شوارع ضيقة تملؤها مياه الصرف الصحى حتى تحولت إلى قنوات صغيرة، ورش ومبانٍ متلاصقة تفوح منها رائحة الأمونيا ومواد الصباغة، تسمع أصوات البراميل وماكينات صباغة الجلود وأمامها عمال ملابسهم رثة ويتصبب العرق من وجوههم وتفوح منهم روائح الكيماويات والصبغات، تنتشر فى كل مكان فضلات الجلود والشعر والغراء، ومخلفات الصباغة محمولة على عربيات كارو وتعتبر الوسيلة الوحيدة للتنقل داخل منطقة تحتوى على 80% من إنتاج مصر من الجلود، وهى منطقة المدابغ بمصر القديمة التى يفصلها عن العالم الخارجى «سور مجرى العيون الأثرى». تحتوى منطقة المدابغ بمصر القديمة على ورش ومصانع لدباغة الجلود ومخازن لتمليح الجلود وورش لصناعة البراويز الخشبية، بالإضافة إلى مصانع الغراء والجلاتين، يعمل فى هذه المنطقة أكثر من 60 ألف عامل، حسب عادل قيراط عضو المجلس التصديرى للجلود، وعلى الرغم من ذلك تفتقد أبسط أنواع الخدمات، فشبكات الصرف الصحى متهالكة والكهرباء والمياه تنقطع بين الحين والآخر، وأيضا أغلب أراضى الوحدات مأخوذة بنظام وضع اليد بدون أوراق ملكية، وأغلب المدابغ مدينة بفواتير الكهرباء والمياه وأصحابها مهددون بالحبس بسبب محاضر سجلتها عليهم مديرية البيئة. ومع انتشار مصانع الدباغة والأنشطة المكملة لها ومع الزيادة السكانية، أصبح أغلب المصانع مهددة بالإغلاق وأصحابها بالمطاردة، خاصة بعد ارتفاع نسب التلوث بها، ولهذا أصبح التفكير فى إعادة بناء وتطوير الشركات الصناعية فى تلك الصناعة أمرا مهما استدعى إصدار قرار عام 1992 بنقل المدابغ إلى خارج القاهرة، ولكن لم يتم تنفيذه إلى أن جاء قرار حاتم صالح، وزير الصناعة السابق، بضرورة نقل المدابغ إلى منطقة الروبيكى بمدينة بدر الصناعية، التى تبتعد عن القاهرة أكثر من 45 كيلومترا. عند الدخول إلى منطقة المدابغ ترى عربات الكارو متراصة صفا واحدا وبجوارها السائقين والحمالين، منهم من يحمل الجلود على العربة لنقلها إلى «الملاحات»، مخازن تمليح الجلد، ومنهم من ينتظر من يطلب منه النقل مقابل 10 جنيهات فى النقلة الواحدة، بجوارهم عمال الملاحات الذين يقومون بتمليح الجلد للحفاظ عليه من الفساد، ثم بعد ذلك يذهب الجلد إلى ورش الدباغة، ومنها إلى الورش التى تقوم بشد الجلد على براويز خشب لكى يجف، وأخيرا صباغته بالألوان، ثم نقله مرة أخرى لبيعه خارج المدابغ. المعلم طارق، صاحب عربات كارو، يقف على بوابات السور فى انتظار من يطلب إحدى سيارته للنقل، يقول: «مهنتنا من المهن المصاحبة لدباغة الجلود، حيث تستخدم العربات الكارو التى تجرها الخيول فى نقل الجلود من المدبغة إلى خارج المدبغة، كما تقوم بنقل فضلات الجلود لمصانع الغراء، إحنا بنشتغل من غير مرتب ولا تأمين ولا أى حاجة إحنا كلنا أرزقية على باب الله». مضيفا: «قرار نقلنا إلى منطقة الروبيكى يهدد بتشريد آلاف العاملين». «إحنا ملناش