خلال الرحلة الانتخابية الطويلة التى توجت بفوز الرئيس الأمريكى باراك أوباما بفترة ولاية ثانية لعب المال دوراً كبيراً فى الحملات الانتخابية سواء للمرشح الفائز أو الخاسر، حيث أنفق المرشحان بسخاء لتحفيز الناخبين واستقطاب الأصوات.
أخبار متعلقة
وفى الوقت الذى تعانى فيه دول العالم من الأزمة المالية والركود الاقتصادى وصلت قيمة الإنفاق على الحملات الانتخابية فى السباق نحو البيت الأبيض أو فى انتخابات الكونجرس إلى أرقام قياسية بلغت نحو 6 مليارات دولار، خاصة فى ظل التطور الكبير فى مجال الاتصالات والإعلانات، أى بزيادة 7٪ عما تم إنفاقه قبل 4 سنوات.
ومنذ بداية الحملة تم بث أكثر من 915 ألفاً من الإعلانات التليفزيونية التى تمثل أغلى طرق الإعلان، بزيادة 45٪ عن الحملة الانتخابية عام 2008، فيما أنفقت لجان العمل السياسى «سوبر باكس»، وهى منظمات تنشأ لجمع تبرعات الأفراد والمؤسسات لدعم المرشحين مصالح أمريكية معينة أكثر من 512 مليون دولار أمريكى خلال الحملة الانتخابية، وصرف أغلب هذا المبلغ على الحملات الإعلانية التليفزيونية الهجومية أو السلبية.
وكشف مركز «سى آر بى» الأمريكى للدراسات أن حملات أوباما ورومنى تكلفت نحو 2.6 مليار دولار، وحسب المركز جمع أوباما نحو 645 مليون دولار تبرعات فردية مقابل 413 مليونياً لصالح رومنى الذى حصل على أموال أكثر من الشركات الكبرى.
واستخدم كل من أوباما ورومنى عدة استراتيجيات لجمع أموال حملاتهما، أهمها التبرع عبر الإنترنت من خلال الرسائل الإلكترونية والمواقع الرسمية لكل منهما.
وركز أوباما من خلال إنفاق معظم أموال حملته على التواصل المباشر مع الناخب عن طريق الجهود الميدانية، حيث فتحت حملته مقار لها فى كل مكان من أمريكا ووظفت أعداداً كبيرة من المؤيدين للتواصل مع أكبر كم ممكن من الناخبين لإقناعهم بالتصويت له، بينما أنفق رومنى أموال حملته أكثر على الإعلانات المرئية والمسموعة التى تنتقد منافسه فيما يعرف بالدعاية السلبية، وكثفت حملته إنفاقها الإعلانى فى الولايات التى يملك فيها خصمه شعبية كبيرة وكذلك الولايات المتأرجحة.
فى هذا الشأن، يرى منتقدوا إنفاق هذا الكم الهائل فى انتخابات 2012 أنه «مبالغ فيه»، حيث إنه فاق حجم الإنفاق على الانتخابات العامة البريطانية فى 2010 بنحو 120 مرة، كما أنه تجاوز حجم الناتج المحلى الإجمالى للعديد من الدول مثل مالاوى.
