صعق بالكهرباء، واعتداء بآلات حادة، وقطع أطراف بزعم «إقامة الحد»، وغيرها من المشاهد المتكررة فى مسلسل التعذيب داخل اعتصام أنصار الرئيس المعزول، فى ميدان رابعة العدوية بمدينة نصر، الذى أسفر عن قتلى ومصابين أعدادهم فى تزايد مستمر، آخر الضحايا كان عمرو مجدى، عامل نسيج، 33 سنة، الذى نقل من الميدان، مساء أمس الأول، جثة هامدة بعد تعرضه للصعق بالكهرباء، ومحمود سيد، أمين شرطة، الذى يرقد فى المستشفى حاليا يعانى من آثار التعذيب.
رحل «عمرو» تاركاً وراءه طفلين وزوجة، وأماً مشلولة، ليس فى أيديهم شىء ليفعلوه سوى أن يدعوا الله ليل نهار بأن يقتص له من جماعة الإخوان المسلمين التى حرمت الأسرة من عائلها الوحيد. التقارير الطبية التى أُعدت عقب فحص جثة الضحية تشير إلى أن الوفاة نتيجة الصعق بالكهرباء وتقييده بالحبال، والاعتداء عليه بآلة حادة، وقد اتهمت أسرته فى أقوالها للشرطة محمد بديع، مرشد الجماعة، ومحمد البلتاجى، وصفوت حجازى، وعصام العريان، القياديين بالجماعة، بالتحريض على قتله. وبينت التحريات التى أجرتها الشرطة أن القتيل لم يكن معتصماً مع أنصار مرسى، وأنه توجه إلى الميدان لمشاهدة الاعتصام.
الضحية الثانية، محمود سيد، أمين شرطة فى قسم الأزبكية، والذى كتب له القدر عمرا جديدا، بعد تعرضه لوصلة تعذيب على أيدى 30 معتصما، استمرت قرابة الـ7 ساعات، ذاق خلالها أنواعاً شتى من التعذيب، بدءاً من الضرب بالجنازير، والأسلحة البيضاء، والشوم، مروراً بسكب الماء المغلى على جسده وصعقه، وتبين من التحريات أن عددا من المعتصمين ادعوا أنهم من رجال القوات المسلحة، واصطحبوه إلى الاعتصام، حيث تناوبوا الاعتداء عليه، وسرقوا سلاحه ودراجته البخارية، وألقوه فى مدافن الوفاء والأمل. «المصرى اليوم» تنشر تحقيقات النيابة حول الواقعتين، بالإضافة إلى لقاءات مع أسرتى الضحيتين.
والد عامل النسيج: ابنى ما لوش فى السياسة وحسبى الله ونعم الوكيل فى «الإخوان»
انتظر القصاص من المنتقم الجبار، ربنا ينتقم من الإخوان اللى كرهوا الناس فى الدين، مش عاوزين غير القصاص منهم، والله حرام، دول قتلوا ابنى وهو مالوش علاقة بالسياسة»، بهذه الكلمات الممزوجة بالدموع، علق مجدى كامل على سمك، عامل نسيج، على مقتل ابنه «عمرو»، صعقا بالكهرباء على أيدى أنصار الرئيس المعزول محمد مرسى، المعتصمين فى ميدان رابعة العدوية. قال والد الضحية، من أمام مشرحة زينهم، أثناء انتظاره تسلم الجثة، لـ«المصرى اليوم»: «منهم لله، قتلوا عمرو، حسبى الله ونعم الوكيل فى الإخوان، ده عمره ما كان له علاقة بالاعتصامات أو السياسة، لكنه كان يحب مشاهدة ماذا يفعل المعتصمون على شاشات التليفزيون، وكأنه يتفرج على مباراة كرة قدم، لدرجه أنه لم يكن يتناقش فى عزل مرسى، حتى لو حاول أى شخص فتح الموضوع معه». وأضاف: «عمرو كان (راكب ميكروباص) فى طريقه إلى عمله بمصبغة فى منطقة العباسية، صباح الاحد، فى الساعة 11 قبل الظهر، ونظرا لتوقف جميع الطرق المؤدية إلى هناك، اضطر السائق إلى اتخاذ الطريق المجاور لمحيط الاعتصام، ولكن اللجان الشعبية فى مداخل الميدان أجبروا جميع الركاب على النزول، وسحلوهم من خارج الميدان حتى خيمة التعذيب، ثم انهالوا عليهم بالضرب المبرح والصعق بالكهرباء». المزيد
« الطب الشرعى»: «عمرو» تعرض لتعذيب وتكبيل أدى لنزيف بـ«المخ» وكسور بالصدر والأطراف
سادت حالة من الغضب الشديد والحزن بين أهالى عمرو مجدى، ضحية تعذيب معتصمى «رابعة العدوية»، أثناء انتظارهم تسلم جثته، أمام مشرحة زينهم، بعدما لقى مصرعه لدى عودته، الاحد ، من عمله، وعثرت عليه الشرطة ملفوفا فى بطانية وعلى جسده آثار تعذيب شديد، وتوعدوا بالانتقام من الإخوان المتواجدين فى «رابعة»، إذا لم يثأر الجيش أو الشرطة لهم. وحصلت «المصرى اليوم» على التقرير المبدئى لمصلحة الطب الشرعى، الذى أكد وفاة عمرو مجدى نتيجة تعرضه لتعذيب شديد، المزيد
الشرطى المصاب: دعوت الله أن يقبض روحى حتى أستريح من التعذيب
«الحمد الله، أننى مازلت على قيد الحياة، فقد شاهدت الموت بعينى، داخل اعتصام أنصار الرئيس المعزول محمد مرسى فى ميدان رابعة العدوية، الإخوان عملوا على حفلة تعذيب، ادعوا أنهم رجال من القوات المسلحة، وسرقوا سلاحى والدراجة البخارية، بعد أن عذبونى داخل خيمة لمدة 7 ساعات، وذقت فيها جميع أنواع التعذيب بدءا من الإهانة بالسب والشتم، مرورا بالاعتداء على بالجنازير والشوم وسكب الماء المغلى على جسدى، وأخيرا ألقوا بى فى منطقة مقابر الوفاء والأمل، بعد أن تمنيت الموت من شدة التعذيب»، هكذا بدأ محمود السيد محمود، أمين الشرطة المصاب الذى اتهم أنصار مرسى بالتعدى عليه وتعذيبه. وقال الشرطى المصاب، لـ«المصرى اليوم»، من داخل الغرفة رقم 408 التى يرقد فيها بمستشفى الشرطة بالعجوزة: «والله العظيم أنا كنت راجع من شغلى من قسم الأزبكية، وتوجهت لشراء متطلبات المنزل، وقابلت صديقى هيثم، وانطلقنا بدراجتى البخارية من شارع رمسيس إلى كوبرى العباسية، ثم إلى طريق صلاح سالم، ووجدته مغلقا، فدخلت من شارع يوسف عباس، وكان مزدحما أيضا، فدخلت من شارع جانبى وفؤجئت بـ4 اشخاص يرتدون زى القوات المسلحة، يستوقفوننى فقلت لأحدهم اتركنى اعدى يا دفعة علشان ألحق السحور، فسألنى عن أوراق الدراجة، وأخبرته أنها مرخصة وتوجهت معه وعدد من الأفراد إلى خيمة ووجدت ضابطا، وعندما أخبرته أنى أمين شرطة فى وزارة الداخلية، شعرت كأنهم وجدوا صيدا ثمينا، واصطحبونى داخل المظاهرات وهم يرددون أمين شرطة جاسوس، وتجمع المعتصمون حولى، وضربونى على وجهى، بعد أن استولوا على سلاحى الميرى والكارنيه، وجميع متعلقاتى، ثم بدأوا فى الاعتداء على بالضرب، وهم يسألونى من الذى أرسلك، وكانت إجابتى «أنى كنت مروح البيت، أنا ساكن هنا».المزيد
«شرطى الهرم» يتهم مرسى وبديع وقيادات الإخوان بالشروع فى قتله
تباشر نيابة الهرم، برئاسة وائل خشبة، بإشراف المستشار ياسر التلاوى، المحامى العام الأول لنيابات جنوب الجيزة، تحقيقاتها فى واقعة اعتداء أنصار الرئيس المعزول محمد مرسى على أمين شرطة بقسم الهرم بالطعن بالأسلحة البيضاء فى الصدر، وسرقتهم سلاحه الميرى و20 طلقة نارية، وذلك أثناء مسيرة لهم أمام فندق ميديل إيست، بالهرم، وطلبت النيابة تحريات المباحث حول الواقعة. وتبين من التقارير الطبية لمستشفيات الهرم والعجوزة، إصابة أمين الشرطة بطعنتين نافذتين فى الصدر والقلب، وتدهور حالته الصحية.المزيد