وجه الدكتور محمود غزلان، عضو مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين، المتحدث باسم الجماعة، رسالة إلى الفريق أول عبد الفتاح السيسي، القائد العام للقوات المسلحة، وزير الدفاع والإنتاج الحرب،ي تعليقًا على خطابة، الأحد، أمام ضباط وجنود القوات المسلحة، قائلًا: «أيها الفريق لقد تحولت من قائد يحبه الناس إلى قاتل يمقتونه وينتظرون قصاص الله منه».
وتابع: «أيها الفريق وقفت بين مجموعة من جنودك تحاول أن تستقوي بهم، وتجمع شتات نفسك الممزقة بعد كل ما اقترفت يداك، لتهاجم السيد الرئيس الشرعي محمد مرسي، ولا أعتقد أن هذا من المروءة في شيء».
وأضاف «غزلان»، في بيان له، مساء الإثنين، موجهًا خطابه لـ«السيسي»: «الرئيس مرسي هو الذي اختارك من بين مئات من القادة العسكريين لتكون وزيرًا للدفاع، وقائدًا عاما للقوات المسلحة، وأعلى رتبتك العسكرية، ووضع فيك ثقته، وحلفت اليمين على الولاء للنظام واحترام الدستور والقانون، فانقلبت على ذلك كله، وخنت الأمانة، وعزلت الرئيس، واعتقلته وأخفيته، ثم رحت تهاجمه في وسط مجموعة من جنودك، وتنسب إليه من المواقف والتصرفات في غيابه ما هو منه بريء».
وتساءل: «هل لديك يا فريق من الشجاعة ما تسمح له بأن يرد عليك على الملأ ليعلم الناس أين هي الحقيقة؟، يقينا أنك لن تفعل، لخوفك منه وهو الرجل المدني الأعزل وأنت الرجل العسكري الذي يمتلك القوة المادية والأسلحة، لأنه صاحب الحق فهو الرئيس المنتخب شعبيا وأنت مجرد من الحق ومغتصب للسلطة ومنقلب على إرادة الشعب ودائما الحق أقوى من الباطل ولو كان ميزان القوة المادية ليس لصالح الحق».
واعتبر أن «الدليل على باطله تكراره أنه انقلب استجابة للإرادة الشعبية حوالى 20 مرة في ثلاث صفحات، مضيفًا أن «هذا معناه أنك فاقد للشرعية، وتتمسح فيها لعل الناس ينخدعون بقولك فرحت تكررها مرات عديدة على طريقة (اللي على راسه بطحة) كما تقول العامة».
وأضاف: «ما يدل على شعورك العميق بفقدان الشرعية تسترك بشيخ الأزهر وبابا الكنيسة لتجميل انقلابك المنكر، وكلاهما ليس من رجال السياسة، وماكان لهما أن ينغمسا فيها، كما أن هذا المسلك إنما يمثل لعبة شديد الخطورة، لأنه من الممكن أن يؤدي لفتنة طائفية نبذل قصارى جهدنا للقضاء عليها، وهذا أيضا يمثل تهديدا للأمن القومي».
وواصل: «سيادة الفريق، لقد كشفت عن وجهك الحقيقي حينما أمرت بقتل المواطنين المدنيين السلميين المعتصمين أمام دار الحرس الجمهوري مطالبين بالإفراج عن رئيسهم المنتخب والمختطف، لقد تبين مدى وحشيتك ودمويتك وأنت تأمر بقتل إخوانك في الوطن وهم يؤدون صلاة الفجر».
وأردف: «أيها الفريق لقد تحولت من قائد يحبه الناس إلى قاتل يمقتونه، وينتظرون قصاص الله منه، وأحسبه يكون قريبا، بإذن الله».
وأضاف: «تسعون للهيمنة على السلطة السياسية في الدولة ولو من وراء ستار، وقد تجلت هذه الرغبة في وثيقة السلمي التي أعددتموها له ودفعتموه لتقديمها بما تحمله من مواد فوق دستورية تتيح للجيش أن يكون حاميا ورقيبا على الشرعية الدستورية بحيث يحق له أن يقوم بانقلاب على السلطة الشرعية إن شاء ومتى شاء، ويتم ذلك بسلطة الدستور، ولما تصدى الشعب لهذه الوثيقة، وأسقطها ظلت الفكرة راسخة في أذهانكم معشر القادة الانقلابيين حتى نفذتموها في 3 /7 /2013م، وأصبحت أنت الحاكم الفعلي للبلاد بستار يتمثل في عدلي منصور ومن حوله».
وأشار إلى أنه «بالنسبة لحركة تمرد فهي صنيعة المخابرات، وقد بدأت حقيقتها تظهر في الفضائيات، كما أن زعمها أنها جمعت 22 مليون توقيع هو كذبة كبرى لم يقم عليها دليل واحد إلا الزعم الكاذب، أما مظاهرات 30 /6 فقد قابلتها مظاهرات أضخم بكثير استمرت حتى الآن أكثر من أسبوعين، وما زلتم تتعامون عنها وتمارسون إرهابًا حقيقيًا وعدوانًا وقتلا ضدها، في الوقت الذي كنتم تشجعون فيه مظاهرات 30 /6 وتحمونها، وتحرضونها بطرق غير مباشرة على حرق مقار الإخوان وحزب الحرية والعدالة، ومحاصرة المساجد، وقتل المصلين داخلها والاعتداء على الرجال والنساء ومنازل المؤيدين للشرعية والرئيس المنتخب».
وتابع معلقًا على كلمة «السيسي»، قائلًا: «ذكرت أنك نصحت الرئاسة في مواقف كثيرة، وذكرت أن القيادة العامة للقوات المسلحة أبدت رغبتها في أن تقوم الرئاسة نفسها بإجراء استفتاء يحدد به الشعب مطالبه، وذكرت أنك أمهلت الرئاسة أسبوعا، وبعد يومين أعددت خريطة للمستقبل تشرف على إجرائها، فقل لي: ماذا تكون السياسة إن لم تكن هذه كلها استغراق في السياسة؟ وهل هذا من اختصاص الجيش؟».
وقال: «ثم لماذا لم تنصح الجبهة الأخرى وقد كان بغيها وعدوانها ورغبتها في الإفشال وإسقاط النظام بعد إعاقته عن الإصلاح واضحا، فإسقاط المؤسسات الدستورية المنشأة كان هدفا (مجلس الشعب – الجمعية التأسيسية الأولى – ثم الانسحاب من الجمعية التأسيسية الثانية ومحاولة إعاقة الاستفتاء على الدستور وأعمال العنف في أرجاء الجمهورية ورفض دعوات الحوار التي دعا إليها الرئيس، وكذلك رفض المصالحة التي دعا إليها الرئيس والإصرار على رحيله، فمن هو الظالم المتعنت ومن هو المظلوم».
وختم «غزلان» بيانه، قائلًا: «أما أن مصر كلها راضية باهتمام العالم بما يجري فيها فهي دعوى مغلوطة فغالبية المصريين يركزون اهتمامهم، ويضحون بكل غال ونفيس من أجل استعادة ثورتهم وحريتهم وكرامتهم، ولن تخيفهم تهديدات أو وعيد ولن تنطلي عليهم حيل أو أكاذيب ولن يتزحزحوا حتى يعيدوا شرعيتهم ويفرضوا إرادتهم رغم أنف العسكريين الانقلابيين، وفي ذات الوقت التمسك بحب الجيش الوطني وقوته وتماسكه ليكون درعهم وسيفهم ضد أعداء الوطن الخارجيين، ارجع إلى شعبك واعدل عن انقلابك وتب إلى ربك لعله يغفر لك».