شغلة برة المدابغ، لأن فى الروبيكى لا يسمح بدخول عربيات كارو وسيتم استبدالها بسيارات نقل صغيرة أو غير ذلك وفى ناس كبيرة فى السن صعب إنها تتعلم سواقة العربيات، بالإضافة إلى إن المكان المعد للروبيكى مش هيستوعب كل سواقين الكارو ومشروع الروبيكى لم يحدد أماكن لتواجدنا بأى حال من الأحوال». مشروع مدينة الروبيكى الجدية تجاهل أصحاب مصانع الغراء والجيلاتين، ولم يوفر لهم بديلا عن مصانعهم فى منطقة مصر القديمة على الرغم من أن مصانعهم تقوم على فضلات الجلود وتعد المصدر الوحيد لمادة الغراء والجيلاتين المحلى. يقول عبدالكريم محمود، صاحب مصنع غراء وجلاتين: «الحكومة لا تهتم بمصانع الجلاتين والغراء وتعتبرها (صناعة مهملات)، حيث تعتمد على المهملات التى تخرج من الجلود ولم يتم وضعها ضمن غرفة دباغة الجلود أو تؤسس لنا غرفة خاصة فى اتحاد الصناعات، ولهذا بالتالى لا نقوم بتصدير منتجاتنا بشكل مباشر، بل نقوم ببيع الجلاتين إلى المصانع والشركات الكبرى وتتم إعادة تصنيعها أو تصديرها من خلال وسيط». عدم حصولهم على حقهم فى التأمينات والمعاشات والتأمين الصحى، بالإضافة إلى العمل بدون أبسط الخدمات وسيطرة المصدرين على الإنتاج وغش المواد الكيماوية، من أبرز مشاكل عمال المدابغ يقول عنها الحاج كمال قيراط ذو السبعين عاما، الذى يعد من أقدم العاملين فى المدابغ، حيث يعمل فى دباغة الجلود منذ عام 1956، يقول: «عامل المدبغة يعمل أكثر من 12 ساعة ويتعرض لإصابات كثيرة وملوش حقوق لا تأمينات ولا معاشات»، يذكر كمال قيراط أنه كان عضوا فى الاتحاد الاشتراكى فى الستينيات، وحارب للحصول على حقه فى التأمين والعلاج، وغيرها من الحقوق التى يكفلها مكتب العمل، ودخل الجيش بعد عام 1967 وبمجرد خروجه بعد حرب 1973 فوجئ بأنه ليس له تأمين أو عقد يثبت عمله فى المدابغ، وكان رد مكتب العمل عليه فى هذا الوقت أن «عقدك وتأميناتك صورية» فهو فى هذه السن، ومازال يعمل مشرف عمال فى إحدى المدابغ دون الحصول على معاش بعد كل هذه السنوات من العمل فى المدابغ. يرى كرم العجاتى، أحد العاملين فى دباغة الجلود منذ 40 عاما، وصاحب الخبرة الطويلة بالمواد الكيماوية التى يتم استخدامها فى دباغة الجلود من الكروم والصوديوم والجير وغيرها من المواد الكيماوية، ويرى أن الكيماويات المغشوشة التى يتم استيرادها من الصين من أكبر أخطر المشاكل التى تهدد المهنة، فهذه المواد قد تؤدى إلى مشاكل جلدية وغيرها. يضيف: «مع الأسف تحصل أغلب ورش المدابغ على الفرز الثانى والثالث من المواد الكيماوية، فى الثمانينيات والتسعينيات كانت الكيماويات التى نستخدمها فرزا أول، وكنا نستوردها من ألمانيا وإيطاليا وغيرهما، ولكن فى السنوات الأخيرة أصبح الاستيراد كله من الصين، مما أثر على جودة المنتجات نسبيا». مائة عام هى عمر منطقة المدابغ بمصر القديمة وأغلب العاملين وأصحاب الورش توارثوا هذه المهنة من آبائهم ونقلوها لأبنائهم، فهناك ورش ترجع فى إنشائها إلى الثلاثينيات وتولت إدارتها أجيال كثيرة من بينها مدبغة (الحاج بيومى القط) التى تم إنشاؤها عام 1937 وكانت من أكبر المدابغ فى المنطقة كانت تحتوى على 12 ماكينة تهالكت وتبقى منها 3 ماكينات وأصبح عدد العاملين بها 7 أفراد فقط يعملون من 8 صباحا حتى 8 مساء. يقول إبراهيم مهدلى، مستأجر المدبغة: «وضع المدابغ أصبح الآن أسوأ بسبب غلاء الأسعار وجشع المستوردين والاعتماد على معدات فرز تانى وثالث أثرت على إنتاجية الجلود، كما أن المدبغة تعمل بالماكينات التى عملت بها منذ نشأتها عام 1937 ولم يتم تطويرها لأن شراء الماكينات أمر مكلف للغاية. وعن المشاكل التى يتوقعها مهدلى فى منطقة الروبيكى، يقول: «قرار النقل لم يراع المستأجرين ولم يحدد أوضاعهم بعد النقل، فكل ما سنحصل عليه تعويض صغير، كما أننا نحصل على الجلود مباشرة من السلخانة وفى ظل ابتعاد منطقة الروبيكى من الممكن أن يصاب الجلد ببكتيريا تؤثر على جودته». الصناعة بأكملها تعانى تدهورا كبيرا، يلخصها محمد رأفت، أحد العاملين بمدبغة بيومى القط، قائلا: «عملنا يعتمد على البيع بالأجل وكثير من معارض ومحالات الجلد أغلق، وفى الشهر ننتج 120 قطعة نظرا للظروف الاقتصادية، فالديون زادت علينا كما أن مشاكل الصرف الصحى ونقص الخدمات وانقطاع التيار الكهربى أدت إلى تلف بعض البراميل فى المدبغة، مما يؤثر على الإنتاج، ليس فى مدبغتنا وحدها لكن فى جميع الورش». يضيف: «هناك أسر كاملة تعمل فى دباغة الجلود وأغلبهم يسكن فى منطقة مصر القديمة دون أى تأمينات أو معاشات أو وضع مستقر للعامل الذى يتعرض إلى إصابات عمل دون تعويض، والمعلم عايز شغله يخلص وخلاص حتى لو هايرمى العامل عضم، لو البرميل لف على إيد العامل وإيده اتقطعت محدش هيسأل فيه. أعرف عمال كانوا محترفين فى الشغلانة ودلوقتى بيتسولوا لإن مفيش معاش ومبقاش لهم شغل بعد ما كبروا فى السن». على الرغم من المعاناة التى يلقاها العمال فى المدابغ فإن هناك بعض المصانع الكبرى لجأت لتشغيل عمالة هندية للإشراف على العمال المصريين وتعليمهم أساليب جديدة فى دباغة الجلود، خاصة بعد غلق معهد دباغة الجلود منذ عشرين عاما، وهو المكان الذى كان مسؤولا عن تخريج مشرفين وعمال محترفين فى هذه الصناعة. يوضح كمال قيراط، 45 عاما، صاحب ورشة، أن معهد دباغة الجلود تم إنشاؤه فى 1944 تخرج فيه عدد كبير من العمال، ويعطى شهادة معهد فنى صناعى بعد الشهادة الإعدادية، وكان يهدف إلى تطوير صناعة الجلود وأصبح الآن مجرد مبنى مهجور ومتهالك ومعرض للانهيار، «ورغم مطالبتنا بإعادة فتحه مرة أخرى فإن أحدا لم يستجب، ولذلك قام بعض أصحاب المدابغ من المصدرين بتشغيل عمالة من الهند كفنيين لدباغة الجلود والإشراف على العمالة فى المدابغ وتعليم العمال أساليب جديدة فى