x

ميادين الإسكندرية: إفطار الثوار في «سيدي جابر» و«الإخوان» بـ«القائد إبراهيم»

الأحد 21-07-2013 18:41 | كتب: محمد أبو العينين |
تصوير : اخبار

قبل عام من الآن، جلس المئات من أنصار جماعة الإخوان المسلمين وبجوارهم المئات من القوى المدنية فى الإسكندرية فى حديقتى سعد زغلول والقائد إبراهيم للإفطار سوياً، كلاهما أحضر وجبه لنفسه والأخرى لـ«رفيق الميدان».. وخلال العام الجارى، انقسم الطرفان، واختلفت الميادين، فاتجه المتظاهرون المعارضون للرئيس المعزول للإفطار فى سيدى جابر، الذى أصبح رمزاً للثورة «المدنية» فى الإسكندرية، بينما بقى الإخوان وحدهم فى القائد إبراهيم، وجلس كل من الطرفين فى ميدانه متربصاً بالآخر.

هدوء شديد يسيطر على الشوارع، كما لو كان حظراً للتجوال، الشوارع شبه خالية، والطرق الرئيسية تخلو من السيارات والمارة، بينما يغلب على المشهد أعلام مصر العملاقة، احتفالاً بعزل مرسى، بينما بعض الصور تدعو للفريق أول عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع، ويظهر فى الأفق عبارات كتبها ثوار غادروا المكان وبقيت عباراتهم محفورة على الجدران.

الأوضاع السياسية أكسبت الشهر الكريم شكلاً مختلفاً بعد محاولات من الجماعة استغلال تجمعات المصلين للحديث معهم والخروج بمسيرات لدعم المعزول، بينما رد المعارضون بالاحتشاد فى سيدى جابر، وتناولوا إفطارهم مع قوات الشرطة والجيش.

«المصرى اليوم» عاشت مشاهد من نهار رمضان وانقسام الميدان بين الثوار والإخوان فى الإسكندرية:

المشهد الأول:

دقات الساعة تشير إلى العاشرة صباحا، الهدوء يخيم على المكان أمام المنطقة الشمالية العسكرية، التى وقعت أمامها أعنف اشتباكات شهدتها الإسكندرية، تبدل الوضع، وساد الهدوء المكان، بينما انتشرت قوات الجيش أمام المنطقة الشمالية، ونشرت أسلاك شائكة فى مداخل المنطقة من ناحية مسجد سيدى جابر، فيما تمركزت الدبابات من أمام شارع المشير المؤدى الى المنطقة الشمالية من ناحية سيدى جابر، بعد أنباء عن قدوم مسيرات للجماعة من سيدى بشر بهدف الاعتصام أمام المنطقة العسكرية.

المشهد الثانى:

الثانية عشرة ظهراً، الحركة خفيفة فى طريق الكورنيش، وبدا وكأن الشهر الكريم بمثابة راحة جماعية لسكان الإسكندرية، بينما علقت مقاهى الكورنيش لافتات مغلق قبل الإفطار.. كل عام وأنتم بخير، فيما قامت مقاه أخرى برص كراسيها انتظارا لاستقبال الصائمين، ممن يفطرون على الكورنيش.

المشهد الثالث:

فى نفس التوقيت يبدو المشهد فى منطقة المكس أكثر حيوية ونشاطاً، حيث يتمركز آلاف الصيادين، الذين يجوبون خليج المكس وترعة الخنق، بحثا عن الرزق.

أعلى كوبرى المكس، وقف مجدى عيسى، كبير صيادى المكس، معلناً عن مزاد بيع السمك الصباحى الذى يقيمه الصيادون يومياً.. تتعالى الهتافات: شوية سردين يستاهلوا بقك.. مين يزود.. 70 جنى هنا.. 75 عند أبوإسماعيل.. 85 عند أبورجب.. 85 جنيه مين زود... حلال عليك، وبعدها تبدأ سيارة نصف نقل فى نقل طاولات الأسماك إلى حلقة الأسماك فى الميناء الشرقى، وسط الإسكندرية، أو بيعها على كوبرى المكس، حيث سوق الأسماك.

