سادت حالة من الهدوء الحذر محيط اعتصام ميدان النهضة، وسط أقوال تتردد بأن قوات الأمن التابعة لمديرية أمن الجيزة ستقوم بفض الاعتصام بالقوة وإنهائه.
ودعت المنصة الرئيسية للاعتصام جميع المعتصمين داخل الميدان إلى التحلي بالصبر والثبات والثقة في الله سبحانه وتعالى وعدم الانصياع وراء الأكاذيب التي تبثها وسائل الإعلام، على حد قولهم.
وأكد محمود خضر، أحد المعتصمين، أن «هناك معلومات قوية جداً لديهم عن أن هناك نية مبيتة لدى قوات الأمن أن تقوم بفض الاعتصام بالقوة إلى جانب الاستعانة ببعض البلطجية الذين يملكونهم والتابعين لهم»، بحسب قوله.
وأضاف: «نحن لا نخاف ولن يرهبونا على الإطلاق، بل نحن ثابتون وصامدون ضد أي محاولات تحاول الزعزعة من استقرارنا وتوحدنا الذي نحن عليه، فنحن نقف يدًا واحدة ضد أي شخص يحاول أن يعكر صفوفنا».
وأشار إلى أن «من تسول له نفسه أن يستعمل العنف مع المعتصمين أو أن يحاول أن يفض الاعتصام بالقوة ستكون عواقب ذلك وخيمة عليه للغاية، ونحن مستعدون أشد الاستعداد لأي نوع من أنواع الهجوم ومسلحون بالشوم والعصي والحجارة وليس معنا (خرطوش) كما يردد البعض»، بحسب قوله.
من جانبه، قال الدكتور طلعت عفيفي، وزير الأوقاف السابق، خلال كلمه ألقاها على المعتصمين من على المنصة، إنه «يجب على المعتصمين الثبات والقوة وعدم الخوف والتضرع إلى الله سبحانه وتعالى، والبعد عن الاستماع إلى وسائل الإعلام».
وأكد «عفيفي» أن «وسائل الإعلام هي وسائل للتضليل والكذب، وأنها تكذب على الناس بأن من يتواجد في رابعة العدوية وميدان النهضة هم بلطجية وإرهابيون وأقلية، ولكن نحن نؤكد أننا لسنا بلطجية كما يدعو وأننا الشعب المصري بأكمله وأننا لن نتنازل عن الشرعية وعن عودة الرئيس محمد مرسي إلى الحكم مرة أخرى، لأن ما يحدث هو انقلاب صريح جداً»، بحسب قوله.
ووصف الإعلاميين بأنهم «كذابون» ودعاهم إلى «التوبة والعودة إلى الله» والبعد عن نشر الأكاذيب والافتراءات على القنوات الفضائية.
وحدثت بعض المشادات الكلامية واللفظية العنيفة بين المتظاهرين والمتعصمين الموجودين داخل الميدان وبين قوات الجيش المتواجدة لتأمين الاعتصام، حيث كانت هناك حالة من الاحتقان الشديد بين الطرفين، وذلك نتيجة لمقتل ضابط للقوات المسلحة على يد أنصار الرئيس مرسي وتم سحله والتمثيل بجثته، وهو الأمر الذي جعل رجال القوات المسلحة في حالة من الغضب نتيجة لتلك الاستفزازات، لكنهم التزموا بضبط النفس.
في سياق متصل، تراجعت أعداد المعتصمين في ميدان النهضة، حيث يعتصم أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي للمطالبة بعودته للحكم، وعاد عدد كبير من المشاركين في مليونية، الجمعة، إلى محافظاتهم بعد انتهاء فعالياتها، فظهر تناقص الأعداد في الميدان.