x

سيد مشعل: أقسم بالله العظيم لم أطلب من «بكرى»أن يترشح على مقعد العمال

الأربعاء 15-09-2010 11:13 | كتب: ابتسام تعلب |
تصوير : أدهم خورشيد

أكد الدكتور سيد مشعل، وزير الإنتاج الحربى، أنه يخوض انتخابات مجلس الشعب المقبلة على مقعد الفئات بدائرة حلوان، اعتماداً على رصيده السابق من الخدمات التى قدمها لأهالى الدائرة، خلال الفترة الماضية، ونفى تماماً أن يكون طلب من مصطفى بكرى، منافسه على المقعد، أن يقوم بتغيير صفته، مشيراً إلى أن الأمر لم يتجاوز سؤال بكرى - بصفته صديقاً عزيزاً - عن سر اختياره خوض الانتخابات فى هذه الدائرة تحديداً، ورفض مشعل فكرة إجراء مناظرة مع بكرى، لعدم وجود أسس لها، كما تحدث فى هذا الحوار عن العديد من القضايا العامة الخاصة بالحراك السياسى والديمقراطية فى مصر.

■ فى البداية، كيف ترى التعديل الذى حدث فى دائرة حلوان، وجعلك فى مواجهة النائب مصطفى بكرى؟

- مع احترامى للأستاذ مصطفى بكرى، فهو كان فى دائرة اسمها (25)، عندما أعيد تشكيل حلوان بعد أن أصبحت محافظة، قسمت الدوائر إلى أربع دوائر، وتم إلغاء بعض الدوائر وأصبحت الدوائر الأولى والثانية والثالثة. وجزء من الدائرة القديمة لمصطفى بكرى انضمت إلى دائرتى وسميت حلوان، والجزء الآخر لدائرة الأستاذ مصطفى بكرى ذهبت لدائرة الصف والتبين.

وعندما حدث ذلك، وجد الأستاذ مصطفى بكرى نفسه أمام أمرين، إما أن يخوض الانتخابات فى دائرتى التى بها نصف دائرته القديمة، وإما أن يخوض الانتخابات فى نصف دائرة الصف، فاختار أن يخوض الانتخابات فى دائرتى، وأنا طبعا لأنه صديق عزيز سألته: لماذا اخترت أن تخوض هذه الانتخابات فى هذه الدائرة؟. وطبعا هو حر فى الاختيار، لكننى أقول فى الانتخابات الماضية فى 2000 و2005 عندما انتخبت عن دائرتى بإجمالى أكثر من 22 ألف صوت والأستاذ مصطفى بكرى عندما انتخب عن دائرته لم تتعد أصواته أكثر من 10 آلاف صوت. حسابات الأستاذ مصطفى شخصية، لكننى أكن له كل الود والاحترام.

■ مصطفى بكرى قال إنك قليل التواجد فى حلوان؟

- أشك أنه قال هذا، لأنه قال بلسانه فى أكثر من موقع إنه يكن كل الاحترام للدكتور سيد مشعل وما قدمه لحلوان كثير جدا وعطاؤه لحلوان كثير جدا. وبالعكس أنا موجود فى حلوان فى كل مكان بدليل أن لدى فى حلوان أكثر من 10 مصانع، ولو مررت كل شهر مرة على كل مصنع يكون 8 مرات فى الشهر.

■ فى ظل الشعبية التى يتمتع بها مصطفى بكرى.. ماذا ستقدم لدائرتك؟

- خلال المرحلة الماضية تم بناء نادى عرب غنيم، وتمت إنارة ورصف طريق حفنة أبو جبل بعرب غنيم، وفى نفس المنطقة تم بناء 18 عيادة متخصصة بأسعار زهيدة، وأيضا دار حضانة والعديد من ورش التعليم وكل هذا على حساب الإنتاج الحربى وأيضا تم بناء مركز شباب المعصرة، فإسهامات الإنتاج الحربى كثيرة فى تلك المنطقة، والتواجد ليس بالمرور على المقاهى وإنما بالعمل، و«هو أنا همسك صاجات وأمشى ولا إيه؟».

■ بكرى قال إنه رفض الترشح فى دوائر أخرى، وقرر خوضها فى الدائرة نفسها لمنافستك، لأنه يثق فى أن أهالى دائرته سيقفون إلى جانبه؟

- إذا كان هو يرى ذلك فلا بأس، ويا رب تكون فرصته أفضل وتقديره أفضل منى، ولكن الناخب عندما يختار فإنه يختار على أسس ومرجعية، وفى مقدمتها من الشخص الذى سيخوض الانتخابات أمامه، وعطاؤه لبلده «شكله إيه»، وعطاؤه لدائرته «شكله إيه»، والناخب يختار على هذا الأساس فإذا كان فى كل هذه المعطيات الأستاذ مصطفى بكرى يجد نفسه أفضل منى، فالناس سوف تختاره.

■ ألا تخشى فوز بكرى، خاصة أن له تجربة سابقة فى الانتخابات البرلمانية بالفوز على وزير سابق؟

- لو فاز أهلا به، فالديمقراطية لا تعرف المستحيل، والديمقراطية لا تعرف العواطف.. وهى أفعال لا أقوال، والممارسة الديمقراطية مشروعة للجميع، ومن يجد فرصته أفضل يتقدم والناس هى التى تختار.

■ فى حواره معنا، طالب «بكرى» بإجراء «مناظرة شعبية» بينكما.. هل توافق على إجراء هذه المناظرة؟

- المناظرة لا أخاف منها، ولكن عندما يكون هناك أسس لها. ماذا سيقول كلانا للآخر؟ لسنا مرشحين فى انتخابات رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، فالمناظرة من وجهة نظرى الشخصية أرى أنها شىء غير ايجابى.

■ «بكرى» قال أيضا فى حواره مع «المصرى اليوم» إن حضرتك أرسلت له وساطة عبر النائب أحمد أبوحجى ليخوض الانتخابات على مقعد العمال وهو على مقعد الفئات وتنجحان سويا؟

- أقسم بالله العظيم، وهذا كتاب الله أن هذا لم يحدث أبدا، ولم أرسل له شيئا، ولم أكلم أحدا، وهذا الكلام أنا غير مسؤول عنه.

■ نذهب بعيداً عن الانتخابات.. ما تقييمك للحالة السياسية التى تمر بها مصر الآن فى ظل ما تشهده من حراك؟

- الحراك السياسى الموجود فى مصر حاليا حراك إيجابى، وهناك محاولات لا تنتهى للخروج به عن المسار الطبيعى الخاص به، والتوجهات السياسية كثيرة واللاعبون السياسيون فى الملعب السياسى كثيرون، منهم صاحب التأثير والكفاءة والخبرة والمرجعية، ومنهم المبتدئون الذين يحاولون أن يجدوا دوراً لأنفسهم وهناك المزايدون ويوجد المتلقون تعليمات من الخارج للعب أى دور هنا، فالملعب السياسى فى أيدى قوى كثيرة تختلف قوتها حسب ارتباطها بالشعب نفسه وطلباتها.

■ كيف ترى تأثير هذه القوى؟

- حتى الآن تأثيرها محدود.

■ لماذا؟

- لأن من له مرجعية خارجية يفقد المصداقية، ولن يجد شعبية وسط الناس، فإذا لم تكن لى جذور أو مرجعية سياسية أنتمى إليها فلن أجد من يساندنى، ودائما الشعب المصرى وأبداً يرتبط بالجهة التى تلبى مصالحه التى تشعر به، ولا تأت بأفكار من الخارج وتقول لى إنى جئت بها والشعب يقبلها، فمن يرد أن يأتى يأت من وسط الشعب، ومن يرد أن يترشح للانتخابات لابد أن يأتى من بين الناس ولديه برنامج ولديه مرجعية سياسية مفهومة لدى الشعب.

وأنا بكلامى هذا لا أقصد أسماء، ولا أتحدث عن أسماء.. أنا أتحدث عن أسس ومبادئ وقيم على أساسها يختار الناس. الناس تختار من يشعر بهم ويخرج من بينهم ويشعر بآلامهم.

■ فى الوقت الحالى نرى تزايداً للمظاهرات فى كل مكان، فما تصنيفك لهذه الحالة التى تمر بها مصر، هل هى «هياج» أم «حراك»؟

- لا يوجد «هياج» فى الشارع المصرى، ومحاولة تصوير أن هناك هياجاً فى الشارع المصرى محاولة لا ترقى لمستوى المسؤولية لأن محاولة تهييج غير كلمة «هياج»، و«الهياج» ينبع ذاتيا من الناس لإحساس معين، لكن «تهييج» الناس بأن تعطى لهم أخبارا كاذبة، واختلاق أحداث كاذبة فهذا أمر مرفوض فلا يوجد بلد فى العالم لا يعانى شعبه، حتى فى الدول الكبرى تختلف نوعية المعاناة، لكن فى كل بلد توجد معاناة، هناك ناس تعانى من الفقر وناس تعانى من «التخمة»، ويوجد ناس تعانى من مشاكل اجتماعية خاصة، وآخرون لديهم استقرار نفسى واجتماعى، فتوجد حالات كثيرة جدا تؤثر وتسبب حالات التهييج.

محاولات التهييج كثيرة، فمثلا عندما أقول للناس: «إلحق دى فلانة أخذوها من المسيحية أسلموها وأجبروها على الإسلام.. أو إلحق تم اختطاف فلانة علشان تدخل الكنيسة لنصرانيتها.. كل هذه محاولات لتهييج الناس والضغط على مشاعرهم العقائدية».

■ ما تأثير تلك المحاولات من وجهة نظرك؟

- تأثيرها سلبى، وبلدنا لا يحتاج هذا الكلام، وليس من المفروض أن يمر بهذا لأنه يحتاج إلى الاستقرار النفسى، فنحن شعب يتزايد وينمو بمعدلات عالية جدا، ومواردنا الخاصة محدودة جدا، لذك نقع تحت ضغط مطالب والتزامات يومية حياتية، ومطلوب أن نحقق معدلات نمو لأجيال قادمة، وأن نلاحق التطور العالمى الموجود، فهذا هو الخطر القائم.

■ وفقا لتحليلك لهذا الوضع، كيف ترى الحل؟

- الحل ينبع من الشعب نفسه وإحساسه بمسؤوليته. القيادة موجودة، ولكن لا تضعى القيادة بصفة دائمة تحت ضغط، ولا تأتى بناس تشعل فتنا، القيادة تحتاج إلى أن تجلسى فى هدوء وتفكرى ولا تضعيها تحت ضغط نفسى بشكل دائم ولا تصنعى لها المشكلات.

■ إذن ما تفسيرك لحدوث هذه الحالة التى تتكلم عنها دائما قبل كل انتخابات؟

- سيادة الرئيس تحدث خلال الاحتفال بليلة القدر، وأشار إلى أن محاولات الهجوم على الإسلام والأديان لا تصح. وإذا استعرضنا المنطقة كلها نجد دولة العراق حتى الآن تحاول أن تلملم شتاتها، ولا تعرف ماذا يحدث فى لبنان والسودان والصومال واليمن والانقسام الفلسطينى.

منطقة الشرق الأوسط مستهدفة، حتى مصر مستهدفة منذ فترة، فهى تمثل الاستقرار.. لو استقرت مصر المنطقة ستستقر، إذن لابد أن نعى أنه لن تنتهى محاولات الاختراق، ولن تنتهى محاولات التأثير على صنع القرار فى مصر، دائما وأبداً مصر مستهدفة، لذلك نحن كشعب لابد أن ننتبه لهذه النقطة.. سياسة «الفوضى الخلاقة» التى قالت فى فترة زمنية محددة إن الفوضى تخلق النظام- هذا كلام خطأ، والفوضى لا تخلق إلا الفوضى، والفوضى تؤدى إلى «شرذمة». وعلينا أن ننتبه إلى هذا فى ظل مناخ الحريات الجيد الذى نعيشه حاليا، ففى الماضى كان يقال «علم ولم يبلغ.. أما الآن فيقال «علم وعاد وقال وقيل».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية