قال محمد السروجي، المتحدث الرسمي بوزارة التربية والتعليم، إن الخرائط التي تداولها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي وتوضح اختلافًا في رسم الحدود الجنوبية لمصر في الكتب المدرسية الحديثة عن تلك التي طبعت في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك، لا وجود لها في الكتب الدراسية والمناهج داخل المدارس الحكومية، مشيرًا إلى أن هذه المشكلة الخاصة بالخرائط المغلوطة علمت الوزارة بوجودها في عدد من الكتب التي تقدمها المدارس الخاصة والدولية، وكذلك الأطالس الخارجية التي يستخدمها المعلمون للشرح المفصل للطلاب.
وتداول عدد من نشطاء موقع «فيس بوك» صورة لخريطة مصر، قالوا إنها موجودة في كتب الدراسات الاجتماعية المقررة على الصفوف الدراسية المختلفة، واحتوت الصورة على جزءين الأول يوضح خريطة مصر التي طبعت في الكتب في عهد الرئيس السابق محمد حسني مبارك، وتضم داخل الحدود المصرية منطقة حلايب وشلاتين، بينما وضع النشطاء في الجزء المقابل للصورة الخريطة التي قالوا إنها متداولة في الكتب الدراسية في «عهد الإخوان»، والتي وضعت منطقة حلايب وشلاتين داخل حدود دولة السودان.
وأكد «السروجي» أن الوزارة قامت بإرسال تعميمات لكل المديريات التعليمية بالتفتيش على هذه المدارس، ومنع دخول مثل هذه الخرائط المغلوطة والمشوهة للحدود المصرية في المدارس، والتأكيد على اتخاذ الإجراءات القانونية تجاه المخالفين.
وأشار «السروجي» إلى أنه بناء على التعليمات التي أصدرها إبراهيم غنيم، وزير التربية والتعليم، للمديريات تتضمن ضرورة التأكيد على الحدود المصرية بصفة عامة، وبخاصة حدود مصر الجنوبية والمتضمنة منطقة حلايب وشلاتين، والواقعة بخط عرض 22 درجة شمالاً بحصص الدراسات الاجتماعية بكل المراحل التعليمية وبجميع المدارس الحكومية والخاصة والدولية على مستوى الجمهورية، موضحًا أن الوزير قرر اتخاذ كل الإجراءات القانونية، ومصادرة أي خرائط أو صور ترد بالكتب أو الأطالس على غير النحو المعترف به، والتي تتجاهل الحدود المصرية.
من جانبه قال كمال مغيث، الخبير بمركز البحوث التربوية، إن حذف منطقة حلايب وشلاتين من الخرائط المصرية وضمها إلى السودان هي جريمة، مشيرًا إلى أنه سبق وحدث خطأ مشابه في كتب الجغرافيا لمراحل التعليم الأساسي، وذلك عندما تم احتساب إسرائيل على حدود فلسطين.
وأكد «مغيث» ضرورة اعتماد واضعي المناهج المصرية على الخبراء المتخصصين المصريين، خاصة في وضع الخرائط التفصيلية لمصر، وعدم الاستعانة بالخرائط التي أطلق عليها لقب «خرائط المعونة الأمريكية»، مشددًا على ضرورة مصادرة كل الخرائط المُحَرَّفة الموجودة في المدارس.