تراجع «جمال شمس» المدير الفني لمنتخب كرة اليد، عن الاستقالة بعد الإخفاق في الحصول على لقب أمم أفريقيا، وذلك بعد المحادثة الهاتفية التي تلقاها من «علاء مبارك» أمس لتهنئته بالتأهل لكأس العالم في السويد، وطالبه خلالها بالتركيز في الفترة المقبلة أملاً في إعادة بناء فريق قوى يعيد أمجاد كرة اليد المصرية، كما أبلغه تحيات الرئيس حسني مبارك للجهاز الفني واللاعبين.
واعترف شمس بأنه مر بحالة إحباط عقب خسارة البطولة الأفريقية، إلا أن مكالمة علاء مبارك أعادت له الأمل مجدداً، وقال: "لن أستقيل من تدريب المنتخب بعد التقدير الذي لقيته من رئيس الجمهورية، وإذا أراد الاتحاد برئاسة هادي فهمي إبعادي فليتخذ قراراً بإقالتي، واعترف بأنه تعرض لضغوط عصبية كبيرة وتدخلات في الأمور الفنية انعكست على مستوى المنتخب، مشيراً إلى أنه تحمل الضغوط حتى لا يتهم بالتهرب من المسؤولية".
وأوضح «جمال شمس» أنه لا يملك عصا سحرية، وقال: عندما توليت المسؤولية في مارس الماضي كانت كرة اليد المصرية في مرحلة الاحتضار وتحتاج إلى سنتين على الأقل لإعادة بناء منتخب قوي قادر على استعادة مكانته العالمية، وأنه أبلغ مجلس الإدارة بالأمر، ورغم ذلك فوجئ بسيل من التصريحات من قبل المسؤولين بأن مصر ستتربع على عرش القارة السمراء وتعود مجدداً إلى قائمة العظماء الثمانية دون أن يعلموا أى شىء عن الفريق من الناحية الفنية.
وأضاف: من يهاجموننى بشراسة تناسوا أننى صاحب أفضل إنجاز في تاريخ كرة اليد بالفوز بكأس العالم للشباب، وهو نفس الجيل الذي احتل رابع العالم، وضم «أحمد العطار» و«جوهر نبيل» و«حسين عواض» و«محمود حسين» و«حمادة النقيب» وآخرين، مشيراً إلى أنه تولى مسؤولية منتخب الشباب قبل البطولة بعامين لإعدادهم بشكل جيد، وأشار إلى أن المنتخب يضم عناصر مجتهدة، لكنها لا تملك القدرات والإمكانيات الفنية التي كان يتمتع بها جيل العطار، فضلاً عن أن أغلب اللاعبين الحاليين ينقصهم الثقافة الكروية، لكونهم من أصحاب المؤهلات المتوسطة، وأنهم نفسياً لم يتحملوا الضغوط والشحن المعنوي الكبير قبل وأثناء البطولة من قبل المسؤولين بالاتحاد، ومطالبتهم بضرورة الفوز بالبطولة حتى وصل الأمر لشعورهم بأنهم في حالة الخسارة، فستكون النهاية بالنسبة لهم، وهو ما انعكس بالسلب على مستواهم الفني والبدني.
وأكد جمال شمس أنه في حالة استمراره في مهام عمله، فإنه سيشترط عدم التدخل في أموره الفنية، وإعداد برنامج جيد حتى يتمكن من إعداد منتخب قوى قادر على تحقيق إنجازات جديدة لليد المصرية، واعترف بأن علاقته بمجلس إدارة الاتحاد برئاسة هادي فهمى وصلت إلى طريق شبه مسدود لعدم رغبة البعض في استمراره.
من جانبه، أكد «هادي فهمي»، رئيس الاتحاد، أن مجلس الإدارة لم يتخذ أى قرار بشأن الجهاز الفني للمنتخب الأول، وأنه في انتظار الاطلاع على التقرير الفني عن البطولة لمحاسبة المقصرين، وقال:" منذ تولى جمال شمس المسؤولية ومجلس الإدارة يقدم له الدعم الكامل وتلبية جميع احتياجاته سواء من حيث المعسكرات الداخلية أو الخارجية دون التدخل في الأمور الفنية".
وأوضح أن مجلس الإدارة طالب المدير الفنى بالفوز بالبطولة الأفريقية، وهو حق مشروع باعتبار مصر حامل اللقب.
من جانبه، أكد «خالد العوضي» اللاعب الدولى السابق، أن منتخب مصر لم يظهر بالشكل الذي يليق ببطل أفريقيا نتيجة الخلافات بين «هادي فهمي» رئيس الاتحاد، و«جمال شمس» المدير الفنى، التي لم تكن خافية على أحد، مشيراً إلى أن الخلافات الشخصية طغت على الصالح العام، وهو ما تسبب في خسارة البطولة الأفريقية، ودلل على ذلك بأن نجمي المنتخب التونسي «عصام تاج» و«مكرم ميسوى» شتما نائب رئيس الاتحاد، وتم إيقافهما مدى الحياة، ولكن قبل البطولة تم احتواء كل المشاكل الشخصية وعاد اللاعبان للمنتخب بعد اعتذارهما.
وحذر العوضى من إخفاق جديد في كأس العالم في حالة عدم تحديد الهدف، وقال: "من العبث الإعلان بأن مصر ستنافس على المربع الذهبي في المونديال، حيث يجب أن يكون الهدف بناء منتخب من الشباب الفائز بالمركز الرابع في بطولة العالم لاكتساب الخبرة فى 2011 حتى يكون قادراً على المنافسة فى مونديال 2013".