x

أمين حسنين.. الشيخ الذى غنى لــ«رومل»

الثلاثاء 16-07-2013 17:07 | كتب: ميلاد حنا زكي |
تصوير : other

جاء إلى القاهرة، قادما من القليوبية، لاستكمال دراسته الجامعية، ولم يكن يتخيل أن كلمات أغانيه الشعبية «اوعى تكلمنى بابا جاى ورايا.. ياخد باله منى يزعل ويايا.. فاهم.. اوعى تكلمنى بابا جايا ورايا!» و«شبيكى لبيكى عبدك وملك أيديكى.. فى هواكى بيشاكى ولا يصعبش عليكى.. شبيكى لبيكى»، تملأ ربوع الشرق العربى، منذ ما يزيد على 80 عاما.

أمين حسنين، نجل أحد مشايخ الأزهر وأستاذ للقراءات، وله خمسة أبناء، حفظوا جميعا القرآن الكريم، وانصرف أربعة منهم إلى الأعمال المدنية، ونبغ الشيخ أمين، فى دراسته حتى وصل إلى المدرسة الحربية «الكلية الحربية حاليا»، والتحق بها، غير أن والده قال له «يا ولدى أخواتك ذهبوا فى الحياة الدنيا مذاهب شتى، وأريدك أن تكون شيخاً مثلى تحفظ القرآن الكريم وترتله بصوتك الجميل» وقرر «أمين» أن يخرج من الحربية ويتقدم لامتحان حفظ القرآن الكريم فأعطيت له شهادة رسمية بأنه من حفظة كتاب الله وأعفى من الجندية لهذا السبب، وكان فى ذلك الوقت يهوى الغناء ويذهب إلى الموالد لكى يغنى ويطرب، وفى سنة 1922 كان يتلو الشيخ أمين قصة المولد النبوى، فاستمعت إليه إحدى شركات الاسطوانات وكان اسمها «كالدرون» فطلب منه أن يحضر إليه للاتفاق معه على تسجيل اسطوانات وكان بديع خيرى يؤلف الأغنية والشيخ زكريا أحمد يلحنها والشيخ أمين حسنين يغنيها، وسجل «أمين» حوالى 170 أسطوانة وكان يأخذ 20 جنيها أجرا على كل أسطوانة ومرتبا شهريا قدره 15 جنيها وكانت مدة العقد هى عشر سنوات، ولما رغبت إحدى الشركات الأخرى للتعاقد معه رفع من أجره على الاسطوانة الواحدة إلى 40 جنيها.

وتميز الشيخ أمين حسنين بصوته القوى الذى كان بمجرد أن يغنى فى الحفلات يجذب جميع السكان من كل مكان، ومن المواقف التى تعرض لها الشيخ أمين، أنه دعى لإحياء حفلة طرب أقامها «فتوة» فى بولاق وامتلأ السرادق بمئات من أبناء الحى، جلس الشيخ أمين فوق المنصة ليغنى وأخلد الجالسون إلى الصمت وظل على هذا النحو وقتا طويلاً حتى لاحظ الحاضرون انصرافه عنهم، فتصايحوا فى وجهه وبدأ المدعوون يدخلون بمشادة مع المطرب وتطورت المشادة إلى معركة حتى نزل الشيخ أمين من فوق المنصة إلى أرض السرادق، وأمسك بكرسى وراح يضرب الكل وهرب جميع الموجودين أمامه وكأنهم لا يصدقون أنهم نجوا بأرواحهم وهم فتوات بولاق ولم يبق إلا صاحب الحفل.

وطاف الشيخ «أمين» أنحاء العالم العربى كله، بدءاً من فلسطين وشرق الأردن وسوريا ولبنان والعراق حتى استقر فى تونس، التى شهدت الحرب العالمية الأخيرة وتعرض لأهوال كثيرة، حيث جاء الجيش الألمانى إلى تونس وعلى رأسه «ثعلب الصحراء» «رومل» وعرف الشيخ أمين وتقرب إليه، وكان رومل يعرف اللغة العربية جيداً، وفى كل ليلة كان يذهب إليه الشيخ ليغنى أمامه، وتولى إذاعة بعض النشرات باللغة العربية فى الراديو وعندما انحصر الجيش الألمانى فى تونس واعتزم الانسحاب، كان الشيخ أمين فى منزله، وإذا بأحد رجال البوليس من أصدقائه يقول له إن رومل أهدى إليه سيارة فاخرة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية