x

وفاة المفكر الجزائري «محمد أركون» بعد حياة حافلة بالصراع الفكري ومعاناة مع المرض

الأربعاء 15-09-2010 16:56 | كتب: أحمد الهواري |
تصوير : other

توفي في العاصمة الفرنسية باريس اليوم المفكر الجزائري «محمد أركون» عن عمر يناهز82 عاما بعد معاناة كبيرة مع المرض، وحياة حافلة بالإنتاج الفكري شمل العديد من المؤلفات في تحليل ودراسة الفكر الإسلامي، وبعد خوض الكثير من الصراعات التي دافع خلالها عن فكره ومبادئه.

ويعد «أركون» من أهم المفكرين التنويرين العرب والمسلمين عبر اهتمامه بدراسة وتحليل الفكر الإسلامي باستخدام قراءات لهذا التاريخ تعتمد علي العقل مفرقا بين القرآن والتراث التفسيري الذي خلفه المسلمون الأوائل من أجل خلق أفاق واسعة للفكر الإسلامي عبر تطبيق منجزات ومناهج العلوم الإنسانية الحديثة على دراسة الإسلام، مشيرا في نفس الوقت إلي أن جعل الفكر الإسلامي موضع بحث لا يعني الإعراض عن القرآن كمرجعية دينية لجميع المسلمين. وهو ما كرره مرارا بعد الهجوم الفكري الدائم الذي كان يشن عليه وهو ما برره المفكر الجزائري بأنه تأويلات خاطئة لما يكتب نتيجة قراءة كتبه مترجمة إلي العربية ترجمة سيئة بدلا من قرائتها باللغتين اللتان كتبتا بهما وهما الإنجليزية والفرنسية.

ولد «محمد أركون» عام 1928 في بلدة "تاوريرت ن ميمون"  بولاية "تيزي وزو" بمنطقة القبائل الكبرى الأمازيغية بالجزائر، وانتقل مع عائلته إلى بلدة "عين الأربعاء" بولاية "عين تموشنت" حيث درس دراسته الإبتدائية بها. ثم أكمل دراسته الثانوية في "وهران". وبدأ دراسته الجامعية بكلية الفلسفة في الجزائر ثم أتم دراسته في السوربون في باريس.

وفي باريس حصل «أركون» علي شهادة الدكتوراة في الآداب، ومن هناك قام بالتدريس بجامعات عديدة في أوروبا والولايات المتحدة والمغرب مهتما بدراسة وتحليل الفكر الإسلامي وهو ما أنعكس علي ما تركه للمكتبة الفكرية من مؤلفات مثل "الفكر العربي"، "الإسلام: أصالة وممارسة"، "نقد العقل الإسلامي"، "الإسلام: الأخلاق والسياسة"، "من فيصل التفرقة إلى فصل المقال: أين هو الفكر الإسلامي المعاصر؟"، "القرآن من التفسير الموروث إلى تحليل الخطاب الديني".

وكان «أركون» من أوائل المفكرين الذين نادوا بمشروع "المتوسط" ونظروا له، وهو ما يعد إمتدادا لإيمانه بضرورة عدم الفصل بين الحضارات، شرقية وغربية، بل إمكانية فهم الحضارات دون النظر إليها علي أنها شكل غريب عن الأخرى، لذلك كان دائما ما ينادي بوحدة الإنسان و"أنسنة" المعرفة بعيدا عن التعصبات المذهبية والعرقية والأيديولوجية.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية