x

جيزيل خوري: أنصح المصريين بمقولة مانديلا «إقامة العدل أصعب من هدم الظلم»

الأحد 14-07-2013 19:50 | كتب: وائل علي |
تصوير : اخبار

دعت الإعلامية اللبنانية البارزة، جيزيل خورى، الشعب المصرى، لإعادة قراءة رسالة المناضل الأفريقى الأشهر، نيلسون مانديلا، التى وجهها لثوار مصر وتونس، وجوهرها أن «إقامة العدل أصعب بكثير من هدم الظلم».

ووصفت خورى، التى يطلق عليها سيدة الحوار، ومحاورة الرؤساء، ما حدث فى 30 يونيو بأنه ثورة شعبية، وقالت: «ما جرى أعتبره ثورة، هناك أكثر من 27 مليون خرجوا إلى الشوارع».

وكشفت خورى عن تقديمها نسخة للرئيس المخلوع حسنى مبارك، من كتاب زوجها الراحل الدكتور سمير قصير، المفكر والكاتب الصحفى، الذى حمل عنوان «تأملات فى شقاء العرب»، رغم أنه تضمن انتقادات شديدة لنظام حكمه، وإلى نص الحوار:

■ كيف ترين الأحداث الأخيرة فى مصر؟

- ما حدث أعتبره ثورة، هناك أكثر من 27 مليونا خرجوا إلى الشوارع.

■ وبماذا تفسرين وصف البعض بأن ما حدث انقلابا وليس ثورة شعبية؟

- نحن فى لبنان لا نستطيع فهم طبيعة العلاقة بين الجيش والمواطنين فى مصر، وأرى أيضا أننا إزاء حالة وخصوصية مختلفة عن أى دولة عربية، فضلا عن أن الدولة المصرية بشكلها وطبيعتها لا توجد حالة شبيهة لها فى المشرق العربى.

■ ما أسباب ذلك من وجهة نظرك؟

- مصر دولة مركزية، حتى مصطلح الدولة غائب لدينا، بينما يطلق المصريون على مصر الدولة، ولكننا فى بلدان عربية عدة لا نطلق هذا الوصف، لأن هذا المصطلح بتراثنا غائب.

■ هل هذه تمثل رؤية اللبنانيين لطبيعة وشكل الدولة المصرية؟

- اللبنانيون وكثير من شعوب المنطقة العربية، أنظر إلى السوريين والفلسطينين والأردنيين جميعهم لايطلقون على الرئيس رئيس الدولة، بمعنى أكثر دقة منظومة الدولة فاشلة فى عديد من مجتمعاتنا العربية، بينما تشكل حالة فريدة فى مصر، فضلا عن أن العلاقة بين الجيش والشعب لديكم تتسم بخصوصية، ونحن لا نفهمها، ولا حتى الغرب يفهمون طبيعة هذه العلاقة، فعندما ساند الجيش الشعب فى المظاهرات الأخيرة، وصفه البعض بأنه انقلاب، بينما هناك شعرة رقيقة ودقيقة جدا بين الثورة والانقلاب فى مصر، لا أحد يعرفها سوى الشعب المصرى.

■ كيف رأيت المشهد الأخير؟

- بشكل شخصى أعجبت بالشعب المصرى وكلنا معحبون به.. أنا أحمل توجهات ليبرالية ولا يمكن أن أكون مع تيارات دينية، وسياسيا أرى أن الشعب حاسب رئيسه بعد عام من الحكم الفاشل، ورأى أن من يملكون السلطة ليس لديهم خطة لتصحيح الأوضاع فخرج الشعب وقال يكفى.

■ ما الرسالة التى توجهينها للمصريين فى ضوء هذا المشهد؟

- أطلب من الشعب المصرى إعادة قراءة رسالة نيلسون مانديلا التى وجهها للمصريين والتونسيين فى بداية ثورتهم عقب 25 يناير 2011، ومفادها أن «إقامة العدل أصعب بكثير من هدم الظلم».

■ كيف تنظرين لإجراءات غلق عدد من القنوات الدينية الداعمة للرئيس المعزول، محمد مرسى؟

- لست متابعة جيدة لتلك القنوات، ولم أشاهد قناة منها، ولكن فى ضوء ما تردد حول أنها كانت تنشر خطابا تحريضيا، ودعوة البعض للبقاء بالميادين لـ«نصرة الإسلام»، فهذا يمثل إعلان حرب ضد المصريين، وإثارة للكراهية بين بعضهم البعض، وبالتالى فهو أمر مرفوض، ولكنى على أى حال أفضل أن يكون هذا الإغلاق مؤقتا، لأننى ضد غلق القنوات مهما كانت توجهاتها، والأهم من ذلك يجب أن يكون هناك ميثاق شرف ينظم عمل وسائل الإعلام كما هو موجود فى كل دول العالم.

■ ما تقييمك لأداء وسائل الإعلام خلال حكم مرسى؟

- خلال هذا العام كان عام الحريات، لم نشهده من قبل فى أى بلد عربى، خاصة فيما يتعلق بنقد رئيس الجمهورية، حتى فى لبنان لم نشاهده من قبل، وهذا مثار إعجاب لنا.

■ قابلت مبارك فى أوقات سابقة أكثر من مرة كيف كانت لقاءاتك؟

- التقيت مبارك حوالى 3 مرات، منها مرة كانت خارج إطار المقابلات التليفزيونية، وكانت خلال مشاركته فى إحدى القمم العربية، وطلبت مقابلته بشكل سريع ووافق، وفى المقابلة الأخيرة له أهديته كتاب سمير قصير الأخير الصادر بعد استشهاده بعنوان «تأملات فى شقاء العرب» ينتقد فيه كل الأنظمة العربية ومنهم انتقادات موجهة لنظام حكم مبارك.

■ ألم تخشى تداعيات ذلك؟

- الكتاب حمل انتقادت لنظام الحكم فى مصر، ولكنه بشكل أساسى لمس ما أسميه الوجع العربى فى تحييد، وتراجع دور مصر فى الشؤون العربية الأساسية.

■ تقييمك لمبارك سياسيا وإنسانيا؟

- بشكل شخصى كان يتعامل معى فى كل مرة بنبل، ولم يضع خطوطا حمراء، وكان متعاطفا مع قضيتى (استشهاد زوجى) وقضية لبنان.

■ وسياسيا؟

- كان لديه تجربة، ولديه هيبة الحكم، وأعتقد أنه كان رجل دولة.

■ وماذا عن المقارنة بين مبارك ومرسى؟

- لم ألتق مرسى من قبل، ولا أريد التحدث عن خطابات مرسى يكفى ما تحدث عنه المصريون.

■ وماذا عن أخطاء مبارك؟

- كل شخص يبقى فترة طويلة فى الحكم يخطئ، ومبارك بعد سنوات من حكمه لم يعد لديه تماس مع الشعب، لا يعطى شيئا، ولا يتقبل انتقادات.

■ سمير قصير كتب العديد من الكتب ومات شهيدا دفاعا عن مواقفه وأفكاره ماذا تقولين عنه بعد 8 سنوات من الرحيل؟

- باختصار.. فكر سمير قصير هو ثمرة تجارب بلدان المشرق العربى، وكان لديه هوى مصرى، ويحب مصر بشكل كبير جدا، هو «عربى» بالمعنى الحرفى، فتركيبة عائلته بها تمثيل للعديد من البلدان فهناك اللبنانى والسورى والفلسطينى، حمل بعضا من الفكر الناصرى والاشتراكى والعلمانى التحررى الثورى.

■ وماذا عن أفكاره التى راح ضحية الدفاع عنها والترويج لها؟

- ملخص كتابه «تأملات فى شقاء العرب» انتهى فيه إلى أنه يحق للعربى أن يكون سعيدا ويمكن له ذلك، ولتحقيق ذلك يتطلب الأمر وجود الحرية والديمقراطية، لأنه بدونهما سيتراجع المواطن العربى تاريخيا، وسيكون هناك شقاء عربى، يمكنك القول بأنه كان يدعو إلى النهضة ليس مثل النهضة التونسية أو «نهضة الإخوان» فى مصر، ولكنها نهضة الحرية والديمقراطية.

■ إلى أى درجة أثرت كتابات سمير قصير على فكر الشباب العربى؟

- أعتقد أنه أثر بشكل كبير، خاصة بالنسبة للشباب فى لبنان وسوريا ممن يحملون الفكر الليبرالى.

■ مدى هذا التأثير؟

- بعد سنوات من اغتياله كانت شعارات الثورة السورية هى مقالاته، عندما كانت الثورة سلمية، مصطلح الربيع العربى، هو أول من دعا إلى ربيع بيروت.

■ كيف كان ينظر إلى الشباب ودورهم فى التغيير؟

- عندما اغتيل سمير قصير كان عمره 45 سنة، وهو أستاذ جامعى، وأب لصبيتين، ولطلابه، يمكنك القول بأنه كان مراهقا مقبل على الحياة، وكان يهتم فى جلساته بتواجد الشباب، يقولون «كل ثائر يتكل على الشباب»، وهو كان كذلك.

■ عندما تمرين على تمثال سمير قصير بالساحة وسط بيروت ما الذى يتبادر إلى ذهنك عند رؤيته؟

- كنت حاضرة عند الشروع فى إقامة تمثاله بوسط بيروت، وكنت أتابع مع النحات الذى يقوم بعمل التمثال بشكل يومى لإعطائه كثيرا من التفاصيل، عندما تقوم بإنجاز عمل ما وتكون حاضرا فى تفاصيله، سوف تنظر إليه كإنسان غريب ربما كان هذا شعورى، حتى المؤسسة التى أسستها باسمه أصبحت أشارك فيها بصفة شرفية، ولكن عندما أشاهد العديد من العائلات السورية، وهم يجلسون بجوار التمثال فى ساحة الشهداء ويلتقطون الصور التذكارية، أتأثر كثيرا وأتذكره، لأن سوريا كانت هى الشغل الأهم بالنسبة لقصير حيث كانت بمثابة «أمه».

■ لهذا السبب كان اهتمامه بالشأن السورى؟

- طبعا لأن والدته فى الأصل سورية، وهناك سبب آخر أن سوريا كانت بالنسبة له هى الدولة الأكبر فى المشرق التى تؤثر على القضية الفلسطنية وعلى لبنان، ربيع دمشق كان بالنسبة له حلم كما كان مؤرخا لبيروت، عاش بها وعرف تاريخها هو يسمى «مؤرخ مدينة بيروت»، وكان يرى أن كل شىء يبدأ فى بيروت، كما كان يرى أن مصر هى الأخ الأكبر للجميع.

■ يقولون باب النضال من أجل تحرير فلسطين يبدأ بتحرير العواصم العربية من الاستبداد الداخلى والتبعية الخارجية، ما تقييمك لهذه المقولة؟

- الفلسطينيون قادرون على حمل قضيتهم بأنفسهم سواء بالكفاح المسلح أو عن طريق التفاوض، وأرى أنه لا يحق لى ولا أى إنسان أن يتحدث باسم الفلسطينيين، كما أنهم لا يحق لهم إعطاء دروس للآخرين.

■ لماذا تحول الربيع العربى فى سوريا إلى خريف عربى؟

- لأن هناك جيشاً ضد شعبه.

■ وماذا عن الدور الخارجى فى إشعال الأزمة؟

- أول سنة فى الثورة السورية كانت هناك الأغانى والشعارات السلمية، وكان الشباب عزل أمام الدبابات، نتذكر صورة الشاب فى حماه الذى فتح قميصه وطلب من الجندى الذى يعتلى الدبابة بأن يطلق عليه الرصاص، هذا الشىء صار فى مصر واختفى فى سوريا.

■ يصفك البعض بأنك الإعلامية الأشهر فى لقاء رؤساء الدول، من أبرز من أجريت معهم مقابلات؟

- مبارك وبوتفليقة وأبو عمار.

■ كيف كان انطباعك عنهم؟

- جميعهم كانوا يمتلكون روح المرح فى تعاملهم، وكان لديهم حس فكاهى أكثر من السياسيين العاديين.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية