«الحمد الله، أننى مازلت على قيد الحياة، فقد شاهدت الموت بعينى، داخل اعتصام أنصار الرئيس المعزول محمد مرسى فى ميدان رابعة العدوية، الإخوان عملوا على حفلة تعذيب، ادعوا أنهم رجال من القوات المسلحة، وسرقوا سلاحى والدراجة البخارية، بعد أن عذبونى داخل خيمة لمدة 7 ساعات، وذقت فيها جميع أنواع التعذيب بدءا من الإهانة بالسب والشتم، مرورا بالاعتداء على بالجنازير والشوم وسكب الماء المغلى على جسدى، وأخيرا ألقوا بى فى منطقة مقابر الوفاء والأمل، بعد أن تمنيت الموت من شدة التعذيب»، هكذا بدأ محمود السيد محمود، أمين الشرطة المصاب الذى اتهم أنصار مرسى بالتعدى عليه وتعذيبه.
وقال الشرطى المصاب، لـ«المصرى اليوم»، من داخل الغرفة رقم 408 التى يرقد فيها بمستشفى الشرطة بالعجوزة: «والله العظيم أنا كنت راجع من شغلى من قسم الأزبكية، وتوجهت لشراء متطلبات المنزل، وقابلت صديقى هيثم، وانطلقنا بدراجتى البخارية من شارع رمسيس إلى كوبرى العباسية، ثم إلى طريق صلاح سالم، ووجدته مغلقا، فدخلت من شارع يوسف عباس، وكان مزدحما أيضا، فدخلت من شارع جانبى وفؤجئت بـ4 اشخاص يرتدون زى القوات المسلحة، يستوقفوننى فقلت لأحدهم اتركنى اعدى يا دفعة علشان ألحق السحور، فسألنى عن أوراق الدراجة، وأخبرته أنها مرخصة وتوجهت معه وعدد من الأفراد إلى خيمة ووجدت ضابطا، وعندما أخبرته أنى أمين شرطة فى وزارة الداخلية، شعرت كأنهم وجدوا صيدا ثمينا، واصطحبونى داخل المظاهرات وهم يرددون أمين شرطة جاسوس، وتجمع المعتصمون حولى، وضربونى على وجهى، بعد أن استولوا على سلاحى الميرى والكارنيه، وجميع متعلقاتى، ثم بدأوا فى الاعتداء على بالضرب، وهم يسألونى من الذى أرسلك، وكانت إجابتى «أنى كنت مروح البيت، أنا ساكن هنا».
وتابع: «بدأت حفلة التعذيب مع الاستجواب، واصطحبونى إلى خيمة، بداخلها أكثر من 30 شخصا، ضربونى بالجنازير والشوم، وكابلات الكهرباء، ومؤخرة أسلحة كانت بحوزتهم، ووضعوا الماء المغلى على ظهرى، فسألتهم لماذا يفعلون هذا بى، وكانت إجابتهم أن أخا استشهد، وانهم سيقتلون 5 من المعارضين للدكتور مرسى انتقاما له».
وأكمل: «قيدونى من الخلف وانهالوا على ضربا وهم يرددون شرف لنا أن نقتل كافرا مثلك، وعصبوا عينى وطول مدة التعذيب رددت الشهادتين، ودعوت الله أن يقبض روحى حتى أستريح من التعذيب، حتى فقدت الوعى، واكتشف أنهم نقلونى فى سيارة وألقوا بى فى مدافن الوفاء والأمل، واستدعى الأهالى سيارة إسعاف نقلتنى إلى مستشفى التأمين الصحى، ومنه إلى مستشفى الشرطة بالعجوزة».