المشهد الرابع:

الثالثة ظهراً، يتعالى الضجيج فجأة، وتعود الروح مجدداً لتسكن شوارع الإسكندرية.

الوضع فى الشواطئ لم يختلف كثيرا، داخل شاطئ ستانلى، الأمواج تلامس الرمال، ولم يكن هناك سوى طفلين أمسكا بأيدى بعضهما ووقفا على أول الشاطى، فراحت الأمواج تتجاذبهم يميناً ويساراً، بينما احتمى والداهما أسفل شمسية كبيرة.

المشهد الخامس:

الخامسة عصراً، يتناهى من مأذنة مسجد القائد إبراهيم أدعية وآيات قرآنية انتظارا لمدفع الإفطار، بينما راح العاملون على المسجد فى تجهيز اللمسات الأخيرة فى الساحة التى يعدها المسجد سنوياً للمصلين للإفطار، عقب صلاة المغرب وإقامة صلاة التراويح.

وعلى النقيض، المشهد يبدو أكثر حيوية وديناميكية فى ميدان سيدى جابر، الذى تجمع فيه مئات المعارضين للمعزول، وكذلك المحتفلون بإنهاء حكمه وعزله، وأعدوا مائدة كبيرة بجوار نقطة المرور.

المشهد السادس:

فى السابعة وخمس دقائق بتوقيت الإسكندرية، ترتفع أصوات المآذن فى أرجاء محطة الرمل، التى عادت مجدداً خالية من البشر، التى هجرها أهلها، أو عادوا إلى شواطئ الإسكندرية للإفطار مع ذويهم.

هنا يبدأ الانقسام: فى سيدى جابر تعلو مئذنة مسجد عصر الإسلام، الذى تحول إلى مستشفى ميدانى للثوار، أثناء الاشتباكات مع أنصار المعزول، تجميع مائدة سيدى جابر المئات للإفطار، وحمل جنود الجيش والشرطة عبوات المياه للصائمين والمارة.

أعلى الدبابات والمدرعات، جلس الجنود ممسكين بسلاحهم، واكتفوا بتناول العصير للإفطار، وواصلوا عملهم لتأمين المكان.

داخل الإفطار الجماعى، الكل مشغول بالحديث عن مستقبل البلاد، نقاشات جانبية تنطوى على نقد لاذع للجماعة.

وداخل حديقة سعد زغلول فى محطة الرمل، جلس مئات الصائمين، وما إن سمعوا أذان المغرب ابتلت عروقهم بالماء والعصير.

وفى المقابل، فى الساحات المحيطة، بمسجد القائد إبراهيم تجميع أنصار الرئيس المعزول محمد مرسى، فى حديقة الخالدين المقابلة للمسجد، للإفطار سوياً، ولم يخل الإفطار فور رفع أذان المغرب من الدعاء على الفريق أول عبدالفتاح السيسى، وجلس الجميع للإفطار، تمهيداً للخروج فى مظاهرات للمطالبة بعودة مرسى.

المشهد السابع:

انتهت صلاة التراويح فى العاشرة والنصف تقريبا، ليفاجأ المصلون بمنصة دشنها الإخوان، ورفعوا أعلاما عليها صورة مرسى، وأعلنوا الخروج بمسيرة من أمام المسجد، لتجوب شوارع محطة الرمل والمنشية وطريق الكورنيش، للمطالبة بعودة مرسى إلى السلطة.

أعلى سيارة استخدمتها الجماعة كمنصة، وقف أحد الملتحين موجهاً حديثه لآلاف المصلين، قائلاً: أوعوا تفكروا إن مرسى رحل علشان سيئ.. هما بيحاربوا الإسلام، وإحنا حنهتف لهم «إسلامية إسلامية.. رغم أنف العلمانية.. إسلامية رغم أنف الصليبية».

وتحرك المئات خلف السيارة هاتفين: «المرة دى بجد مش حنسيبها لحد»، حتى وصلت إلى فيكتوريا، مطالبة بعودة مرسى.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية