قال اللواء أسامة إسماعيل، مساعد وزير الداخلية لأمن منطقة سيناء، إن الرئيس المعزول محمد مرسى أضر كثيراً بالأمن فى شبه الجزيرة التى دفع المصريون دمهم لاستردادها، وأكد أن العناصر التكفيرية المسلحة فى سيناء تعمل لصالح أجهزة مخابرات أجنبية، مشدداً على أن قوات الجيش والشرطة لن تترك سيناء قبل تطهيرها من هذه العناصر.
وأضاف «إسماعيل» أن شيوخ القبائل فى سيناء لهم دور عظيم على مدار تاريخهم، فى النضال الوطنى ضد الاحتلال، وهم حالياً يساعدون قوات الجيش والشرطة فى تأدية مهام عملهم..
وإلى نص الحوار:
■ ما تقييمك للوضع الأمنى فى سيناء حالياً؟
-حققنا تقدما كبيراً فى مجال مطاردة العناصر الإرهابية المسلحة خلال الأيام الماضية، حيث تمت مداهمة عدد كبير من البؤر الإرهابية فى مناطق رفح والشيخ زويد ومناطق أخرى، وتم القبض على عدد كبير من المسلحين يحملون الجنسية المصرية وآخرين من قطاع غزة، وقوات الجيش تمشط المنطقة على مدار 24 ساعة منذ وصول اللواء أركان حرب «أحمد وصفى» إلى سيناء يوم 5 يوليو الجارى، حيث إن مروحيات «الأباتشي» القتالية لا تتوقف ليلاً ونهاراً عن التحليق بحثاً عن العناصر الإجرامية فى كل جبال سيناء، والوضع حالياً به بعض التوتر الأمنى، نظراً لأن الجماعات المسلحة خرجت من جحورها بعد تضييق الخناق عليها، وأصبحت تعتدى على الأكمنة الخاصة بالجيش والشرطة، لأن هذه العناصر تصارع الموت وأصبحت تترنح لذلك تحاول أن تغتال ما فى طريقها.
■ إلى أين وصلت الحملة الأمنية على البؤر الإرهابية؟
-الحملة فى مرحلة متقدمة فى الوقت الحالى وأستطيع القول بأن الإرهابيين «بيطلعوا فى الروح»، ولقد حاربنا الإرهاب فى الصعيد فى العقد الماضى وما قبله، ونجحنا فى القضاء عليه، ولكننا نواجه عدوا فى سيناء ذا سلاح أكثر تطور من الصعيد، فهم يستخدمون قذائف الآر بى جى والهاون فى مواجهة قوات الجيش والشرطة والمدنيين، ووحدات الجيش والشرطة تمركزت فى مواقع الاشتباك ومناطق العمليات، والحملة الأمنية تسير بشكل منتظم وفقاً للجدول الزمنى المحدد لها، ويتم التعامل وفقاً لمستجدات الأمور على الأرض.
والعناصر التكفيرية فى سيناء، وفقاً لتقديرات الأجهزة الأمنية، لا يزيد عددها على 3000 فرد، بالإضافة إلى بعض المجرمين الهاربين من أحكام قضائية، وتم اتخاذ إجراءات بالفعل فى عهد الرئيس المعزول «محمد مرسى» لإعادة محاكمتهم، والعناصر التكفيرية الموجودة فى سيناء من كل دول العالم وخصوصاً أفغانستان، كانوا يأتون لدخول غزة على أنهم دبلوماسيون ثم يعودون عبر الأنفاق للإقامة فى سيناء، ولا شك فى أنهم يريدون إقامة ما يسمى «الإمارة إسلامية» هناك، ولكن للأسف هذه العناصر الإرهابية لا تعرف شيئا عن الدين الإسلامى الحنيف، وسيتم القضاء عليهم جميعأً قريباً.
