x

خالد الصاوى: صورة رجال الشرطة لن يحسنها 500 فيلم

الأربعاء 15-09-2010 22:05 | كتب: محسن محمود |
تصوير : أ.ف.ب

للمرة الربعة، استطاع خالد الصاوى تجسيد دور ضابط الشرطة باقتدار من خلال مسلسل «أهل كايرو»، الذى عرض خلال شهر رمضان.

خالد قدم هذه المرة دور الضابط الملتزم أخلاقياً المحب للقانون والمتفانى فى عمله، لذلك اتهم بأنه يحاول تحسين صورة رجال الشرطة وإلى نص الحوار:

■ سبق أن جسدت دور ضابط الشرطة أكثر من مرة، فهل خفت من التكرار؟

ـ لا أخشى ذلك، لأننى كونت شخصية الضابط من عدة عوامل وعناصر فى ضوء السيناريو الجيد غير المكرر، ومن وجهة نظرى لابد أن يكون الممثل أمينا على السيناريو و«يشتغل» على التفاصيل التى يحتويها ويتحملها السيناريو، وبشكل شخصى ليس لدى قوالب جاهزة أخرج منها الضابط والمهندس والصحفى وغيرهم، ومن الممكن أن أقدم شخصية الضابط 100 مرة دون تكرار، فهناك الضابط الجيد والسيئ والطموح والمريض النفسى وابن البلد وغيرهم، فالشخصية هى الأساس، أما المهنة فهى مجرد نمط، لكن لو وجدت الشخصية مكررة والأحداث قريبة إلى مدى معين فسوف أعتذر لأننى بذلك سوف أكرر انفعالاتى و«هحرق نفسى».

■ لكنك هذه المرة قدمت دور الضابط المعتدل الأكثر واقعية والمتحكم فى انفعالاته؟

ـ حاولت أن أكون جسراً بين المؤلف والمخرج من ناحية والجمهور من ناحية أخرى، والجسر بطبيعته يحمل بصمة فردية، بمعنى أننى لا أعتمد فقط على السيناريو، بل هناك ثقافة اكتسبتها ليست من الكتب فقط بل من الشارع والاحتكاك بشكل عام.

■ وما حقيقة جلسات العمل التى جمعتك بضباط المباحث قبل بداية التصوير؟

ـ بالفعل اجتمعت مع ضابط مسؤول فى وزارة الداخلية ووجهت له مجموعة أسئلة عن كيفية اختيار ضابط المباحث ومتى يتم مكافأته أو يحصل على ترقية، بالإضافة إلى ضباط أصدقائى سألتهم عن جميع التفاصيل، منها عدد ساعات العمل وعن حياتهم الخاصة، كما قرأت كتاباً عن إدارة البحث الجنائى فى مصر منذ أيام الاحتلال الإنجليزى، وشاهدت عدداً من الأفلام البوليسية العالمية لكبار النجوم والمخرجين، ومن كل هذه العناصر كونت الملمح الإنسانى للشخصية.

■ المسلسل متهم بتحسين صورة رجال الشرطة.. ما ردك؟

ـ لن أدافع عن مواقفى السياسية والوطنية لأنها معروفة للجميع، كما أننا تطرقنا خلال أحداث المسلسل إلى الأوضاع السياسية والاجتماعية، ومن تابع الحلقات سيدرك أننا وجهنا اتهامات إلى مجمل النظام السياسى، وفى الوقت نفسه لا يصلح أن نقول إن كل الضباط سيئون، وهذا شىء بديهى نتحدث فيه منذ زمن طويل كما أننا لا نقدم أنماطا جاهزة، وهل يعقل بدلا من أن نحسن الواقع نقوم بتحسين صورة من خلال الشاشة.. ومشاكل ضباط الشرطة لن نحسنها بـ500 فيلم بل بوجود الدولة القانونية التى تحل محل الدولة البوليسية.

■ لكنك أظهرت الجانب الإنسانى لضابط الشرطة؟

ـ لم أظهر الجانب الإنسانى فى ضباط الشرطة بشكل عام لكن فى الضابط «حسن محفوظ» بشكل خاص وهو شخص لديه شبكة علاقات اجتماعية متشعبة، كما أننى لا أريد تقديم نمط ضابط الشرطة، فما ينطبق على حسن محفوظ لا ينطبق على شخص آخر، وبشكل خاص أفكر فى الشخصية أولا ثم النمط.

■ أليس غريبا أن يكون والد «حسن محفوظ» معارضاً للشرطة؟

ـ الأسرة مكونة من عدة تيارات، وهذا يحدث فى معظم الأسر المصرية، ووالدى لا يعارض تصرفات الشرطة فى حد ذاتها لكنه من أنصار الدولة القانونية وليست البوليسية، وزرع فى ابنه ذلك، لذا كان محبا للقانون.

■ واجهت اتهاما خلال الأحداث بأنك أهدرت هيبة الدولة مقابل تطبيقك للقانون؟

ـ أعتبر حسن محفوظ ضابطا استثنائيا وليس وحيد النوع، وأصبح فى هذا العصر وفى كل المهن الأشخاص الذين على شاكلة حسن محفوظ إما محبطين أو محاصرين أو شاكين فى أنفسهم أو مصدومين طوال الوقت، وحسن محفوظ كون وجهة نظره من والده واستكملها بدراسته للقانون فى كلية الشرطة، والأهم بالنسبة له أن يعيش الناس تحت مظلة القانون أفضل من أن يعيش الناس تحت مظلة السلطة التى تقمع، وهذا منطق نفعى بحت لأنه استطاع تحقيق ما يسعى إليه من خلال الحوار بينه وبين الناس لكن لو استخدم القوة ستكون كارثة، فأيهما أسوأ بالنسبة لهيبة الدولة، وكل ما يمكن أن نجد له حلولا بالعقل أفضل للصالح العام وللجماهير والدولة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية