اعتذر عضو بارز في البرلمان الإيطالى بعد تعرضه لسيل من الانتقادات، بسبب وصفه أول وزيرة سوداء في إيطاليا بـ«إنسان الغاب»، في إهانة عنصرية جديدة ضمن سلسلة إهانات مشابهة تتعرض لها وزيرة الهجرة سيسيلى كيينجى، التي تنحدر من الكونغو الديمقراطية، منذ تعيينها في إبريل الماضي.
وقال نائب رئيس مجلس الشيوخ الإيطالي، روبرتو كالديرولي، من حزب رابطة الشمال المناهض للمهاجرين، في تجمع سياسي ببلدة تريفيجليو: «أحب الحيوانات.. الدببة والذئاب.. كما يعرف الجميع، لكن عندما أرى صورا لكيينجى لا يسعنى إلا أن أفكر فى إنسان الغاب لكني لا أقول إنها كذلك». وأضاف كالديرولي أن نجاح كيينجي شجع «المهاجرين بشكل غير مشروع»، الذين يريدون المجيء إلى إيطاليا، ويجب أن تكون «وزيرة فى بلدها». وفي عام 2006، أجبر كالديرولي على الاستقالة من منصب وزير الإصلاح بعد ارتدائه قميصا يسخر من النبي محمد خلال نشرة إخبارية في قناة حكومية.
ووجه عدد من الساسة منهم أعضاء من حزبه انتقادات لكالديرولي، وطالب بعضهم باستقالته من منصب نائب رئيس مجلس الشيوخ، وقال رئيس الوزراء الإيطالى إنريكو ليتا فى حسابه على موقع «تويتر» إن تصريحات كالديرولى «غير مقبولة وتتجاوز كل الحدود.. نتضامن مع سيسيلى وندعمها تماما.. امضى قدما فى عملِك وفى عملنا». وسارع كالديرولى بمحاولة تصحيح موقفه، قائلا: «لم أكن أقصد الإهانة، وإذا كانت الوزيرة كيينجى شعرت بالإهانة فأنا آسف»، ووصف تعليقاته بأنها «مزحة».
ومن ناحيتها قالت سيسيلى كيينجى، التى وصلت إيطاليا عام 1983 للتدرب كطبيبة عيون، إنها لم تأخذ التعليقات على محمل شخصى، وأضافت: «لكن أخشى على الصورة التى نمنحها لإيطاليا».
وتقود «كيينجى» حملة لتسهيل حصول المهاجرين على الجنسية، وتدعم قانونا يتيح لأى شخص ولد على الأراضى الإيطالية الحصول على الجنسية بشكل تلقائى. ووجهت إهانات سابقة للوزيرة من جماعات يمينية متطرفة قالت عنها إنها «قردة الكونغو» و«زولو» و«السوداء الكارهة لإيطاليا».