x

نيابة «بني مزار» تعاين مسرح جريمة «أبو العباس».. وخبراء من الداخلية لكشف غموض الحادث

الثلاثاء 22-12-2009 13:01 | كتب: تريزا كمال |
تصوير : تريزا كمال

انتهت نيابة مركز «بني مزار» بمحافظة المنيا، صباح اليوم، برئاسة محمد عبد الموجود، مدير النيابة، وبإشراف المستشار محمد أبو السعود، المحامي العام لنيابات شمال المنيا، من معاينة مسرح الجريمة والاستماع لبعض الشهود والجيران، وأمرت بانتداب الطب الشرعي لتشريح الجثث وبيان سبب الوفاة واستعجال تحريات البحث الجنائي في جريمة قرية «أبو العباس» التي راح ضحيتها أم وثلاثة أطفال قتلوا بطريقة بشعة.

كما انتهت إدارة الأدلة الجنائية من رفع دلائل وبصمات مسرح الجريمة وتصويره.

وفى السياق ذاته، أرسلت أجهزة البحث بوزارة الداخلية عدداً من الخبراء في مجال البحث الجنائي والأدلة الجنائية تم انتدابه مساء أمس للمشاركة في أعمال البحث.

وكانت قرية «أبو العباس» التابعة لمجلس قروي «شلقام» بمركز «بني مزار» قد شهدت صباح أمس، واقعة مروعة حين استيقظ أهالي القرية على اكتشاف مصرع ربة منزل وأطفالها الثلاثة داخل منزلهم بالقرية.

كان اللواء «محمد محسن مراد» مدير أمن المنيا، قد تلقى بلاغاً من مأمور شرطة مركز بني مزار بمصرع «راضية عبد الحليم علي» 35 سنة، وأطفالها الثلاثة «محمد محمد مبارك» 9 سنوات، و«علي محمد مبارك» 8 سنوات، «طه محمد مبارك» 3 سنوات، داخل منزلهم بالقرية، وعلى الفور انتقل لموقع الحادث اللواء «محمد محسن مراد»، مدير أمن المنيا، واللواء «عاطف القليعي»، مدير البحث الجنائي بالمنيا، ووحدة البحث الجنائي لمركز بني مزار وفريق من المعمل الجنائي.

وكشفت التحريات الأولية أن المجني عليها تعيش وأبنائها بمفردهم وأن زوجها ويدعي «مبارك محمود عبد العليم» وشهرته «احمد عبد العليم» 40 سنة، غير مقيم معهم حالياً؛ حيث يعمل سائقاً بالجماهيرية الليبية وغادر البلاد منذ 3 أشهر.

وأشارت الدلائل الأولية لدافع الانتقام؛ حيث كشفت المعاينات أن المجني عليهم مقتولين بالخنق باستخدام أغطية رأس حريمي «إيشارب» و كوفية مع استخدام سلاح أبيض أو آلة حادة في تسديد طعنات للأم وأبنها الأكبر.

واستبعدت أجهزة البحث في عملها دافع السرقة فرغم بعثرة بعض محتويات المنزل فقد تم العثور علي خاتمين و3 غوايش ذهبية تخص القتيلة بالإضافة للهاتف المحمول.

وكشفت معاينات المعمل الجنائي والنيابة لموقع الحادث أن الأم «راضية عبد الحليم» مخنوقة بإيشارب حريمي وبجثتها طعنتين نافذتين بآلة حادة إحداها ما بين البطن والصدر والأخرى خلف الأذن اليمني، وملقى بجانبها سكين وبه آثار دماء يدل علي أنه أداة الجريمة وبجثتها أثار مقاومة كشفتها أثار الجروح والخدوش والكدمات بالذراعين والرقبة وتلطخ ملابس النوم ببعض روث البهائم مما يشير لإمكانية حدوث مطاردة داخل المنزل مما يدل أنها قاومت الجاني كثيراً.

وعثرت أجهزة البحث علي جثث الأبناء الثلاث مقتولين أمام باب حجرة النوم وتبين مقتلهم عن طريق الخنق والطعن بآلة حادة؛ حيث وجد الطفل الأول «محمد» مخنوقاً بكوفية سوداء بعد تلقيه طعنات بآلة حادة، بينما ترقد جثث شقيقاه «علي» و«طه»، ومن المعاينة الظاهرية يبدو أن قتلهم كان خنقاً.
 
ورجحت أجهزة البحث معرفة الأطفال لشخصية القاتل وأنه من المقربين أو المتعاملين تعاملاً مباشراً مع الأم مما دفع الجاني للتخلص منهم بهدف إخفاء شخصيته، وأنه وجد مقاومة من الطفل الأكبر دفعته لطعنه بينما تمكن من خنق شقيقاه.

وأفادت التحريات أن مكتشف الجريمة أحدي جارات المجني عليهم التي لاحظت عدم خروجهم من المنزل منذ يوم الماضي، علي غير المعتاد فتوجهت بالسؤال عنها لشقيق زوجها محمد محمود عبد العليم، (34 سنة) فلاح، يسكن بالمنزل الملاصق لمنزل المجني عليها والذي قام بدخول المنزل عبر سطح منزله بعد قرعه باب منزل المجني عليهم دون جدوى ليكتشف الواقعة.

وأفاد شقيق الزوج في أقواله إنه لم يجد أية أثار لعنف أو تكسير بباب المنزل أو نوافذه وأن باب المنزل كان مغلقاً من الداخل فأضطر لتسلق سطوح المنزل ووجد جثة زوجة شقيقه ملقاة خلف باب المنزل غارقة بدمائها بينما تفرقت جثث الأبناء داخل المنزل.

تم نقل الجثث لمشرحة مستشفي بني مزار العام، ومن جانب آخر وسعت فرقة البحث الجنائي دائرة الاشتباه لتشمل عدد من أقارب المجني عليهم والمتعاملين معهم وبينهم شقيق الزوج وكشفت المعاينات عن أن المنزل محل الواقعة مبني من طابق واحد وأن المدخل الوحيد له هو المنزل الملاصق والذي يقطنه شقيق الزوج وأسرته.

وفى السياق ذاته، سادت حالة من الهلع في القرية والقرى المجاورة وقال عدد من الأهالي أن تلك الجريمة غريبة علي القرية وأحاطت كردونات أمنية مكثفة حول مداخل ومخارج القرية التي تقع بالقرب من طريق (مصر ـ أسوان الزراعي) في محاولة لإشعار مواطني القرية بالأمان.
 

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية