أجمع خبراء الكرة على أحقية المنتخب الوطني الأول بالفوز الكبير على نظيره الكاميروني والتأهل للدور نصف النهائي، وطالبوا لاعبي المنتخب وجهازهم الفني بقيادة «حسن شحاتة» بالتحلى بالهدوء خلال مباراة الجزائر المقررة «الخميس» فى دور الأربعة. واتفقوا جميعاً على أن العامل النفسي سيلعب دوراً كبيراً في حسم اللقاء لصالح منتخبنا، خصوصاً في ظل الحساسية التي تفرض نفسها على لقاءات المنتخبين بوجه عام.
واعتبر الخبراء أن اللعب الجماعي وتقارب الخطوط والالتزام بالتعليمات هو سلاحنا للفوز مثلما حدث في لقاء الكاميرون الأخير، وتحدث الجميع عن رؤيتهم الفنية لمباراة الكاميرون.
أكد «علي أبوجريشة» أن المنتخب لم يقدم أداءا مميزاً، ولكن خبرة «حسن شحاتة» واللاعبين في استثمار أخطاء الدفاع الكاميروني حسمت اللقاء لصالحنا، كما نجح خط دفاع المنتخب فى إبطال خطورة لاعبين كبار أمثال «صمويل إيتو» و«محمدو إدريسو» و«أشلي إيمانا»، وأوضح أن خطورة المنتخب تمثلت في الهجمات المرتدة، بالإضافة إلى أن «عصام الحضري» كان له دور كبير في حسم النتيجة، وهناك أيضاً لاعبون بذلوا مجهوداً كبيراً في الدفاع والهجوم أمثال «أحمد حسن» و«أحمد فتحي» و«سيد معوض» و«زيدان»، ويجب على شحاتة الارتقاء بمستوى اللياقة البدنية للاعبين.
وعن رأيه في لقاء الجزائر قال أبوجريشة: "سنقابل فريقاً من نفس نوعية منتخبنا، وهو فريق يدافع بامتياز وقليلاً ما يخطئ مدافعوه على عكس المنتخبات الأفريقية، لكننا كأفراد أفضل منه. ولاشك أن حساسية اللقاء بسبب ظروف المباراة الفاصلة بين المنتخبين في تصفيات كأس العالم ويجب على الاتحاد الأفريقي أن يعين حكماً على مستوى عال للمباراة حتى تخرج إلى بر الأمان".
وطالب «إبراهيم يوسف» عضو مجلس إدارة نادي الزمالك، الجميع بالوقوف تعظيماً للمعلم «حسن شحاتة»، الذي يواجه دائماً حملة من البعض للتشكيك في قدراته الفنية. وقال: "لقد نجح شحاتة في إدارة المباراة تكتيكياً، وفرض سيطرته على كل مفاتيح لعب الكاميرون المتفوقين في الفروق الفردية، وتراجع أداء المنتخب في بعض فترات اللقاء أمر طبيعي، نظراً لقوة المنافس وطموحه الكبير في الثأر من المنتخب الوطني، إلا أن أحلامه تبخرت ونجح أبناء شحاتة في مضاعفة جراحه بأقدام الصقر «أحمد حسن» والواعد «جدو» الذي أثبت أنه مهاجم من طراز فريد ونجح في هد دفاعات الكاميرون بسرعة انطلاقاته واستغلاله لأخطاء المنافس، وامتلاكه لأهم مميزات المهاجم العصري.
وأكد إبراهيم يوسف أن المنتخب المصري هو الأفضل فنياً وبدنياً من نظيره الجزائري، ولا شك أن نجاحه في إعادة الاتزان النفسي للاعبين وإزالة الرهبة من المنتخب الجزائري سيكون له مفعول السحر لتقديم مباراة قوية والفوز ومواصلة مسيرة الانتصارات لحصد اللقب الثالث على التوالى واستمرار التربع على عرش القارة السمراء.
ووصف الدكتور «عمرو أبوالمجد» الخبير الكروي مباراة المنتخب الوطني المقبلة أمام الجزائر بأنها مباراة أعصاب من الدرجة الأولى، نظراً للأحداث التي شهدها لقاء المنتخبين في السودان مؤخراً، مشيراً إلى أنها تحتاج لإعداد نفسى للاعبين جيداً بجانب الإعداد البدني والفني، خصوصاً أن مثل هذه اللقاءات تحتاج لمجهود مضاعف من كل اللاعبين وبذل قصارى الجهد حتى الدقيقة الأخيرة.
وشدد أبوالمجد على ضرورة دخول اللاعبين المباراة على أنها تنافسية فقط والبعد عن فكرة أنها ثأرية ووقتها سنلعب بأسلوب جيد ونسيطر على مجريات الأمور، ونستطيع أن نوقف خطورة المنافس، وقال إن المنتخب الأكثر هدوءاً والذي يمتلك أعصاباً ويبتعد عن المشاحنات ستكون له الكلمة العليا في المباراة.
وعن توقعاته لشكل المباراة قال أبوالمجد: "أتوقع أن تكون مباراة قوية وسيلعب الجانب البدنى دوراً مهماً خلالها"، وأضاف أن منتخبنا نجح من الناحية البدنية خلال مباراة الكاميرون وكان الأفضل في الشوطين الإضافيين.
وطالب أبوالمجد الجهاز الفني للمنتخب بضرورة إعداد اللاعبين جيداً وعلاج السلبيات التي ظهرت في المباراة، خصوصاً الفراغات بين الخطوط التي يجب أن تتقارب بشكل أفضل لمنح الفرصة أمام لاعبى الوسط لإمداد المهاجمين بالكرات السريعة التي نسجل منها أهدافاً، وأشاد أبوالمجد بدور المدافعين، وخص هاني سعيد، وقال إنه أدى بشكل مميز، وكان عند حسن الظن ، كما أثنى على دور عصام الحضري حارس المرمى ووصفه بأنه حارس عملاق، وتوقع أن يحصل على عرض احتراف في أحد الأندية الأوروبية الكبيرة بعد انتهاء البطولة، فيما اعتبر جدو «وش السعد»، وقال إنه كان موفقاً جداً.
وقال «إكرامي» حارس مرمى الأهلي الأسبق إن مباراة الجزائر المقبلة تعتبر مباراة رد شرف لمنتخبنا، وتحتاج من اللاعبين أن يثبتوا جدارتهم، وأن عدم تأهلهم للمونديال لم يكن لأسباب فنية وإنما نتيجة ظروف خارجة.
وعن أداء المنتخب الوطني في مباراة الكاميرون قال إكرامى إن المنتخب لم يظهر بشكل جيد وإن التوفيق من الله وحده هو السبب فى إحراز الثلاثة أهداف.
وأشار إلى أنه لا يعرف السبب الحقيقي فى الظهور بهذا المستوى المتواضع وهل هو خوف من الكاميرون رغم أننا نمتلك لاعبين مميزين لا يقلون في المستوى عن لاعبى الكاميرون. وألمح إكرامي إلى أن حسن شحاتة كان مطالب بالدفع بحسام غالي من بداية المباراة لأنه أفضل حالياً من حسني عبدربه الذي لم يثبت نفسه حتى الآن.
وقال «عادل هيكل» نجم الأهلي السابق، إن المنتخب الوطني مطالب بالهدوء في المباراة المقبلة، والذي سيكون السلاح لتحقيق الفوز في المباراة، لأن الجزائر لا يلعب كرة قدم مثل باقي الفرق لكنه يلعب بعنف وخشونة.
وأرجع هيكل السبب الأساسي فى الفوز على الكاميرون إلى تألق عصام الحضري ووائل جمعة وهاني سعيد.
وأكد «محمد حلمي»، المدير الفني السابق للفريق الكروي الأول بنادي المنصورة، أن المنتخب الوطنى استحق التأهل لدور الأربعة بعدما سانده التوفيق والحظ خصوصاً في هدف جدو وهدف أحمد حسن، حيث لم تتجاوز الكرة خط مرمى كامينى حارس الكاميرون.
وأضاف حلمى أن نية اللاعبين والجهاز الفني الطيبة ساهمت بشكل كبير في الفوز بعدما ظهر الأداء الفني المتواضع معظم مجريات المباراة عكس المنتخب الكاميرونى الذي قدم أفضل مبارياته لكن صادفه سوء حظ غريب.
وقال حلمي:" في الوقت الذي هاجم فيه المنتخب الكاميروني بشراسة تمكنا من إحراز الهدف الثانى عن طريق جدو، ثم الثالث عن طريق أحمد حسن، وهو ما جعل لاعبى الكاميرون يستسلمون للواقع وتأكدوا من العقدة المصرية".
وطالب حلمى لاعبي المنتخب المصري بالتحلي بالهدوء وعدم العصبية في مباراة الجزائر المقبلة، وقال: "أتوقع أن تكون مباراة مملة من جانب الفريقين بعيدة تماماً عن فنون الكرة رغم المستوى الطيب الذي ظهرت به الجزائر في لقاء كوت ديفوار".
وأشاد «محمد رضوان» المدير الفني للفريق الكروى الأول بنادي غزل المحلة بأداء المنتخب أمام الكاميرون. وقال رضوان إن اللاعبين تحاملوا على أنفسهم كثيراً في هذه المباراة التي وصفها بالعصيبة، خصوصاً أنها كانت أمام منافس قوي لا يستهان به مثل الكاميرون، مؤكداً أن اللاعبين بذلوا مجهوداً مضاعفاً خصوصاً بعد امتداد اللقاء للوقت الإضافي، وأثنى على احتفاظهم بمعدلات اللياقة البدنية وتقسيم أدوارهم وفقاً لمعطيات المباراة التي جاءت سجالاً بين الفريقين خصوصاً فى الشوط الثانى.