تحت شعار «نكون أو لا نكون» يخوض المنتخب الوطني الأول لكرة القدم مواجهة صعبة وحاسمة في دور الثمانية لبطولة الأمم الأفريقية أمام نظيره الكاميروني على أرض ملعب استاد أومباكا عند الخامسة مساء اليوم «الإثنين» بتوقيت أنجولا السادسة بتوقيت القاهرة، وسيصعد الفائز إلى الدور قبل النهائى للبطولة، والخسارة تعنى ضياع حلم الفريق في الاحتفاظ باللقب الأفريقي للمرة الثالثة على التوالي، ومغادرة أنجولا صباح غد الثلاثاء.
وعلى الجانب الآخر، فإن فوز الكاميرون يعنى التخلص من العقدة المصرية التي باتت تلاحقهم في أي بطولة، والثأر من الهزيمتين اللتين منى بهما الأسود في الدورة السابقة التي أقيمت بغانا، حيث فاز المنتخب المصري في مباراتي الافتتاح والختام، بالإضافة إلى سعى الجيل الحالي لتحقيق اللقب، خصوصاً أنها الفرصة الأخيرة لهم، وأيضاً للتعبير عن أنفسهم في ظل متابعة منتخبات العالم لهم باعتبارهم أحد الفرق الأفريقية الخمسة المشاركة في مونديال العالم بجنوب أفريقيا ٢٠١٠.
وأعد «حسن شحاتة» ورفاقه العدة لتلك المواجهة المصيرية، حيث درسوا المنتخب الكاميروني جيداً عن طريق المباريات التي خاضها الفريق في الدور الأول للبطولة نفسها، ووقف شحاتة على مفاتيح اللعب للفريق، وسيعمل على إبطالها.
وفي المقابل، حرص «بول لوجوين» المدير الفني للمنتخب الكاميروني، على متابعة المنتخب المصري، وتعرف على جميع أوراقه من خلال مشاهدة مبارياته في الدور الأول.
وشهد كلا المعسكرين سرية تامة على التدريبات، ومنع الإعلاميين من الحضور لإخفاء الأوراق التي سيعتمد عليها الفريقان خلال المواجهة، وقام مسؤولو البعثة الكاميرونية بمنع الإعلاميين المصريين من متابعة أو تصوير مران الفريق الرئيسي الذي أقيم بملعب أومباكا.
وفرض شحاتة سياجاً من السرية على فندق إقامة اللاعبين وملعب المران، ومنع القنوات الفضائية من الاقتراب.
وحرص حسن شحاتة خلال الساعات القليلة الماضية على عقد جلسات مكثفة مع لاعبيه للتركيز على العوامل النفسية والمعنوية لشحذ هممهم من أجل الفوز، وأكد ضرورة أن ينظروا لأنفسهم على أنهم أبطال القارة وأنهم أفضل من لاعبي الكاميرون الذين تعرضوا للهزيمة من المنتخب في معظم المواجهات التي جمعتهما سوياً خلال السنوات الماضية، وشرح شحاتة للاعبين نقاط القوة والضعف في فريق الأسود.
فيما سادت حالة من الارتياح بين أعضاء الجهاز الفني بعد تحسن حالة «أحمد حسن» كابتن الفريق، وتزايد فرص لحاقه بالمباراة بعدما أكد الدكتور «أحمد ماجد» طبيب الفريق، تعافيه من الإصابة في العضلة الضامة وحالة الإجهاد التي سيطرت عليه خلال اليومين الماضيين.
وكان اللاعب قد واصل برنامجه التأهيلي الذي اشتمل على أداء بعض التدريبات المنفردة تحت إشراف «كمال عبدالواحد» إخصائي التأهيل.
من جانبه، أكد حسن شعوره بتحسن حالته، وأنه أصبح قادراً على المشاركة في اللقاء.
وشهد المران الرئيسى جدية وإصراراً من اللاعبين لنيل شرف المشاركة في المباراة وتحقيق الفوز والتأهل لدور الأربعة.
