدم ولا يؤخر، فعلينا المضى قدما، والتركيز لاستعادة قوتنا، لأن مصر فى حاجة الآن إلى جهد كبير، ويجب الاهتمام بأهم الملفات التى تأثرت سلبا بشكل كبير مؤخرا، ومنها التعليم، والاقتصاد، والصحة، والأمن، ولكى نبنى مصر بصدق يجب أن نصفى نوايانا، وأن يجتهد كل منا ويبدأ بنفسه، ولابد أن تستعيد مصر قوتها على الساحة الخارجية الآن، وتعود للم شمل العالم العربى من حولها، فكلما كانت علاقتنا قوية بجيراننا، سنكون دوماً أقوياء، خاصة أن وجود مرسى تسبب فى أن نخسر علاقات كثيرة مع العديد من الدول الشقيقة، وعلينا الآن أن نعيد الوصل معها.
■ لماذا يتم توصيف ما حدث بأنه انقلاب عسكرى؟
- الانقلاب يعنى أن الجيش أصبح فى السلطة، ويفرض أحكاما عرفية، ويعلن حالة الطوارئ، ويفرض سلطته على الناس، لكن ما حدث هو العكس، فالشعب هو الذى تحرك وأعطى الجيش زمام أمره، وانتهت شرعية مرسى، لأن الشعب هو صاحب السلطة وفوق أى شرعية، وأكبر من أى استفتاء، وربما لو كان هناك برلمان كان من الممكن أن يكون لسان حال الناس مع الرئيس، لكن بما أنه غير موجود، فإن الشرعية عادت للشعب مباشرة، وهو الذى يمنح البرلمان شرعيته، فالعدد الذى احتشد فى الشارع فى 30 يونيو لم يشهد مثله أحد فى التاريخ.
■ وعم كشف يوم 30 يونيو؟
- كشف أن الأغلبية التى خرجت هى الشعب الرافض لحكم الإخوان، بينما كان المؤيدون أقلية، وكشف أيضاً عن أن استطلاعات الرأى التى كانت تقول بأن نسبة الموالاة للرئيس فى الشارع 32%، كانت مجرد وهم، فشعبيته كانت تتراجع شهراً تلو الآخر، لكن الأغلبية الرافضة حسمت هذه النسبة، ولو افترضنا أن التيار الدينى بمحبيه يمثلون 5 ملايين مواطن، مقارنة بـ33 مليونا، فإن ما يحدث الآن هو زوبعة فى فنجان.
■ لكن مقارنة بالعنف الحادث فى الشارع يبدو أن ما يحدث أكبر من مجرد زوبعة، فإلى متى سيصمد الإخوان، وكيف ستحتوى القوات المسلحة هذه الأزمة؟
- فى تقديرى أن كل ما يحدث الآن هو محاولة لتحسين شروط التفاوض ليخرج الإخوان خروجا آمناً، وعملية مساومة يضعون فيها مطالب ذات سقف عالٍ، وبالتدريج ومع التفاوض يتمكنون من الوصول لهدفهم، و«مايخرجوش من المولد بلا حمص» بمعنى لا يخرجوا تماماً من المشهد السياسى، ولذلك يحدثون كل هذه القلاقل والاضطرابات فى الشارع الآن، فلو كان لديهم عقل كانوا أدركوا أن الساعة لا تعود للخلف، ولن يعود مرسى مهما حدث، إلا إذا كان لديهم عمى فى البصر والبصيرة، ولم يستطيعوا رؤية كل الناس التى خرجت ضد النظام، وهم حرصوا منذ 30 يونيو على تصدير ما حدث للعالم على أنه انقلاب عسكرى، ولكى يظهر كذلك صوروا أن الجيش فى ناحية والجماعة فى ناحية أخرى، وأن الأول يواجه ويشتبك ويستخدم القوة ضد مؤيدى المعزول، لكن حقيقة المشهد كانت فى أن الشعب هو الذى خرج فى الشارع ضد الجماعة، وانحصر دور الجيش فى حماية الشعب صاحب الأغلبية وتأمين مكتسبات الدولة، وليس مواجهة الجماعة، كما أن المشكلات التى تحدث الآن بسبب رفض أنصار الإخوان خلع مرسى تجعل الناس ترفضهم وتكرههم أكثر، وعليهم الآن أن يعترفوا بأخطائهم طوال العام الماضى، وأن يعلنوها ويعلموا أين هم الآن من كل ما حدث؟ وهذا لن يحدث إلا إذا أدركوا أن عليهم العودة إلى حضن الوطن مرة أخرى، لكن العناد والمكابرة ستكبدهم خسائر أكثر، ولو قبلوا بالواقع الحالى ربما يتمكنون من المشاركة فى الحياة السياسية مرة أخرى، سواء فى البرلمان أو فى المحليات، أما فيما يتعلق بحل القوات المسلحة لهذه الأزمة فلماذا نلقى بكل الحمل عليها؟ أين الشرطة؟ خاصة أنها المنوط بهذا الدور، وهى المسؤولة عن فض الشغب، رغم أن المعتصمين فى ميدان رابعة العدوية يروجون أنه اعتصامهم سلمى، لكن جميع أهالى المنطقة متضررون، وأمهلوهم وقتاً للرحيل عن المكان، ولم نر تدخلاً أمنياً حتى الآن، ولم نشاهد أى تعامل بالقوة طالما أنهم لم يعطلوا أو يتآمروا أو يهددوا المنشآت العامة، لكن لو حدث ذلك فستكون هناك ضرورة للقبض على رؤوس الفتنة والمتآمرين، وأريد أن أؤكد أن الإخوان الموجودين فى رابعة لا يزيدون على 4 آلاف، والبقية من المحبين والمتعاطفين، وأنا أعرف بواب عمارة فى مدينة نصر واخد 400 جنيه بيروح كل يوم الاعتصام ياكل ويشرب، ويرجع شغله آخر الليل، ومعظم الموجودين مضحوك عليهم باسم الدين ويفعلون ذلك من أجل الشرعية وحماية الإسلام.
■ لماذا لا يقبل الإخوان إلا فكرة التمكين أو لا شىء؟
- التمكين لدى الإخوان لا يتعلق بالإسلام ولا غيره، وإنما يتعلق بمشروعهم الوهمى للخلافة، ودائماً كانت مشكلتهم فى فكرة الأممية، وليست فى القُطرية، بمعنى «مش مهم الدول، مش مهم مصر، مش مهم سوريا وغيرها، زى ما قال مهدى عاكف، المرشد العام السابق للجماعة، من قبل "طظ فى مصر"، لكن المهم أن يذوبوا جميعاً تحت أمة واحدة، وهذا وهم كبير "مش هيحصل أبداً"، والإخوان أرادوا عكس التاريخ بالاستقواء وفرض السيطرة، وكل ما يهمهم هو التمكين وليس التأييد، حتى أنهم لم يقدموا للشعب ما يجعله يبقى عليهم، و"مش مهم مين يوافق عليهم، ولا يرفضهم، راكبين على نفس مصر"، وكانوا حريصين كل الحرص على "أخونة" كل مفاصل الدولة وتردد أن هناك 17 ألف إخوانى عينوا فى الجهاز الحكومى، وشاهدنا ذلك فى حركة المحافظين التى أجريت قبل 30 يونيو بأيام قليلة، فقد ضربوا عرض الحائط بكل الانتقادات والغضب والاحتقان الموجود بين الناس، وكأنهم لا يسمعون إلا أنفسهم.
■ ما رأيك فى الإعلان الدستورى الأخير، وهل يكرر نفس أخطاء المرحلة الانتقالية السابقة؟
- ليس هناك شىء صحيح مائة فى المائة، والناس كانت تطمع فى وقف العمل بدستور 2012 بشكل نهائى وليس مجرد تعديل بعض مواده، وقد يكون هناك أصحاب مصلحة مستفيدون من وراء الستار فى ظل هذا الدستور، والإبقاء عليه يؤمن لهم بعض المزايا، وما نحن فيه الآن فترة انتقالية، حتى لو كانت تسير بمعدل 60%، المهم أننا نتحرك وننجز نصف الطريق، لكن أكثر شىء مقلق هو أن بعض الناس يطالبون بفترة انتقالية سريعة، والأهم من السرعة هو تحقيق الأمن الحقيقى، فنحن تخلصنا من الإخوان ولابد أن نعمل وننتج، وعندما يحدث ذلك فستكون المظاهرات التى يخرج فيها الإخوان "تحصيل حاصل".
