قال الفنان جمال سليمان، إنه حاول هذا العام الخروج من القالب الدرامي الذي يضعه المنتجين له، من خلال اختياره لمسلسل «نقطة ضعف»، الذي وصفه بأنه «عمل يطرح حكاية مختلفة نعيشها جميعًا بقصد أو دون قصد، لأنه يهتم بالبحث عن السعادة والحب، وأن الإنسان يضطر أحيانا لأن يضحى بحياته من أجل شىء في الماضى وكأنه يتوقع أن يعود»، مشيرًا إلى أن المسلسل يتطرق أيضًا إلى قضية العنوسة التي يتعامل معها البعض بأنها قضية نسائية من الدرجة الأولى رغن أن هناك العديد من الرجال يعيشون مرحلة العنوسة في الوطن العربي، ولا يفكرون في تغيير حياتهم ويعيشون على ذكريات الماضي، وأوضح أنه كان يتمنى عرض المسلسل على أكثر من محطة فضائية، حتى يشاهده أكبر عدد من المشاهدين، لكنه لفت إلى أن محطة «MBC» تعرضه بشكل جيد، كما أنه يعرض في كثير من المحطات العربية الأخرى، وإلى نص الحوار:
■ لماذا قررت اختيار مسلسل «نقطة ضعف» لتقدمه هذا العام؟
- لا أنكر أن البحث عن الأعمال المختلفة يظل مسألة صعبة، وأصبح البحث عن نص مناسب شيئاً نادراً، و«نقطة ضعف» يعتبر عملاً اجتماعياً معاصراً وسبق أن قدمت هذه النوعية في سوريا أكثر من مرة، كما قدمتها في مصر من خلال مسلسلي «أولاد الليل» و«قصة حب»، لكن هناك دائماً اتجاهًا من المنتجين لحصاري في أعمال صعيدية، وهذا ما أحاول أن أغيره من فترة لأخرى رغم أنني لست غاضباً من ذلك، لأن هذا يحدث عادة في مهنتنا عندما ينجح فنان في شكل معين، لكنني دائماً أحاول فتح نوافذ لتقديم محطات مختلفة، واتفقت على ذلك منذ البداية مع المنتج صادق الصباح، وعندما عثرت على نص «نقطة ضعف» وجدت أنه حكاية مختلفة نعيشها جميعا سواء بقصد أو دون قصد، لأنه عمل يهتم بالبحث عن السعادة والحب، وأن الإنسان قد يضطر أحيانا لأن يضحى بحياته من أجل شىء فى الماضى وكأنه يتوقع أن يعود، وهذا هو السؤال الكبير الذى يطرحه العمل ويعيشه كثير منا حتى أن بعضنا أصبح ضحية لهذا الماضى.
■ ولماذا اخترت هذا النص فى هذا التوقيت؟
- هذا أيضاً كان مقصوداً لأن الشخص يكون دائماً متأثراً بما يدور حوله، وعندما اخترت هذا العمل قرأت قبله ما يقرب من 10 معالجات لأعمال أخرى، لكن فجأة تجد نفسك متعلقاً بعمل محدد وفقاً لحالتك وظروفك في هذا التوقيت.
■ ولماذا لم تحاول تقديم عمل عن الثورة المصرية؟
- هناك الكثير ممن تحدثوا عن ذلك لكنني وجدت أن هناك عدم وضوح لطرح ذلك درامياً الآن، لأنه لابد وأن تمضي عدة أشهر حتى نستطيع أن نعبر عما يجرى بشكل حقيقي، خاصة أن المشهد صار أعمق مما يتوقعه البعض، ولم تعد الحكاية مجرد مسألة وطنية وإنما مسألة تتعلق بمستقبل المنطقة، ولذلك لابد أن يكون لدي نص مكتوب بعمق يتناسب مع الطموح، ومسلسل «نقطة ضعف» قضية إنسانية يعيشها كثير من الناس الآن لأن البعض يتوقع أن العنوسة للسيدات فقط، لكن الحقيقة هي أن هناك عنوسة للرجال والمجتمع ملىء بهم، والمسلسل يتعرض لظاهرة الأُناس الذين يبحثون عن الماضى بدلاً من أن يخلقوا لأنفسهم حياة جديدة، وهذا ما يلقي بظلاله علينا جميعاً ليؤكد أننا كمواطنين عرب دائماً مشغولون بالماضي فى كل شىء.
■ وهل أنت راض عن عرض المسلسل حصرياً على قناة واحدة؟
- أكون كذاباً لو قلت ذلك، لأنني كممثل أتمنى أن يعرض على أكبر عدد من المحطات لأنه بذلك يحقق انتشاراً أوسع ولكن حتى لا نكون ظالمين فإن قناة «MBC مصر» عرضت المسلسل بشكل جيد وفي توقيت جيد أيضًا، كما أنه يعرض في محطات أخرى في العراق، لبنان، وقطر، وأعتقد أن ذلك مفيد للعمل وهذا ما يجعلني راضياً وهذا في حد ذاته «مش وحش».
■ وكيف كان رد فعل الحلقات الأولى من المسلسل في أول أيام عرضه؟
- معظم الردود كانت طيبة رغم المنافسة الكبرى مع الأعمال الأخرى المتميزة.
■ وكيف تقيم مستوى التطوير الذي تشهده معظم الأعمال الأخرى؟
- لا أنكر أن هناك ثورة بصرية شهدتها معظم الأعمال، وهذا العام أوضح من الأعوام السابقة، وأعتقد أن ذلك في تطور وازدياد حتى أن بصمة المخرجين أصبحت أقوى من الأول وهذا في صالح الأعمال، لكن لا أنكر أن هناك أيضاً مغالاة في بعض الأشياء فأحياناً ترى ديكورات غير منطقية وغير مناسبة للدراما وبعض الزوايا والحلول البصرية تصل لمرحلة الثرثرة البصرية وتكون خارج سياق العمل بالكامل مما أشبه باستعراض عضلات، وأعتقد أن ذلك سيطرح في مقالات النقاد، ولكن كما قلت فهناك ثورة فنية تشهد نوعاً من الارتباك والتجريب وهذا منطقي وأراه شيئاً طبيعياً.
■ وهل حاولت أن تتدخل في عمل المخرج أثناء تصوير المسلسل لتفادى ذلك؟
- في الحقيقة لا يجوز أن تكون هناك تدخلات أثناء التصوير، ولكن الحق يقال إن أحمد شفيق مخرج واع ومستمع جيد لكل الآراء، وكان يسمع كل التفاصيل والآراء ويختار ما يخدم العمل، وقد تناقشنا حول المسلسل وطريقة إخراجه قبل التصوير وتحدثنا حول القيمة الجمالية العالية التي نريدها في العمل مع بساطة الإخراج والتي لا تعني الكسل، على أن يكون هناك رصد للمشاعر بشكل لطيف دون مبالغة أو فذلكة، وأعتقد أنه استطاع أن يقدم العمل فى صورة جيدة.
■ وكيف ترى المنافسة بين هذا المسلسل وباقي الأعمال الأخرى؟
- لا أنكر أنني جزء من المنافسة ما دام يعرض لي عمل وسط باقي الأعمال، ولكن أي ممثل يتمنى أن يكون له وضع ممتاز بين الأعمال، كما أن الجمهور بشكل عام دائماً ما تكون متنوعة ولكن حتى أكون منصفاً فإن المنافسة في رمضان بشكل عام ليست لها معايير، ومقاييس النجاح نسبية لأن هناك أعمالاً جيدة تحقق نجاحاً بعد رمضان وأعمالاً أخرى تحقق مفاجأة، فأكون كاذباً إذا قلت إنني توقعت مثلاً نجاح «حدائق الشيطان» كما أن رد الفعل السلبي الذي حققه مسلسل «ولاد الليل» في حلقاته الأولى كانت سبب فشله ورغم ذلك لا أنكر أن الحملات الإعلانية والتسويقية التي تسبق المسلسل تساهم كثيراً في نجاحه أو فشله جماهيرياً.
■ ولماذا لم تشارك فى الدراما السورية هذا العام؟
- عُرِضَت علىّ بعض الأعمال ولكن كان ذلك في الوقت الخطأ لأننا تأخرنا في الدخول إلى التصوير لأكثر من 5 أشهر لارتباطنا بعمل آخر، وكان من الصعب وقتها أن أرتبط بأعمال أخرى لكنني بدأت مؤخراً في قراءة عمل سوري جديد سأقدمه العام المقبل إن شاء الله وبالطبع سأصوره خارج سوريا.
■ هل تشعر بالحزن لعدم قدرتك على السفر إلى سوريا؟
- بالتأكيد متأثر للغاية وأؤكد أنه لا يوجد شىء يجرحك أكثر من أن تكون ممنوعاً من دخول بلدك وزيارة أهلك والأماكن التي ترتبط بها لأن مسألة الوطن مثل رحم الأم دائماً ما يكون هناك حنين قوي إليه ويكون أقوى عندما تكون محروماً، وأنا الآن مطلوباً من النظام بسبب حملات التخوين والتشويه التي يقيمها البعض ضدي حتى لو كانت غير منطقية، لذلك خايف أروّح.
■ هل تشعر بالندم على دخولك معترك السياسة ضمن المعارضة ثم انسحابك؟
- هذه ليست سياسة ولكنها مسألة وطنية ولن أندم يوماً أنني أخدم وطني مهما نلت ولفق ضدي العديد من حملات التشويه أو تعمد لسوء الفهم، والزمن سيذكر من وقف مع وطنه ومن وقف ضده لأن الناس أحياناً لا تستوعب ما يحدث وتتوقع أن لديك أطماعاً في منصب معين أو منحة وكأنهم يرون أن أحلامك أن تكون أميراً أو وزيراً وهي أحلام بعيدة تماماً عن طموحاتي حتى أن هذه المناصب الآن فقدت قيمتها وأصبحت بلا أهمية.
■ وأخيراً كيف ترى مستقبل سوريا في ظل الظروف الحالية؟
- مستقبل سوريا أصبح صعباً جداً وأصبح النصف الفارغ أكبر من الممتلئ والأمل يتهاوى يوماً بعد يوم دولياً من الدرجة الأولى وإقليمياً بالدرجة الثانية وأصبحت سوريا ساحة قتال دولية إن لم يكن اتفاق دولي، خاصة بعد أن أثبتت المعارضة فشلها الذريع.