وحرص شحاتة على تكثيف الجرعات الخاصة بالضغط على الخصم عند امتلاكه الكرة وعدم ترك المساحات له يتحرك خلالها كما يشاء، بالإضافة إلى بعض التدريبات الخاصة بالتمرير من لمسة واحدة، مع مباغتة المنافس بالهجمات المرتدة السريعة عن طريق متعب وزيدان ، بالإضافة إلى تحفيظ لاعبيه بعض الجمل التكتيكية الهجومية لتنفيذها في المباراة، خصوصاً التسديد من خارج منطقة الجزاء، حيث يعتمد على استغلال قدرات الثنائى سيد معوض وأحمد المحمدى فى إرسال الكرات الأرضية المتقنة للمهاجمين على حدود منطقة جزاء المنافس، وتألق فى التنفيذ متعب والسيد حمدى وأحمد فتحى وغالى وأحمد رؤوف ومحمد زيدان الذين سددوا على أبوالسعود وعبدالواحد، وكادت أزمة تحدث بين الأخير ومحمد زيدان لاعتراضه على تسديد الكرة فى مرماه بصورة اعتبرها نوعاً من الاستهتار به بعدما قام زيدان بلعب الكرة «لوب» بدلاً من تسديدها بقوة وفقاً لتعليمات المدير الفني، وأبدى عبدالواحد اعتراضه على طريقة زيدان، إلا أن شحاتة احتوى الأمر سريعاً، وأكد زيدان أنه لم يقصد الإساءة له، وإنما أراد ضمان وضع الكرة في المرمى.
كما اهتم شحاتة بالتدريبات الخاصة بالمدافعين، حيث قام بتخصيص وقت لشرح كيفية تعاملهم مع الكرات العالية وتشتيتها بنجاح من أمام المرمى قبل الوصول للمهاجمين، كذلك التعامل مع ضغط الخصم من خلال تقسيمة بين ثلاث مجموعات تعتمد على قيام مجموعتين منها بالهجوم المكثف عند امتلاكها الكرة على مجموعة المدافعين بغرض إكسابهم مهارة التعامل مع الضغط الهجومي الذي يتوقع أن يتعرضوا له في معظم أوقات المباراة، نظراً للسرعات العالية التي يمتاز بها لاعبو المنتخب الكاميروني.
وفي ختام المران، قام المدير الفني بتدريب لاعبيه على التسديد المباشر من خارج منطقة الجزاء باعتبار أن الكرات الثابتة تعد أحد الحلول المهمة في تلك المباراة، والتي يمكن أن تفك الاشتباك بين الطرفين، وتألق في التسديد الثلاثى متعب وزيدان وجدو.
وينتظر أن يخوض المنتخب المباراة بتشكيل يضم كلاً من عصام الحضري وسيد معوض وهانى سعيد «عبدالظاهر السقا» ووائل جمعة وأحمد المحمدي وأحمد فتحي وحسني عبدربه وحسام غالي وأحمد حسن وزيدان وعماد متعب.
وعلى الجانب الآخر، أنهى المنتخب الكاميرونى استعداداته للقاء وسط إصرار على تحقيق الفوز لكسر عقدة الإخفاقات التي باتت تلازم المنتخب الكاميروني فى معظم مبارياته مع نظيره المصري في السنوات الأخيرة.
وأرجأ الفرنسى بول لوجوين، المدير الفنى للفريق، إعلان التشكيل إلى ما قبل المباراة بساعات للاحتفاظ بسرية أوراقه، خصوصاً أن ملامح تشكيله غير واضحة المعالم، حيث قام بالدفع بعدد كبير من الوجوه الجديدة خلال مواجهة تونس الأخيرة.
ويعد صمويل إيتو والكسندر سونج وجيرمى وجون ماكون وإدريسو من أهم العناصر التي يعتمد عليها لوجوين.
وسيدير اللقاء الجنوب أفريقى جيروم دامون، الذى أدار مباراة مصر والجزائر التى أقيمت بالقاهرة فى التصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم، والتى فاز بها المنتخب الوطنى ٢/صفر.