كلّف الدكتور زاهى حواس، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، الأثرى أحمد عبدالفتاح، مستشار المجلس عضو اللجنة الدائمة لحماية الآثار، بإعداد مذكرة شاملة بحصر جميع الأعمدة والمسلات الأثرية والتاريخية الموجودة فى الميادين العامة والشوارع والكائنة داخل المرافق والهيئات الحكومية والدبلوماسية فى المحافظة لتوثيقها وعرضها عليه فور الانتهاء من هذه الأعمال.
قال عبد الفتاح - لـ«إسكندرية اليوم»- إن حصر وتوثيق الأعمدة يأتى فى إطار الظروف التاريخية المهمة التى مرت بها البلاد والتى أصبحت فيها الأعمدة والمسلات تجسد جزءاً أصيلاً من تراث المدينة وملامحها المعمارية الفريدة، مشيرا إلى تكليفه بهذه المهمة من قبل حواس باعتباره مستشاراً للمجلس والمشرف العام على آثار ومتاحف المحافظة.
وأضاف عبدالفتاح: أبرز الأعمدة والمسلات التى يجرى الآن حصرها عامود السلسلة الموجود فى لسان السلسلة المواجه لمكتبة الإسكندرية من الناحية البحرية، والذى أقامه المجلس البلدى للمحافظة عام 1936 بمناسبة جلوس واعتلاء الملك فاروق الأول لعرش مصر، مشيرا إلى إزالة جميع البيانات الموجودة على القاعدة الخاصة بالعامود من قبل حكومة الثورة آنذاك، وكذا المسلة الموجودة فى ميدان الخرطوم وسط المحافظة، وتعد أقدم وأطول مسلة موجودة فى ميادين الإسكندرية العامة، وتمثل جزءا تاريخيا ومعماريا أصيلا من تكوين الميدان ذاته.
وتابع عبدالفتاح: «من بين الأعمدة المراد توثيقها عامود ميدان النصر فى منطقة الجمرك وعامود المطار بمنطقة النزهة والعامودان الموجودان فى مدخل المركز الثقافى الفرنسى، الموجود منتصف شارع النبى دانيال، بالإضافة إلى عامود مستشفى كرموز، وعامود فيكتوريا، الموجود داخل مقر كلية الطب بجامعة الإسكندرية».
وقال عبدالفتاح إنه سيتم رفع تقرير بهذه الأعمال إلى الدكتور زاهى حواس للبدء فى توثيقها تاريخياً وفنياً وهندسياً وأثرياً وتحديد الجهة المسؤولة عن الحفاظ عليها، سواء الموجودة فى مواقع أثرية، وبالتالى تكون مسؤولية صيانتها ومتابعتها الدورية على المجلس الأعلى للآثار، أو المبانى والمصالح التابعة للحكومة، وتكون مسؤوليتها على المحافظة أو الهيئات والجهات الدبلوماسية، مثل المراكز الثقافية الأجنبية.
وحذر عبدالفتاح من نزع هذه الأعمدة والمسلات من أماكنها وتكهينها فى مخازن الآثار، مشدداً على ضرورة أن يتم الإبقاء عليها فى أماكنها مع ملاحظتها وتقديم الصيانة الدورية لها خاصة بعدما حرمت مصر من مسلتين تاريخيتين مهمتين كانتا موجودتين مكان فندق متروبول ومبنى عمر أفندى فى منطقة الرمل، حيث تنازلت عنهما أسرة محمد على باشا، فأهدت إحداهما إلى الولايات المتحدة الأمريكية للعرض فى نيويورك، والأخرى لإنجلترا للعرض فى لندن، مشيراً إلى أن مدينتى روما واسطنبول مزينة بمسلات وأعمدة أثرية مصرية.
وأوضح أنه سيتم الانتهاء من حصر وتوثيق الأعمدة فى مدة أقصاها 3 أسابيع، داعيا إلى الاهتمام بصيانتها ومتابعتها لأنها تعد بمثابة معاهد قومية للتربية القومية والتاريخية للأجيال المتعاقبة.