■ فى ظل غياب أى معلومة عن الرئيس المعزول، فى تصورك كيف يتم التعامل معه؟
- مرسى موجود فى مكان ما متحفظ عليه يأكل ويشرب، ولا توجد عليه حراسة، فهو ليس سجيناً، والقوات المسلحة تتعامل مع الأمر من منطلق قاعدة المتهم برىء حتى تثبت إدانته، ولا تتعامل معه بطريقة تهدر آدميته، خاصةً أنه يواجه اتهامات خطيرة، أهمها الخيانة العظمى، والتخابر، وسيكون القانون هو سيد الموقف، ونحن بطبعنا كمصريين ليس لدينا نزعة انتقامية، و"قلوبنا مش سودة"، حتى أثناء التحفظ عليه وركوب الطائرة الهليكوبتر، قدم له قائد الحرس الجمهورى التحية، "مع إنه كان ممكن ميسألش فيه" لكن أعطاه احترامه حتى وهو معزول.
■ وهل تعلم مكانه؟
- بالطبع، هو فى مكان ما خارج القاهرة.
■ هل لك أن تخبرنا المكان بالتحديد؟
- لا لن أقول، لو كانت القوات المسلحة تريد أن تخبر الناس بمكانه لكانت أذاعت ذلك بنفسها، هى تتكتم الأمر لأن فى ذلك جزءا من التأمين ولمنع الاضطرابات والقلاقل فى البلد.
■ اختلف المشهد فى 30 يونيو عنه فى 25 يناير، إذ لم يحدث انفلات أمنى، هل يعنى ذلك أن من فعل تلك الفوضى هم الإخوان، أم أنها كانت خطة مقصودة من نظام الرئيس السابق حسنى مبارك؟
- جهاز الشرطة فى ثورة يناير تعرض لمؤامرة خبيثة من الإخوان لإسقاطه حتى يتحركوا "براحتهم"، حيث هوجم 83 قسم شرطة فى وقت واحد، وقتل 79 شخصاً فى التحرير برصاص قناصة، "واللى ماتوا دول كان ممكن يموتوا برصاص عادى، لكنهم ماتوا برصاص قناصة محترفين عارفين بيضربوا على مين، خاصة أنه كانت هناك 22 قيادة إخوانية فى الميدان، ومانضربش واحد منهم"، الإخوان معجبون بالنظم الشيوعية ويتخذون من الدم وقوداً فى المظاهرات، فكلما زاد الدم زادت الحمية بداخلهم، كما أنهم هم الطرف الثالث باعتراف الدكتور محمد البلتاجى، حين قال مؤخراً "رجعوا مرسى نوقف اللى بيحصل فى سيناء"، وهم الذين أطلقوا مصطلح "فلول النظام السابق"، لأنهم أرادوا تفكيك الدولة بتقسيمها "ده فلول، ده علمانى، وده كافر"، كما أن الإهانة التى تعرض لها ضباط الشرطة كانت تصعب من مهمة تعافى وزارة الداخلية بشكل كبير، لكنهم بمرور الوقت استطاعوا أن يقفوا على أقدامهم مرة أخرى.
■ أليس من الغريب أن تتعافى الداخلية فى عهد الإخوان، رغم أنك تتهم الإخوان بضرب الشرطة فى ثورة يناير؟
- الشرطة تعافت بعد أن اكتشف الناس الحقيقة، وعرفوا المؤامرة التى دبرها الإخوان ضدها وضد مصر كلها، بالإضافة إلى مواقف ضباط الشرطة فى الشهور الأخيرة بعد الهجوم على وزير الداخلية، ورفضهم تأمين مقار الإخوان، وأصبح إحساسهم عالياً بالناس، حتى أن الشعار القديم "الشرطة فى خدمة الشعب" تغير على سيارات الجهاز، وأصبح "شرطة الشعب".
■ حالة التوتر التى كانت موجودة بين القوات المسلحة ومرسى خلال حكمه، هل كانت تؤثر على ردع العناصر الإرهابية وهدم الأنفاق فى سيناء، خاصة وأننا نشهد تحركاً كبيراً فى هذا الشأن حالياً؟
- بالتأكيد، فالرئيس العزول كان "مكتف" الجيش، ومنعه من اتخاذ أى إجراءات عملية ضد ما يحدث فى سيناء، باعتبار أنه القائد الأعلى للقوات المسلحة، ومارس عليه ضغوطاً لكى يحول دون القبض على العناصر الإجرامية الإرهابية المتطرفة حمايةً لهم، والأكثر من ذلك أنه أصدر قراراً بالعفو عن كثير منهم، وأفرج عن حوالى 3 آلاف من عرب الأفغان الموجودين فى جبل الحلال، وما يحدث فى سيناء هو المعركة الحقيقية للقوات المسلحة الآن.
■ كرجل مخابرات، من يموّل عمليات الإرهاب فى سيناء؟
- حماس جزء من الإخوان المسلمين، وتنفذ تعليماتها فى مصر، والسلفية الجهادية جماعات إرهابية تمويلها من عدة جهات، وتأتى تحت بند الجهاد من دول عربية وشيوخ ليس لهم علاقة بالسياسة، أو من دول غربية على رأسها أمريكا، وهى جزء من اللعبة الكبيرة "تمول الإرهاب عشان تعمل مشاكل، فيكون لها الحق فى التدخل"، وإذا كان هناك مخطط لتحويل سيناء لإمارة إسلامية أو بيعها لتكون وطناً بديلاً للفلسطينيين لصالح إسرائيل كما جاء فى خطاب الرئيس الأمريكى باراك أوباما، فبالتأكيد نحن ندرك تماماً من يدعم الإرهاب فى مصر.
■ هناك حديث عن جهود وساطة يقوم بها الدكتور هشام قنديل، رئيس الوزراء السابق، والمفكر الإسلامى الدكتور محمد عمارة للتصالح مع الجيش، هل تتحقق المصالحة دون انتقام؟
- "اللى عاوز يتصالح، يتصالح أهلاً وسهلاً"، والقوات المسلحة تمد يدها للمصالحة، لكن أولاً لابد من المحاسبة القانونية لمن أخطأ، ولابد من تحقيق العدالة الانتقالية، فالمصالحة العرفية لا تجوز، ثم إن قنديل رجل طيب لا يملك من أمره شيئاً، و"المصريين مش معقدين"، لكن الإخوان بالطبع ممكن تكون لديهم نزعات انتقامية، لأنهم مكثوا سنوات طويلة فى السجون، والمصالحة لن تتم إلا بعد أن يحاسب كل من أخطأ، ثم بعد ذلك يعود للصف الوطنى حاله حال أى مصرى.
■ ثورات الربيع العربى أسفرت عن صعود تيارات الإسلام السياسى، هل تمثل ثورة 30 يونيو بداية لانهيار تلك الأنظمة؟
- بالطبع وهذا أمر طبيعى، لأنه سيكون من توابع الزلزال الذى حدث فى مصر، والأنظمة الإسلامية المتشددة سوف تسقط ولو بعد حين، ومشكلة دول الربيع العربى ليست فى صعود الإسلاميين، لكن فى أن النظم التى كانت تحكمها هى التى أتاحت الفرصة لهذا الصعود، فالجماعات الإسلامية المنظمة استغلت حالة الترهل التى تمر بها تلك الدول، وبدأت تقدم خدماتها للناس، مثلما شاهدنا اللعب على احتياجات الفقراء وتوزيع الزيت والسكر عليهم، لكن هناك دولاً سيكون من الصعب أن يسقط نظامها الإسلامى، مثل تركيا لأن وضعها مختلف، حيث إن لديهم مكاسب اقتصادية كبيرة، وهناك ارتفاع فى مستوى المعيشة، لكن الذى يهددها بقوة هو الاتحاد الأوروبى، لأنه يخشاها ككتلة إسلامية قوية.
■ كيف تقرأ العلاقات المصرية- التركية، خاصة بعد مطالبة أنقرة بالإفراج عن مرسى؟
- الرئيس التركى، عبدالله جول، اقترح لمصر خريطة طريقها، وتم الرد عليه بشكل حاسم بعدم التدخل فى الشأن الداخلى لمصر، وأنا أرى أن علاقتنا بتركيا ستكون وسطية، ليس بالطريقة التى كان يتعامل بها على أن مصر هى بوابة تركيا اقتصادياً فى أفريقيا.
■ وما مصير العلاقات المصرية- الأمريكية بعد الانقسام فى الرأى بين البنتاجون والكونجرس من ناحية، وأوباما من ناحية أخرى؟
- الناس كانت تتخوف دائماً من موقف أمريكا،وتقول «يا ترى إيه موقفها لو حصل كذا؟ هل هنقدر نعمل حاجة وأمريكا بتساند الإخوان؟"، لكن الآن الشعب هو الذى يقلب الموازين، وإذا غير موقفه فستغير أمريكا وتعدل من مواقفها، وقد رأينا ماذا قالت السفيرة الأمريكية فى القاهرة بعد سقوط النظام فى 30 يونيو، والآن ماذا يقول وزير الخارجية جون كيرى، وبالتدريج كل المواقف ستتغير، وأمريكا لا يمكن أن تضحى بثقل مصر الاستراتيجى أو كما نقول"ميقدروش يفرطوا فى مصر"، ثم إن لدينا علاقات استراتيجية معها لا نريدها أن تتضرر أو أن ندخل فى حالة عداء معها، وطالما أنها تحافظ على قرار الاستقلال الوطنى لمصر فلا بأس فى ذلك.
■ وكيف قرأت الموقف الغربى ككل؟
- الموقف الغربى كان يتابع بحذر وقلق بغض النظر عن الأحداث، لأن كل ما يهمه أن تكون منطقة شمال أفريقيا هادئة ومستقرة، والجميع كان يترقب ويشاهد ويخشى من الإرهاب والجهاد الذى قد يقوم به التيار الدينى.
■ هل تعتقد أن تدخل القوات المسلحة فى عزل مرسى ينفى عنها التهمة التى ألصقها بها البعض بعقد صفقة مع الإخوان لتسليمها للحكم مقابل الخروج الآمن لقيادات المجلس العسكرى؟
- الفترة التى كانت فيها القوات المسلحة فى الشارع كانت الناس متعاطفة مع الإخوان ولم يكونوا قد اكتشفوهم على حقيقتهم بعد.
والقوات المسلحة لم يسترعها كثيراً ما كان يقال عن أن هناك تهمة ملصقة بها، هى انتظرت دعوات الناس لها، ومن ثم لبت النداء، والمجلس العسكرى بعد تسليم السلطة لرئيس منتخب، قبل بوجوده وقرر معاونته لأن هذه هى الديمقراطية، لكن تصرفات مرسى كانت عكسية تماماً، حتى حدثت الطامة الكبرى التى جاءت بالإعلان الدستورى، والمجلس العسكرى السابق لم يتواطأ مع الإخوان، ومورست عليه ضغوط شديدة، وكان عليه أن يكون أكثر جرأة، بأن يخاطب الشعب ويصارحه بحقيقة الموقف.
■ وما الذى منعه من مصارحة الناس؟
- هناك سببان: عدم جرأته من ناحية ومن ناحية أخرى الضغوط الخارجية التى تعرض لها، وهناك واقعة حدثت بعد وزارة عصام شرف، كانوا عاوزين يجيبوا عمرو موسى رئيساً للوزراء، ومرسى قال لرئيس الأركان السابق «لوجبتوا موسى هنولع البلد»، ولم نعرف وقتها أن أحداً عرضت عليه رئاسة الحكومة، ونفس هذا الموقف تكرر مع الفريق أحمد شفيق فى جولة الإعادة من انتخابات الرئاسة، وفى نفس الوقت كان يجب أن يتم التعامل بكياسة، حيث كان يجب إبلاغ عمرو موسى بأنه سيتم تكليفه بالحكومة ويتم إعلان ذلك، ويعلن «موسى» اعتذاره عن المنصب لأنه سيدخل انتخابات الرئاسة، كل هذا كان سيعنى أن المجلس لم يخش التهديدات وأعلن عن رغبته فى تولية من يريد.