كانت أحاديث الإفطار أشبه بشريط سينمائي، كل روى فيه ذكرياته، فقال الدكتور أحمد زكى: «يرجع الفضل إلى مدفع الإفطار فى تعلمى النظرية القائلة إن سرعة الضوء تسبق سرعة الصوت، فقد كنت فى فترة المرحلة الثانوية بمدينة السويس مع أهلى على مقربة من طابية، نصب فوقها مدفع ضخم ليعلم الصائمين بموعد الإفطار والإمساك، وكنت قبل غروب كل يوم، أحتل مكانى قريبا من الطابية أو أطل برأسى من النافذة لأستمتع بلحظة انطلاق المدفع وكنت أرى الطاقة الضوئية تندفع فى الهواء، وأبشر بانطلاق المدفع ومع مرور الأيام عرفت هذه النظرية المهمة»، وأضاف: «بعض العامة يعتقدون فى رمضان أن (قمر الدين) ركن من أركان شهر الصوم، ولكنه من أصول الدين».
ويروى مظهر سعيد، واقعة طريفة لأحد أصدقائه وقع فيها عندما كان فى فرنسا، حيث تصادف وصوله باريس فى أول أيام رمضان، ولم ينبه الفندق الذى ينزل فيه أن يعد له طعام السحور، وفى موعد السحور ذهب بنفسه إلى المطبخ باحثاً عن أى طعام، ولكنه لم يجد إلا سمكة واحدة، فقرر أن يطهوها، ولكنه لم يجد كبريتا لإشعال البوتاجاز، لكنه لم ييأس، فوجد مكواة كهربائية، وهداه تفكيره إلى أن يشوى السمكة عن طريق كيها، وعندما بدأ عمله حدث ماس كهربائى، وقطعت الأنوار كلها من الفندق، وهنا قرر الخروج فوراً للتسحر خارج الفندق، ولكن الظلام أوقعه من فوق السلم، وأصيب بجرح فى رأسه».
ومن العادات الجميلة التى كانت تحدث فى رمضان ما قاله «عزيز أباظة» وهى مائدة الأعيان فى القرية، حيث كان الأعيان والأغنياء فى القرية يخرجون إلى عين ماء أو شاطئ ترعة، وهناك يحمل إليهم رجالهم الأطعمة واللحوم والفاكهة والحلوى والمرطبات فى صف واحد، ويلتف حولهم الفقراء والغرباء على أهل القرية حتى يصلوا لمكان الإفطار، ويستمر حفل الإفطار فى هذا المكان حتى السحور.