■ من يقف وراء هذه المجموعات؟
-كما قلت هناك بعض الدول وأجهزة المخابرات الأجنبية التى تحركهم، بالإضافة إلى بعض القوى الداخلية من التيارات الإسلامية المتطرفة ولكنها لا تظهر ذلك كى تمارس السياسة وكى لا يقصيها المجتمع، وهذه الجماعات تعتبر أن سيناء إحدى بقاع الأرض الخالية التى من الممكن أن تصبح مرتعاً لهم.
وهذه التنظيمات تستخدم أسلحة متطورة نوعاً ما مثل التى هى موجودة فى غزة لمقاومة العدو الإسرائيلى، يمتلكون صواريخ «جراد» وقذائف «هاون» والأكثر استخداماً لديهم هى قذائف الـ«آر بى جى»، بالإضافة إلى الأسلحة الآلية والجرينوف ومضادات الطائرات والدبابات، وهم يجهزون أنفسهم على اعتبار أنهم فى حال جهاد ضد عدو، العقلية الظلامية لديهم صنعت كثيراً من الأمور والعقائد الخاطئة.
■ ما دور شيوخ القبائل فى هذه الحملة الأمنية؟
- شيوخ القبائل فى سيناء لهم دور عظيم على مدار تاريخهم، فى النضال الوطنى ضد الاحتلال، وهم حالياً يساعدون قوات الجيش والشرطة تأدية مهام عملهم، حيث يمدون الأجهزة الأمنية بجميع المعلومات التى يمتلكونها حول تحركات المسلحين وأعدادهم ونقاط تمركزهم ونوعية الأسلحة التى يمتلكونها، كما أنهم يراقبون الطرق للإبلاغ عن أى تحركات غريبة فى مناطقهم، وهم يتقابلون مع قادة الأجهزة الأمنية باستمرار سواء من الجيش أو الشرطة فى إطار العلاقة الطيبة التى تربطنا بهم، شيوخ القبائل هم صمام أمان بالنسبة لقوات الجيش والشرطة وهم عنصر فاعل فى عملية تطهير سيناء، وللعلم كلهم يرفضون وجود العناصر التكفيرية فى سيناء حتى ولو كانت تنتمى لقبائلهم فإنهم ينبذونهم.
■ ما صحة ما تردد عن وجود خلاف بين قيادات الجيش والشرطة حول من يتولى قيادة العمليات؟
- هذا الكلام غير صحيح، ومن يرددون هذا الكلام غرضهم الوقيعة بين الجيش والشرطة لإفشال العمليات فى سيناء وهذا لن يحدث ولن نعطى لهم الفرصة، جميع تحركات الجيش والشرطة تتم بالتنسيق التام بينهما، واللواء أركان حرب أحمد وصفى، قائد الجيش الثانى الميدانى، يقود العمليات العسكرية فى سيناء من داخل غرفة عمليات الجيش الثانى بالعريش، ويوجد فى هذه الغرفة أحد ضباط الشرطة يتابع ما يحدث، ولا يعنينا من يقود العمليات المهم هو أن تنجح هذه العمليات فى القضاء على هذه العناصر الإجرامية.
■ هل زاد عزل الرئيس السابق محمد مرسى من اشتعال الموقف؟
- بدون شك، هذه الجماعات المتطرفة تؤيد نظام الرئيس المعزول وتقف بجانبه، لأنهم كانوا يأملون فى أن يعفو عنهم ويراجع مواقفهم الأمنية، وقد أصيبوا بحالة «صرع» بعد عزل «مرسى» وبدأوا فى مهاجمة جميع الأكمنة سواء تابعة للقوات المسلحة أو الشرطة، وقتلوا وأصابوا عدداً من الضباط والجنود خلال الفترة الماضية، ونظام حكم جماعة الإخوان المسلمين ساهم بشكل مباشر وغير مباشر فى زيادة وجود هذه العناصر فى سيناء خلال العام الماضى، وحالياً نحاول إصلاح ماتم إفساده فى الوضع الأمنى فى سيناء نتيجة هذا الحكم.
