كشفت مصادر مطلعة، داخل قطاع السجون، تفاصيل لقاءات عقدها 7 من قيادات جماعة الإخوان، داخل سجن ملحق المزرعة، المجاور لـ«سجن المزرعة»، المُودَع به الرئيس الأسبق حسني مبارك، ونجلاه علاء وجمال، وعدد من رموز النظام السابق، وضمت كلا من حازم صلاح أبوإسماعيل، رئيس حزب الراية، السلفي، والمهندس خيرت الشاطر، نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، والدكتور سعد الكتاتنى، رئيس مجلس الشعب السابق، وحلمى الجزار، القيادى بحزب الحرية والعدالة، والنائب السابق محمد العمدة، ومحمد مهدي عاكف، المرشد العام السابق، ورشاد بيومي، عضو مكتب الإرشاد، وعبدالمنعم عبدالمقصود، محامي «الإخوان»، وأن اللقاءات كانت تستمر لفترات طويلة بتعليمات من جهة «سيادية».
واعتبرت بعض المصادر أن السماح للإخوان بعقد اجتماعات مخالف للوائح السجون، وأن هناك تعليمات مباشرة بضرورة التخفيف عنهم، والسماح لهم باستخدام بعض الممنوعات، وفقا للسجون. من جانبها، نفت وزارة الداخلية، فى بيان لها «صحة ما صرح به أحد النشطاء السياسيين على (فيس بوك)، وتناقلته مواقع إخبارية، من أن هناك تجاوزات تسمح بها وزارة الداخلية لقيادات الإخوان، داخل السجون»، وأضاف البيان: «تلك الادعاءات ليس لها أساس من الصحة، ووزارة الداخلية، ممثلة فى قطاع السجون، ملتزمة بتطبيق قواعد حقوق الإنسان على أساس المساواة بين جميع المسجونين، وفقًا للقواعد والأطر القانونية».
وقالت مصادر، داخل قطاع السجون، إن اللقاءات سُمح بها بتعليمات من جهة «سيادية»، بعد إصرار بعض الضباط القائمين على السجون على تنفيذ جميع التعليمات بـ«حذافيرها»، وإن اللقاءات تضم كلا من «الشاطر وأبوإسماعيل والكتاتنى والعمدة والجزار وبيومى وعبدالمقصود»، فى مكان مخصص لهم تحديدا، وهو ما أثار غضب الضباط بالسجون، وإن أحد اللقاءات شهد انفعال «الشاطر وأبوإسماعيل»، بسبب ما رأياه ظلما للإسلاميين من هجوم، وطالبا برد فعل حازم وحاسم من أنصارهما، خارج السجون، وحمَّلا المدافعين عنهما، 12 محاميا، رسائل تطالب بما سمياه «ردا قاسيا، فى الوقت المناسب، بالقاهرة والمحافظات».
وأضافت المصادر أن «الشاطر» تلقى زيارة من نجلته التى حملت له ملابس الحبس الاحتياطى البيضاء وبعض الأدوية، واستمرت الزيارة ساعتين، وحرصت نجلته على إخطار والدها ببعض ما يحدث فى الشارع، وإعطائه تعليمات تتعلق بشركاته، وتوجيهات للجماعة، وأنه قال لها إنه يُفضل أن تكون الاتصالات، خلال الفترة الحالية، عبر المحامين، وأن تمتنع أسرته عن زيارته، لفترة مؤقتة.
وتابعت المصادر أن «أبوإسماعيل» الذى وصفته بأنه كان «مطيعاً» للتعليمات، منذ القبض عليه، تحول، وأصبح أكثر شراسة، عقب اجتماعه بزملائه المحبوسين، وأنه وبخ أحد المحامين على عدم ضغط أنصاره، «حازمون»، لإنقاذه من السجن، وأن المحامى أخطره بأن «عرفة» وآخرين قبض عليهم. وأوضحت المصادر أن «الشاطر» أو «المهندس»، كما يلقبه زملاؤه فى السجن، يقود كل الاجتماعات واللقاءات، وأنه هو من تفاوض، لفتح الزنازين الانفرادية المودعين بها، لتكون هناك لقاءات بينهم يوميا، على أن تغلق الزنازين، مساء فقط، بالمخالفة لأعراف السجون ولوائحها، وأن «الشاطر» يردد عبارة واحدة، عند غلق الزنزانة من قبل الضباط: «خلوا بالكم.. إحنا مش بننسى اللى بيسجننا.. وإن غدا لناظره قريب».
واستطردت المصادر أن جميع النزلاء فى زنازين انفرادية، إلا أنهم يلقون مميزات تخالف لوائح السجون، وتردد أن جهة سيادية سوف تجرى مفاوضات مع المعتصمين فى الشوارع والميادين، عن طريق المحبوسين الـ7 فى سجن ملحق المزرعة، فى حين أصر باقى المحبوسين من رموز الإخوان على ضرورة الحشد فى كل الميادين حتى عودة الرئيس المعزول، محمد مرسى، إلى الحكم، باعتباره الرئيس المنتخب.
فى المقابل، ظهرت علامات السعادة والارتياح على الرئيس الأسبق، حسنى مبارك، المُودَع سجن مزرعة طرة، رغم تحديد المحكمة جلسة 19 أغسطس، لنظر قضية قصور الرئاسة، حيث قال ضاحكاً وهو يوجه كلامه لنجليه علاء وجمال: «مصر رجعت لأهلها يا ولاد.. وكل اللى بنتحاكم بسببه علشان احنا مصريين».
وفى نفس السياق، شددت الأجهزة الأمنية من إجراءاتها التأمينية، خارج أسوار السجن، ودفعت بقوات إضافية، لتأمين السجون، وسط تهديدات يرددها البعض باقتحام السجون، لإخراج محبوسى الإخوان.