x

مقبرة «كليوباترا السابعة» تثير الجدل بين علماء الآثار

الثلاثاء 14-09-2010 16:48 | كتب: رجب رمضان |

أثيرت حالة من الجدل حول أعمال الحفائر والتنقيبات فى منطقة أبو صير، غرب المحافظة، فى ظل توقع الدكتور زاهى حواس، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن يتم العثور على مقبرة الملكة كليوباترا السابعة، آخر ملوك الدولة البطلمية، هناك، فيما اعتبر بعض الأثريين ان التكهن بموقع المقبرة يعد ضربا من الخيال، معتبرين ما يقال عن كونها فى منطقة أبو صير كلاماً غير منطقى.

فى البداية يقول الأثرى علاء الشحات، مدير عام آثار الإسكندرية وغرب الدلتا، إن الملكة كليوباترا، آخر ملوك الدولة البطلمية، كانت تربطها علاقة غرامية بالإمبراطور يوليوس قيصر وأنجبت منه طفلين، كما كان لها علاقة أيضا بعد ذلك بأكبر قادة روما مارك أنطونيو، الذى بعثته الدولة الرومانية لتأديب كليوباترا وإخضاعها للدولة الرومانية، لكنه أعجب بها وبشخصيتها الكبيرة ووقع فى غرامها، وكونا معاً جيشاً قويا بقيادة أكبر قادة الرومان فى ذلك الوقت، وبناء على ذلك أرست الدولة الرومانية امبراطوريتها أوكتافينوس على رأس جيش لغزو مصر للقضاء على الملكة كليوباترا وأنطونيوس.

وأضاف الشحات لـ«إسكندرية اليوم»: «لقى الجيش البطلمى هزيمة فى موقعة أكتيوم البحرية وتم القضاء عليه بطريقة غامضة لذا من الصعب التكهن بموقع مقبرة الملكة كليوباترا، أو من دفنها، وكذا أى من الملوك البطلميين السابقين، البالغ عددهم 13 ملكاً، أو حتى مقبرة الإسكندر الأكبر المقدونى».

وأشار إلى أن الرأى السائد لدى الأثريين وعلماء الآثار حالياً أن المقبرة تقع وباقى مقابر الملوك البطالمة فى الحى الملكى الموجود حاليا فى حى وسط الإسكندرية، لما كان له من صفة مهمة لوقوع القصور الملكية والمسارح مثل كوم الدكة والمسرح الرومانى والحمامات الشهيرة ومنازل كبار القوم بالإضافة إلى المعابد والمقابر على حافة الأراضى الصحراوية، لذا من الممكن أن تكون المقبرة تقع فى حى وسط، وإن كان على غير المؤكد، وسوف تثبت الحفائر وما يتبعها من اكتشافات أثرية هذا الأمر، مشيراً إلى أن العثور على المقبرة سيكون بالصدفة البحتة مثل العثور على مقبرة الملك توت عنخ آمون.

وقال الأثرى محمد على سعيد، مدير عام المسح الأثرى فى المجلس الأعلى للآثار، لـ«إسكندرية اليوم» إن من المحتمل أن تكون مقبرة الملكة كليوباترا فى منطقة أبوصير غرب المحافظة نظرا للعثور على شواهد ونصوص أثرية ودراسات لتأريخ المنطقة تشير إلى إمكانية ذلك.

وأضاف سعيد أن والد كليوباترا، بطليموس الثانى عشر، كان يرغب فى أن يتبعه على العرش من بعده ابنه بطليموس الثالث عشر أكبر أبنائه وكليوباترا السابعة كبرى بناته، ومات الملك عام 51 قبل الميلاد، وترك العرش لبناته، وكتب وصية قبل موته إلى روما لتنفيذ تلك الوصية، وكان بطليموس الثالث عشر فى العاشرة من عمره، واخته كليوباترا فى الثامنة عشرة من عمرها، وتبعاً لعادات الأسرة المالكة البطلمية تزوج الأخوان بطليموس الثالث عشر وكليوباترا السابعة، وفى خلال 3 سنوات طردت كليوبترا من مصر ووقفت بجيشها على الحدود المصرية السورية مستعدة أن تذود عن طموحها ضد أخيها.

وأشار إلى أنه فى تلك الأثناء اجتاح يوليوس قيصر إيطاليا، وأخذ بومبى فى جمع قواته لهجوم معاكس فى مقدونيا، وفى العام التالى انتصر يوليوس قيصر على بومبى فى معركة فارسالوس، فهرب الاخير مع مجموعة صغيرة من السفن إلى مصر. وفى 2 أكتوبر عام 48 قبل الميلاد وصل يوليوس قيصر إلى الإسكندرية، ودخل المدينة وتفقد أحياءها التى يوجد بها القصر الملكى وتذمر سكان المدينة من زيارته، لكنه اجتمع بهم بعد ذلك وقرأ عليهم الوصية التى تنص على أن يتولى حكم مصر كليوباترا السابعة مع أخيها الأكبر على أن ترعى روما تنفيذ الوصية.

وقال الأثرى أحمد عبدالفتاح، مستشار المجلس للأعلى للآثار المشرف العام على آثار ومتاحف الإسكندرية، إن الملكة كليوباترا تعتبر ظاهرة تاريخية فى التاريخ السياسى العالمى فى أسلوب الحكم والإدارة، خاصة أنها أدارت حكم مصر فى مناخ ملىء بالدسائس والمكائد والقلاقل، ولكن الفيصل فى هذه الإشكالية كانت شخصيتها وثقافتها وأنوثتها الطاغية والعميقة جدا وإحاطتها بلغات عديدة جداً مشيرا إلى أن أم كليوباترا كانت ابنة لأحد كهنة فانس القديمة.

ولفت عبدالفتاح إلى أن الممثلة السورية سولاف فواخرجى التى جسدت دور الملكة كليوباترا فى المسلسل الذى يعرض على القنوات الفضائية حالياً ويحمل نفس الاسم قامت بتجسيد روح الملكة كليوباترا لأنها تجمع بين الشرق والغرب وسحر الشرق بوجه خاص وعيونها تعتبر نافذة على الشخصية ذاتها لانها كانت تمثل بعينها فضلا عن أن يوسف شعبان كان عملاقاً فى أداء دور ابيها الزمار بطلميوس الثانى عشر رغم الاعتراض على التفاصيل التاريخية والسيناريو.

اما الدكتور عبدالحليم نورالدين، أستاذ الآثار المصرية فى كلية الآثار جامعة القاهرة الأمين العام السابق للمجلس الأعلى للآثار، فقال أن تحديد موقع المقبرة يعد ضربا من الخيال، رغم العثور على بعض الشواهد الأثرية مثل العملات التى كانت تحمل صورة الملكة كليوباترا، ويرد على هذا بأنه من الممكن أن تكون الصور لأحد كبار رجالها أو وزرائها فى ذلك الوقت لكن لا يوجد حتى الآن دليل قاطع على وجود المقبرة فى المنطقة.

وأكد نورالدين أنه إذا كانت هناك ترجيحات فمن الممكن أن تكون فى الإسكندرية القديمة وليس فى الساحل الشمالى.

وأضاف الدكتور عزت قادوس، أستاذ الآثار اليونانية الرومانية فى جامعة الإسكندرية، أنه يميل إلى أن مقبرة الملكة كليوباترا موجودة فى الحى الملكى بوسط الإسكندرية، واصفا ما تردد عن كونها فى أبوصير بأنه كلام غير منطقى حتى وأن تم العثور على رأس الملكة منذ 4 شهور، مشيراً إلى أن كليوباترا هى سبب دخول الرومان إلى مصر وهى بطلمية يونانية.

وقال قادوس إن المتعارف عليه فى ذلك الوقت أن مقبرة الملوك البطالمة يتم بناؤها داخل أسوار المدينة، بخلاف عامة الشعب، تقديراً لهم ولأنهم يعتقدون انهم بعد وفاتهم يرفعون إلى مصاف الألهة باعتبارهم كهنة وليسو مواطنين عاديين، وحتى يتمكن الشعب من عبادتهم.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية