x

رمضان في عهد الملك فاروق: مآدب ملكية للخاصة والعامة بين القاهرة والإسكندرية

الثلاثاء 23-07-2013 00:03 | كتب: سوزان عاطف |
تصوير : other

خلال شهر رمضان من كل عام كان الملك فاروق حريصاً على إقامة مآدب ملكية للخاصة والعامة بين القاهرة والإسكندرية، وكان بعض أفراد من العائلة المالكة يقوم بالتقليد ذاته في أقاليم مصر، ومن المآدب التى أقامها الملك فاروق مأدبة قصر رأس التين بالإسكندرية، وكانت هذه الاحتفالية الرمضانية في أول شهر رمضان عام 1950.

وقالت مجلة «المصور» في عددها الصادر في 23 يونيو 1950، في تقرير لها عن تلك المأدبة التى سجلتها عدسة المصور الشهير رياض شحاتة: «عندما انطلقت قذيفة مدفع الإفطار سلطت الأضواء الكشافة على قصر رأس التين فبدت معالم جماله، وبعد الإفطار بدأ الوزراء والكبراء ورجال الدولة يفدون على القصر العامر ليستمعوا إلى القرآن الكريم، وأقيم سرادق متسع الجنبات على مقربة من القصر لاستقبال الذين يريدون أن يستمعوا إلى آى الذكر الحكيم».

وأضافت المجلة: «وقد ذهب سرب من سيدات الثغر إلى السرادق رغبة في الاستماع إلى القرآن، ولكن قيل لهن إن التقاليد لا تعرف ذلك، فاكتفين بالجلوس على الحشائش قريباً من السرادق، وبعد لحظات أقبل فريق من جنود الجيش المصري المعسكرين بثكنات مصطفي باشا، على هيئة طوابير، ثم أخذوا أمكنتهم داخل السرادق».

وفي وصف السرادق قالت «المصور»: «يتسع السرادق لـ5 آلاف نفس، وهو يموج كل ليلة بأبناء الشعب من مختلف الطبقات، وهى مأدبة إفطار ملكية دُعى إليها الأمراء والوزراء ورجال الأزهر والسلك السياسي ورؤساء وفود جامعة الدول العربية، كما أقيم سرادق كبير في حديقة القصر على قرب السلاملك، ثم تفضل جلالة الملك فصافح المدعوين بيده الكريمة، بعد أن حياهم وهو يدخل السرادق بقوله (كل عام وأنتم بخير) وقد سمح لأعضاء وفود جامعة الدول العربية أن يشهدوا المأدبة بملابسهم العادية فكانت مفاجأة كريمة لهم، وإذ أذن المؤذن أدير على الحاضرين (شراب الورد) ووضع النحاس باشا بضع قطرات من الدواء في كوب وقد تمنى له الحاضرون الشفاء».

وأضافت: «بعد أن انتهى المدعوون من تناول الإفطار وقف جلالة الملك وقال لضيوفه كل عام وأنتم بخير، وأرجو أن تشعروا أنكم في بيوتكم، ثم انصرف جلالته وأخذ الحاضرون يتناولون القهوة والسجائر، وقد أمَّ الأمير عبدالكريم الخطابي بعض المدعوين وأمَّ الشيخ أبوالعيون غيرهم في ركن آخر من أركان السرادق، ولم ينس رجال القصر أولئك الذين ساروا في خدمة كبار المدعوين وهم سائقو السيارات، فأقيمت لهم مأدبة أخرى تناولوا عليها الطعام».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية