كأن نيللى كريم تولد فنيا من جديد، فتجربتها فى مسلسل «ذات» المأخوذ عن رواية تحمل نفس الاسم للأديب الكبير صنع الله إبراهيم تبدو مختلفة تماما عن كل تجاربها السابقة، سواء فى السينما أو التليفزيون، خاصة أنها تتنقل بين مراحل عمرية تبدأ من 18 سنة وتنتهى عند 62 سنة.
وفى حوارها مع «المصرى اليوم» تكشف نيللى كريم عن أسرار حماسها لشخصية «ذات»، ومنافستها لنجوم الدراما هذا العام ورؤيتها للواقع السياسى حاليا.
■ هل قرأت رواية «ذات» قبل ترشيحك لبطولة المسلسل؟
- لا، لكننى قرأتها بعد ترشيحى للبطولة، وجذبنى العمل أكثر بعد قراءتها، رغم وجود اختلافات طفيفة بين النص الروائى والمعالجة الدرامية التى أعدتها السيناريست مريم نعوم، والاختلاف بينهما ضرورة، لأن السرد الأدبى له أسلوبه، والمعالجة الدرامية المرئية لها أسلوبها المختلف، وأعتقد أن مريم نعوم تعمقت فى قراءة شخصيات الرواية قبل كتابة النص الدرامى.
■ ما الذى جذبك لهذا العمل؟
- أكثر ما جذبنى هو الخلفية التاريخية للعمل، وأعتبر هذا المسلسل بمثابة مرجع تاريخى مرئى سهل الاستيعاب، فمن لا يحب القراءة سيجد أهم أحداث وشخصيات تاريخ مصر الحديث، وإلى جانب الخلفية التاريخية هناك قصة اجتماعية لها ملامح رومانسية، وشخصية «ذات» نموذج للمرأة المصرية التى لا تفقد الأمل، وكلما وقعت تنهض من جديد وتتحمل مسؤولية أسرتها بقوة الرجال.
■ تجسدين شخصية «ذات» التى يحمل المسلسل اسمها،مما يجعلك عرضة للاتهام بأنك موجودة فى السيناريو من الجلدة للجلدة، فما ردك؟
- أنا فعلا بطلة مطلقة للعمل، وهذه ليست تهمة، فأنا لم أشترط ذلك، لكن هذا يرجع لطبيعة الرواية، ويجب أن نفرق بين البطولة المطلقة التى تفرضها الدراما وبين البطولة «التفصيل»، فالنوع الثانى يجب أن نرفضه لأن النجم يذهب للمؤلف ويطلب منه دور بطولة من الجلدة للجلدة، وباقى الممثلين يكونون بمثابة «حشو»، وأنا ضد هذا النوع، لكن البطولة المطلقة العادية ليس فيها مشكلة، لأن الدراما هى التى تفرض ذلك ولا تكون مساحة الدور فيها على حساب باقى الشخصيات.
■ لكن هذا الكلام قد يغضب زملاءك فى العمل الذين يعتبرونه بطولة جماعية؟
- شخصية «ذات» هى الأساس، لكن كل الشخصيات مهمة وزملائى يعرفون ذلك، وكبر مساحة دورى ليس على حساب أدوارهم مطلقا، لأن هذا يرجع إلى طبيعة الرواية، فأنا بطلة من خلال عائلتى، وزوجى «عبدالمجيد أوف كورس»، كما نطلق عليه، ويجسد هذه الشخصية الفنان باسم سمرة، وكل الزملاء فى العمل أتقنوا تقديم شخصياتهم، وكلهم أبطال فى حدود أدوارهم.
■ هل كنت تتابعين مونتاج وميكساج الحلقات كما يفعل بعض النجوم؟
- هذه مهمة المخرج وجهة الإنتاج، وكنت أكتفى بالمتابعة عن بعد بالاتصال التليفونى، ونحن انتهينا من العمل منذ حوالى 4 أشهر، لأن المسلسل كان يفترض عرضه فى رمضان الماضى ولكنه تأجل لأسباب عديدة، وأعتقد أن التأجيل كان فى صالحنا.
■ تجسيدك لشخصية «ذات» بمراحلها العمرية المتعددة يعتبر تحديا كبيار، ألم تشعرين بالقلق من ذلك؟
- فى البداية كنت أشعر بالقلق، لأنه كان مطلوبا منى تغيير شكلى وطريقة تفكيرى وملابسى فى كل مرحلة عمرية منذ سن 18 عاما وحتى سن 62 عاما، ولكن بعد بدء التصوير بدأ القلق يزول تدريجيا، وزادت ثقتى بعد التعامل مع فريق الفنيين المسؤولين عن تغييرات شكل الشخصية طبقا للمراحل العمرية، وأخص بالذكر مونيا فتح الباب مصممة الملابس، والكوافير سمير حمامى الذى توفى بعد انتهاء التصوير، والماكيير محمد عشوب، فهم أبطال حقيقيون فى هذا العمل، وساعدونى على تقديم الشخصية بهذا الشكل.
■ ألا ترين أن الخلفية التاريخية للمسلسل قد تجعله ثقيلا على الجيل الجديد الذى يبحث عن التسلية؟
- لا أعتقد ذلك، لأن العمل ليس تاريخيا ولكنه مسلسل اجتماعى رومانسى له خلفية تاريخية، بمعنى أن الأحداث التاريخية ليست هى الخط الدرامى الأساسى، لذلك هو عمل «سهل الهضم» ويتابعه جيل الشباب وكذلك الأطفال، وأوضح مثال أمامى هو ابنتى التى لم يتعد عمرها 7 سنوات وتتابع العمل حلقة بحلقة وتناقشنى فى تفاصيله.
■ هل تشغلك فكرة المنافسة مع النجوم الكبار فى رمضان؟
- المنافسة موجودة وهى فى النهاية تصب فى صالح المشاهد، وأنا أتابع أعمال زملائى وأتصل بهم وأهنئهم على نجاحهم، وأعتقد أن الوجبة الدرامية هذا العام متنوعة وتشمل الرومانسى والتاريخى والكوميدى، فمثلا فوازير محمد هنيدى جعلتنا نستعيد ذكريات أيام زمان، ويسرا وليلى علوى أيضا ومنى زكى ومنة شلبى وصابرين يقدمن مسلسلات جميلة، وأوجه التحية للجميع لمواصلتهم عملهم الفنى فى ظل أجواء صعبة تعيشها مصر.
■ بمناسبة الأجواء الصعبة، كيف ترين الأحداث الأخيرة وعزل الرئيس مرسى؟
- أنا متفائلة بكل ما حدث رغم ضبابية المشهد، وسعيدة بعزل الرئيس، لأن الشعب نزل الميادين وطالب بذلك، وأعتبر ما حدث فى 30 يونيو موجة جديدة من الثورة وليس انقلابا كما يزعم البعض، وكل ما أتمناه أن يضع كل الأطراف مصر كأولوية فى حساباتهم، وأن ننحى المصالح الشخصية جانبا لأن المركب لو غرق سيغرق بالجميع، ويجب أن ندرك ذلك قبل فوات الأوان.
■ هل تشعرين بالتفاؤل بالنسبة لمستقبل الفن فى مصر؟
- طبعا، فأنا كنت خائفة على الفن المصرى خلال فترة حكم الإخوان، لأن قناعاتهم ضد حرية الفن، لكنهم يراوغون ويدعون أنهم يحبون الفن، ولو كانوا تمكنوا لوضعوا موانع وقيودا كثيرة.