■ هل أضر نظام حكم جماعة الإخوان بالأمن فى سيناء؟
-بالتأكيد سيناء تعرضت لضرر بالغ فى فترة حكم الرئيس السابق محمد مرسى، حيث إن العناصر المسلحة فى سيناء داعمة لنظام «مرسى»، وهذه الجماعات المسلحة هى من نفذت جريمة خطف الضباط الثلاثة، وخطف الجنود السبعة، وتفجير خط الغاز بعد رحيل مرسى، وعملية تفجير خط الغاز تظهر بوضوح من كان يقف وراء هذه العمليات، ولماذا سكت الملثم لمدة عام كامل ثم استيقظ ليفجر الخط بعد عزل مرسى بأيام، ولدى معلومات بأن عملية خطف الجنود كانت مقصودة بهدف إثارة الشعب ضد الجيش والشرطة ومن ثم الإطاحة بعدد من القيادات، ومرسى يستفيد من العصابات الإجرامية المسلحة فى سيناء لأنهم يقفون بجانبه ويقتلون رجال الجيش والشرطة، كل التنظيمات الإرهابية الموجودة فى سيناء أصلها جماعة الإخوان المسلمين، فالإخوان هم «مفرخة» التنظيمات الإرهابية، ويتعاونون مع بعض التنظيمات الإرهابية فى غزة.
■ هل قيد «مرسى» حركة الجيش والشرطة فى سيناء لصالح هذه العناصر؟
- عندما تستقرئ الواقع والمشهد العام تتوصل بكل سهولة أنه كان بالفعل يقيد حركة الجيش والشرطة لصالح هذه العناصر المتطرفة، هو كان يعتقد أن هذه العناصر الإرهابية ستحميه عندما يقصيه الشعب هو وجماعته، وحالياً تتصور هذه الجماعات أنها تنفذ ما خطط له مرسى وترد له جميل وقوفه بجانبهم، وبعض المسؤولين الكبار برئاسة الجمهورية كانوا يتحدثون بشكل مستمر مع قيادات هذه الجماعات المتطرفة، تحت غطاء ما يسمى «الحوار»، هل من المعقول أن تجرى حواراً مع تنظيمات إرهابية قتلت الجنود وخطفتهم وأيديها ملطخة بالدماء؟!، خاصةً بعد قتل الجنود الـ16 قيدت حركة الجيش وعملياته فى سيناء.
■ هل لـ«حماس» دور فى الانفلات الأمنى؟
- حماس تقف وراء جزء كبير من «البلاء» الموجود فى سيناء، فهذه العناصر الإرهابية تتلقى التدريب والتمويل من قطاع غزة لمساندة نظام الإخوان المسلمين، وحماس تحفر الأنفاق لتهريب المسلحين إلى سيناء وتخريب الأمن القومى المصرى، والإرهابيين الذين يصابون فى العمليات العسكرية يعبرون إلى قطاع غزة عبر الأنفاق للعلاج هناك ثم يعودون بعد العلاج لإكمال أفعالهم الإجرامية فى سيناء، ولكن غلق الأنفاق وسيطرة الجيش عليها سيعيد الأمور إلى نصابها الصحيح.
■ كيف يتم التحقيق مع المقبوض عليهم من الإرهابيين؟
- تجرى تحقيقات أولية بمعرفة بعض الجهات السيادية بمدينة العريش، يتم بعدها إرسال المقبوض عليهم إلى القاهرة لإجراء تحقيقات موسعة بمعرفة الجهات المختصة، نظراً لأن الوضع الأمنى فى سيناء لا يسمح بوجود هؤلاء الإرهابيين لفترات طويلة، وجميع التحقيقات معهم تتم وفقاً للطرق القانونية بعيداً عن أى ممارسات تخالف ذلك.