الصناعة». لا يتجاوز عدد الهنود العاملين فى منطقة المدابغ الـ10 أفراد من بين هؤلاء راو المشرف الهندى فى أحد المصانع الكبرى، جاء إلى مصر منذ 6 أشهر للعمل كمشرف فنى على العمال، يقول إنه يعمل فى مصانع الجلود لوضع نظام موحد فى هذه الورشة ووضع اللمسات الأخيرة على المنتجات، مشيرا إلى أنه يعتقد بكفاءة العامل المصرى، ولكن المشكلة تكمن فى عدم وجود نظام أو أجهزة متطورة فى هذا المجال. يوضح كمال قيراط أن تشغيل مشرفين هنود للعمل فى المدابغ كان من تبعات إغلاق المعهد، حيث اكتشف المصدرون أن هناك عيوبا فى الصناعة ولجأوا للخارج لتفاديها، كما أن آخر دفعات المعهد لم يعودوا مطلعين على تقنيات الدباغة الحديثة. بالمقابل يرى عامر السيد، صاحب ورشة، أن النقل لمنطقة الروبيكى يضمن تحديث الورش وتوسيعها بعيدا عن العشوائية التى تضرب المنطقة، يضيف: «أنا حابب أوسع الورشة ولكن الشوارع العشوائية وسوء التخطيط بالمنطقة لا يساعدانى على التوسع، وبسبب أزمة الصرف الصحى يوجد فى الورشة 5 براميل للدباغة لا يمكن تشغيلها فى نفس الوقت، نظرا لانهيار شبكات الصرف منذ أكثر من 17 عاما»، مطالبا فى الوقت ذاته بأن تكون وزارة الصناعة وليس محافظة القاهرة هى المسؤول على نقل الورش. تعد عملية تمليح الجلد هى المرحلة الأولى فى الدباغة، يجمع مصطفى السيد 22 عاما، أحد العاملين فى مخزن لتمليح الجلود بعد سلخها فى المخزن الخشبى الممتلئ بالملح، حيث يتم وضع كميات كبيرة من الملح على قطع الجلد لضمان قتل أى ميكروبات أو فيروسات قد تصيب الجلد وتركها داخل المخزن لمدة أيام حتى تجف وتصبح قابلة للنقل إلى ورش الدباغة لبدء التصنيع.
عضو «التصديرى للجلود»: الوزارة تفاوضت مع كبار المستثمرين وتجاهلت أصحاب الورش
رفض العاملون بمنطقة مدابغ مصر القديمة قرار حاتم صالح، وزير الصناعة والتجارة الخارجية السابق، نقل منطقة المدابغ إلى مدينة بدر بالروبيكى وهى المنطقة التى خصصتها الحكومة بالمنطقة الصناعية فى مدينة بدر، حيث تم تخصيص مساحة 350 فدانا للصناعات كثيفة العمالة غير المخططة مثل صناعة دباغة الجلود، بهدف زيادة الإنتاج من 3 مليارات جنيه مصرى إلى 10 مليارات جنيه. وفى هذا الإطار تقدم عدد من نواب مجلس الشورى المنحل بطلبات مناقشة إلى لجنة الصناعة بالمجلس، حول قرار وزير الصناعة حاتم صالح بنقل المدابغ إلى منطقة الروبيكى بمدينة بدر، رغم عدم الانتهاء من إنشائها لاستيعاب هذه الصناعة. وفى تصريحات صحفية للوزير السابق حاتم صالح أعلن فيها أنه تم اعتماد مجموعة من المبادئ للإجراءات الخاصة بعمليات النقل إلى مدينة الروبيكى، سواء للراغبين فى الاستمرار فى النشاط أو لغير الراغبين لمنحهم وحدات مجهزة أو أراضى بديلة بمدينة الجلود بالروبيكى أو الحصول على تعويض مالى لعدم رغبتهم فى الانتقال للمدينة. وأكد صالح أن عمليات الإخلاء والهدم بمنطقة المدابغ بمجرى العيون لن تنفذ إلا بعد التشغيل الفعلى للمنشأة التى تم نقلها بمدينة الروبيكى وأيضا حصول غير الراغبين فى استمرارهم بالنشاط على التعويض المالى الخاص بهم، مشيراً إلى أنه سيتم منح أصحاب الوحدات القديمة بمنطقة مجرى العيون مدة تصل إلى 9 أشهر من تاريخ تسلم الوحدة الجديدة للانتهاء من عمليات نقل المعدات والأجهزة. وفى هذا الإطار نقل عادل قيراط، عضو المجلس التصديرى للجلود وأحد القيادات العمالية التى تتولى التفاوض مع وزارة الصناعة، اعتراضات العمال وأصحاب الورش على عملية النقل. يقول قيراط: «لم تراع الوزارة البعد الاجتماعى فى قضية نقل المدابغ إلى منطقة الروبيكى، فالنقل سيساهم فى ترك الكثير من العمال مساكنهم». ويضيف: «اعتمدت الوزارة فى مباحثاتها على غرفة دباغة الجلود، باعتبارها ممثلا لأصحاب وعمال المدابغ وتسيطر عليها مجموعة من المصدرين للجلود لا يمثلون من القطاع أكثر من 10%، وبالتالى تجرى الحكومة مباحثات مع عينة غير ممثلة للعاملين فى المجال، وبالتالى لم ينقلوا الصورة كاملة للوزارة، وأغلبهم موافقون على عملية النقل لان لديهم امكانيات أكبر من أمكانيات أصحاب الورش الصغيرة». وبالنسبة لتقيم أسعار أراضى الورش، يقول: «بعد المباحثات تم الاعتماد على شركة للتسويق العقارى حددت سعر المتر عام 2008 فى منطقة سور مجرى العيون بـ9 آلاف جنيه للمتر، وبما أنها أرض حكر فنصف قيمة المتر سوف يذهب إلى المحافظة، كما أن أغلب الورش هنا بالإيجار ولم تتخذ الوزارة أى إجراءات لتعويض المستأجرين». يطالب قيراط فى مفاوضاته مع الوزارة بأن تتم معاملة سكان والعاملين بمنطقة المدابغ وسور مجرى العيون بأنها منطقة كوارث حتى يتم إسقاط الديون المتأخرة عليهم مراعاة للشق الاجتماعى، لأن منطقة الروبيكى تعتمد على نظام «المدبغة النموذجية» وتعمل بنظام (JOB ORDER)، وهذا النظام لا يخدم صغار المنتجين، بل يخدم أصحاب الورش الكبرى التى تتمكن من شراء المدابغ النموذجية والكبيرة. يرى قيراط أن هناك تسرعا شديدا فى طرح الخطة وتنفيذها، لأن محطة مياه الروبيكى توفر 6 آلاف و200 متر مكعب لن تكفى إنتاج 133 طن جلود يومىا، فى حين تنتج مدابغ مصر القديمة بحالتها الحالية 500 طن جلود، كما أن قدرة محطة الصرف الصحى التى لم يتم الانتهاء منها بعد من المخطط أن تكون 4 آلاف متر مكعب يومىا، حسب أرقام الوزارة، وهذا لا يتناسب مع حجم المدابغ المفترض إنشاؤها هناك، بالتالى سوف تكون الروبيكى أسوأ من مصر القديمة. مشكلة أخرى لم تلتفت لها الوزارة فى قرار النقل، وهى توفير مساكن للعمال فى المنطقة الجديدة، بالإضافة للوضع الأمنى الذى يعتبر من أكبر التحديات التى تنتظر أصحاب الورش والعمال هناك فى مدينة بدر، لأن هذه المنطقة مشهورة بسيطرة العرب الذين يفرضون إتاوات على أصحاب الأعمال ولا تستطيع الداخلية السيطرة عليهم، وهذا يمثل تهديدا لنا.